اخبار الساعة - القدس العربي بتاريخ: 22-10-2011 | 13 سنوات مضت القراءات : (2629) قراءة
يستعد مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات على اليمن وارغام علي عبد الله صالح على توقيع المبادرة الخليجية التي تطالبه بتسليم السلطة الى نائبه عبد ربه منصور هادي واجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، ولكن صالح يواصل اساليب المناورة التي اجادها طوال الأشهر التسعة الماضية، من حيث المطالبة بحصانة دولية ضد اي ملاحقات قضائية.
علي عبد الله صالح مطمئن الى ثلاثة امور اساسية، الأول: ان الضغوط الامريكية على نظامه غير جدية، والثاني: انه مازال يتمتع بتأييد واسع من قبل القطاع الاعرض في المؤسستين الامنية والعسكرية. والثالث: ان تدخلاً عسكرياً في بلاده على غرار ما حدث في ليبيا والعراق مستبعد كلياً، لانه لا يوجد نفط في اليمن، وكلفة هذا التدخل قد تكون عالية جداً.
هذا الاطمئنان قد يكون قصير الأجل، لان الزمن لا يمكن ان يلعب في صالح علي صالح ، خاصة ان اعداد القتلى والجرحى في تزايد مستمر من جراء استخدام القوات المسلحة والاجهزة الامنية القوة المفرطة للتصدي للاحتجاجات الممتدة في مختلف انحاء اليمن.
فرص كثيرة اتيحت لصالح للتوصل الى حلول سلمية للازمة منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية ضد نظام حكمه، ولكنه لم يستغل ايا منها اعتقاداً منه ان بقاء نظامه ضرورة اقليمية ودولية لمحاربة تنظيم 'القاعدة' في المناطق الجنوبية، وربما تتضاءل هذه الفرصة ان لم تختف اذا صدر قرار مجلس الامن الدولي بفرض عقوبات على اليمن.
علي عبد الله صالح قال اكثر من مرة انه زهد في الحكم بعد ان قضى حوالى 32 عاماً على كرسي السلطة، ولم يتبقَ لفترة رئاسته الحالية الا عام وبضعة أشهر، وعليه ان يتجاوب مع مطالب شعبه ويترك الحكم في اسرع وقت ممكن، خاصة بعد ان كتب الله له عمراً جديداً من خلال نجاته من عملية الاغتيال التي تعرض لها قبل ثلاثة اشهر وكادت تودي بحياته.
طلب الحصانة التي يريدها صالح جاء متأخراً، خاصة بعد ان تضخم عدد القتلى والجرحى من جراء استخدام القوة ضد المحتجين، وتأكيد العديد من المحامين وناشطي حقوق الانسان في اليمن ان حادثة منطقة 'القاع' بصنعاء اوقعت نظامه في فخ الملاحقات القضائية اثر قيام قواته بعمليات غير مسبوقة من القتل والخطف للمتظاهرين المسالمين، خاصة وان هذه الحوادث جرى تصويرها بالصوت والصورة لاستخدامها كوثائق في حال بدء الملاحقات الدولية لادانة النظام بارتكاب جرائم حرب.
المجتمع الدولي بدأ يضيق ذرعاً بالتعاطي الدموي مع المحتجين، وما منح الناشطة السياسية توكل كرمان جائزة نوبل للسلام الا رسالة واضحة المعاني للنظام اليمني في هذا الخصوص. فليس صدفة ان تحظى هذه السيدة باستقبال حافل في مقر المنظمة الدولية ومن أمينها العام بان كي مون في نيويورك قبل يومين.
الخناق بدأ يضيق على صالح ونظامه وميدان المناورة بات محدوداً للغاية، وبات من المحتم ان يستفيد الرئيس من الدرس الليبي، وفصوله الدموية التي شاهدناها تتوالى في الايام الثلاثة الماضية، حيث جرى اعدام الرئيس الليبي ونجله ووزير دفاعه وكبار مساعديه بدم بارد.
لا نريد لصالح وابنائه نهاية دموية مماثلة لنهاية الزعيم الليبي وابنائه، مثلما لا نريد لانتفاضة الشعب اليمني التي تميزت بسلميتها ان تخرج عن هذا المسار ايضاً حفاظاً على اليمن الذي نريده ان يظل سعيداً مستقراً موحداً آمناً.