اخبار الساعة

سعوديون يتساءلون.. لماذا يكرهنا بعض العرب؟

اخبار الساعة - متابعة بتاريخ: 17-10-2016 | 8 سنوات مضت القراءات : (10737) قراءة
أثار الكاتب السعودي صالح الشيخي، سؤالًا مثيرًا للجدل في زاويته في صحيفة “الوطن” السعودية، اليوم الاثنين، عن سبب كره بعض العرب للمملكة العربية السعودية، على الرغم من المواقف الإنسانية للسعوديين تجاه أشقائهم.
 
وعبّر الشيخي في المقال الذي حمل عنوان “لماذا يكرهوننا؟” عن استغرابه من تلك الظاهرة، على الرغم من التصنيف الأخير الذي طرحته جامعة “ميشيغن” الأمريكية، أخيرًا، بعد رصد آراء شريحة من 10 آلاف شخص، ويصنف السعوديين كثاني أكثر شعوب العالم تعاطفًا ورحمةً، ومساعدة للآخرين، بعد الإكوادور.
 
وتغنى كاتب المقال بما قدمته المملكة للسوريين المقيمين على أراضيها، مشيرًا إلى أن المملكة تعتبر “الداعم الرئيس لقضية الشعب السوري الشقيق، تحتضن بلادنا اليوم 2,5 مليون سوري يعيشون وسط المجتمع وكأنهم نسيجه الخالص، هناك 131 ألف طالب سوري يدرس جنبًا إلى جنب مع أبنائنا في مدارس التعليم العام، هناك أيضًا أكثر من 10 آلاف طالب في التعليم الجامعي، ولم تتوقف جهود هذه البلاد المباركة في نصرة الأشقاء هنا، بل ذهبت إليهم في مخيّم الزعتري، وأمضت – بالدقيقة والدقة – 197 أسبوعًا في خدمتهم صحيًا واستقبلت قرابة 3 آلاف لاجئ سوري وقدمت لهم الرعاية الصحية اللازمة”.
 
ويأتي مقال الشيخي، بعد دخول الأزمة السورية عامها السادس، وارتفاع حدة الانتقادات التي وجهها مسؤولون وإعلاميون عرب، لطريقة تعاطي المملكة مع قضية اللاجئين السوريين، ووصل بعضهم إلى توجيه اللوم للمملكة، لعدم فتح باب اللجوء إليها.
 
وتعكس آراء الكثير من الكتاب السعوديين، امتعاضًا شعبيًا من الوافدين، ومطالبات بالتضييق عليهم، وتعزيز قرارات السعودة والتوطين؛ وفي مقال آخر حمل عنوان “السعوديون أولى بالمعروف” يطالب الكاتب السعودي، خالد السليمان، في زاويته بصحيفة “عكاظ” السعودية، صراحة بدعم التوطين وخفض العمالة الأجنبية، معتبرًا أن من شأن ذلك “أن يحقق الصالح العام ويمنح الشباب السعودي فرص الاستثمار والعمل”.
 
وختم السليمان “يبقى المجتمع العامل الأساس لنجاح أي قرار في التوطين، وإذا اختار البعض التعامل مع الأجانب المخالفين لأنظمة العمل، فإنهم لا يخالفون القانون ويضرون بالاقتصاد الوطني وحسب، بل ويقطعون أرزاق السعوديين أيضًا”.
 
وطرح السليمان ليس إلا غيضا من فيض؛ إذ تعجّ الصحف السعودية بمواد يومية تهاجم الوافدين، وتعتبرهم السبب في تردي أوضاع السعوديين، وفقرهم، وارتفاع نسبة البطالة بينهم والتي تجاوزت الـ10%، ليحرم الآلاف من الوافدين من مصدر رزقهم، ويبقى الكثير منهم تحت تهديد الطرد المستند إلى قوانين الدولة، ويضعهم فريسة لمزاجية أرباب العمل.
 
ويمثل توطين السعودية لقطاع الاتصالات، نموذجًا لطريقة تعاطي المملكة مع الوافدين، إذ أعلنت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، اليوم الاثنين، التزام حوالي 7 آلاف منشأة بقرار التوطين الكامل لمهنتي بيع وصيانة أجهزة الجوالات وملحقاتها، فيما أحيلت 2298 مخالفة إلى لجنة العقوبات.
 
ومنذ انطلاق المرحلة الثانية من قرار التوطين، التي تنصّ على الوصول بنسبة السعوديين والسعوديات إلى 100%، ضبطت السُّلطات السعودية أكثر من 10 آلاف مخالفة لقرار التوطين أحيلت 2298 منها إلى لجنة العقوبات، وأُغلِق 661 محلاً، وأُنذِر 102 محل كانت مغلقة.
 
ويبدو أن تحميل الوافدين عبء الأوضاع الاقتصادية وضع الكثير منهم في دائرة القلق والتوتر والخوف من  خسارة وظائفهم أو طردهم من المملكة؛ تسبب ذلك في ردود أفعال وصل بعضها إلى التطرف في الآراء، وتوجيه الانتقادات للمملكة.
 
وكثيرًا ما يتحول امتعاض الوافدين إلى حالات من الغضب الجماعي، انعكس في الحالات المتكررة لتنظيم إضرابات عمالية يغيب معظمها عن وسائل الإعلام، احتجاجًا على عدم صرف رواتبهم، أو تأخيرها، أو عدم تجديد رخص الإقامة لبعضهم، أو احتجاجًا على ظروف العمل الصعبة.
 
وفي أغلب تلك الحالات تمتنع وسائل الإعلام السعودية عن تغطيتها، وفي حالات أخرى لا تجرؤ على ذكر أسماء الشركات التي تتأخر أو تمتنع عن صرف مستحقات عمالها.
 
وكثيرًا ما يصب مواطنون سعوديون جام غضبهم، على الوافدين، ليحملوهم جريرة الأزمات الداخلية، ومنها أزمة الإسكان المتفاقمة إذ تعاني السعودية من أزمة إسكان؛ بسبب نمو سريع للسكان، وتدفق للعمال الأجانب الوافدين إلى المملكة مع تنفيذها خطة إنفاق على البنية التحتية بمليارات الدولارات، لتعكس أقلام الكتاب والإعلاميين انزعاجهم من كثرة أعدادهم في المملكة.
 
وذلك في الوقت الذي لا تبرز فيه التقارير الواردة من المملكة، أن المواطنين السعوديين يعزفون عن ممارسة الأعمال اليدوية أو تلك التي تحتاج إلى جهد عضلي ويرضون بأجور أقل في وظائف خدمية كموظفي استقبال؛ ما يعكس مزاج المجتمع السعودي البالغ الحساسية تجاه بعض المهن التي يجدها أفراده “مهينة”.
اقرأ ايضا: