يسرائيل ديفينس: هذه أسباب مساندة روسيا إلى الأسد بقوة
قال موقع “يسرائيل ديفينس” الاسرائيلي إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يحاول استعادة نفوذ الاتحاد السوفياتي الذي كان في الماضي وللقيام بذلك ساعد بشار الأسد في سوريا، كما زود إيران بالأسلحة الثقيلة، لذا يجب على إسرائيل أن توفق مصالحها مع روسيا وتستثمر رغبات بوتين لصالحها.
وأضاف الموقع في تقرير ترجمته وطن أن وضع روسيا في الشرق الأوسط قد تغير بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، ويقول البعض أنها أصبحت قوة عظمى في العالم، على الأقل في السياق السوري. والسبب الرئيسي هو قدرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاستثمار موارد كبيرة وتحمل المخاطر في المنطقة، من أجل تحقيق مصالح بلاده.
وأوضح يسرائيل ديفينس أنه نجح حتى الآن في العمل على استقرار نظام الأسد، والمشاركة في إبادة منظمة داعش وإنشاء القواعد الجوية الروسية في شمال سوريا ونشر القوات البرية في قاعدة القوة الجوية الإيرانية أغسطس الماضي، وتوريد الأسلحة إلى إيران، والتوقيع مؤخرا على اتفاق مع وزير الخارجية الأمريكية جون كيري حول مستقبل سوريا، كما أن روسيا، على عكس الولايات المتحدة، لم تتخلَ عن مواقفها.
واستطرد الموقع أنه يمكن للمرء أن يفهم الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع الحالي في المنطقة وربطه بالجهود الروسية لفهم العلاقة بين الأحداث في أماكن أخرى، مثل الحرب ضد جورجيا في عام 2008، وضم شبه جزيرة القرم، لما يعتبر تهديدا لسلامة أوكرانيا وتحذيرا لدول البلطيق.
واعتبر الموقع أن الحدث الأليم الذي يؤثر اليوم على سلوك روسيا في الأزمة الليبية أنها وافقت على الانضمام إلى تكتل مجلس الأمن الدولي في مارس عام 2011، الذي أشعل الحرب ضد حكومة القذافي. وقد وجدت روسيا نفسها تحت مظلة قرار قضى على النظام هناك. وأدت العواقب الكارثية لهذه العملية إلى التفكك والفوضى في البلاد، والتي لم تتوقف حتى اليوم. كما أصبحت ليبيا مصدرا للسلاح ومركزا للمنظمات الإرهابية على نطاق واسع جدا، يستقطب اللاجئين من جميع أنحاء أفريقيا في طريقهم إلى أوروبا.
كما أن أحداث مصر التي جرت قبل بضعة أشهر أثرت على روسيا في عملية صنع القرار. ونتيجة لأحداث الربيع العربي والإطاحة بحسني مبارك، كان ينظر إلى الولايات المتحدة كحليف تخلى عن أولئك الذين ذهبوا معها على طول الطريق، وكان الروس من المهم لهم أن يبدو مختلفين تماما في هذا الصدد عن الولايات المتحدة، لذا كل هذه الأحداث في ليبيا ومصر، شكلت رد فعل فوري من موسكو انعكس في سوريا، وعلى أثره وقفت بسرعة وبشكل واضح بجانب الأسد.
كما أن هناك دافع آخر مهم أثر على سياسة موسكو في المنطقة هو الخوف من التطرف الذي ينتشر في روسيا، لا سيما مع صعود تنظيم داعش في جميع أنحاء العالم، فضلا عن وجود عدد كبير من المتطوعين الذين يأتون من روسيا إلى مناطق تنظيم داعش، فضلا عن الهجمات الإرهابية التي حدثت في روسيا وهذا يبرر قلق موسكو ويعزز حججها في قتال داعش.
وأكد يسرائيل ديفينس أن المشاركة الروسية في سوريا تطورت في ثلاث مراحل: الأولى بسبب الاعتماد التام على الأسلحة الروسية في الجيش السوري، حيث واصل الروس تلبية احتياجات الجيش السوري على قدم وساق، لهذا الغرض فقد وسعت سيطرتها في ميناء طرطوس، وعدد السفن المفرغة. وكانت المرحلة الثانية مشاركة روسيا الأقل وضوحا، ولكن في مرحلة ما زادت كثيرا من إشراك المستشارين ومسؤولي الاستخبارات الروس في القتال. ومن الصعب تحديد العدد الدقيق ومدى عمق تورطها. أما المرحلة الثالثة، بدأت بعد توقيع اتفاق نووي مع إيران.