اليمن: تفاقم معاناة سكان عدن مع أزمة الوقود منذ اسبوع-تفاصيل
فاقم توقف مصفاة عدن النفطية الرئيسة، منذ نحو أسبوع، عن ضخ الإمدادات إلى خزانات شركة النفط اليمنية في المدينة من معاناة سكان المدينة مع أزمة الوقود.
وتصطف السيارات والشاحنات في طوابير طويلة لا تقل عن كيلومتر أمام محطات الوقود في عدن، في الوقت الذي قلت فيه الكثافة المرورية في شوارع المدينة، في حين سجلت أسعار المواصلات ارتفاعا ملحوظاً وصل إلى 50%، كما زادت ساعات انقطاع التيار الكهربائي عن الحد المعهود.
وكان عمال شركة “مصافي عدن” أعلنوا الدخول في إضراب احتجاجاً على عدم صرف رواتبهم، لكن مسؤولين في السلطة المحلية قالوا إن الأزمة الحالية سببها خلافات بين شركة النفط الحكومية والشركة التجارية المملوكة لرجل الأعمال اليمني أحمد العيسي، المورّد الوحيد للمشتقات النفطية للعاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المجاورة لها.
وأوضح المسؤولون أن “شركة العيسى طلبت من شركة النفط المختصة بتوزيع الوقود محليا في المحافظات الجنوبية، أسعارًا أعلى وهو ما رفضته الشركة الحكومية”.
امتناع شركة رأس عيسى
وقال مدير شركة النفط في عدن ناصر بن حدور إن “سبب أزمة المشتقات النفطية التي تشل الحركة في عدن والمحافظات المجاورة منذ ستة أيام، هو امتناع شركة رأس عيسي لخدمات النفط والطاقة عن ضخ مواد نفطية إلى السوق المحلية”.
وأضاف حدور في بيان صدر عنه مساء الاثنين بأنه “رغم سداد الديون كافة التي كانت مستحقة على شركة النفط التي بلغت خمسة مليارات ريال، كما يظهر شيك حصلت عليه وسائل إعلام، رفضت شركة العيسى ضخ المشتقات إلى السوق المحلية وطالبت بسعر أعلى من السعر السابق.
وأوضح حدور أن “شركة العيسى التي تحتكر استيراد النفط، ضخت كميات كبيرة من الوقود خلال الفترات الماضية دون تحديد سعر؛ ما تسبب لشركته بخسائر كبيرة، وأن الشركة طالبت العيسى بتحديد سعر البيع أولاً ووضع حد للبيع المجهول من قبل شركته”.
وأكد المسؤول اليمني أن “شركة النفط في عدن تقدمت بطلب رسمي إلى رئيس الوزراء، طالبت فيه بكسر احتكار استيراد النفط أسوة بالمحافظات اليمنية الأخرى، لكن رئيس الوزراء لم يرد على الطلب بعد”.
عوائق أمام الاستيراد
وذكرت مصادر أخرى في شركة النفط أن “هناك عوائق يضعها بعض مسؤولي مصافي عدن أمام فتح باب المناقصات لاستيراد المشتقات النفطية”.
بدورهم، قال مواطنون إن سعر البنزين ارتفع في السوق السوداء إلى أكثر من 7 آلاف ريال أي ما يعادل 28 دولاراً للعبوة زنة 20 لتراً مقارنة مع السعر الرسمي البالغ 3700 ريال.
وقال سكان في عدن إن “ضخ المياه عبر الشبكة العامة توقف بسبب عدم تزود محطات الضخ بالوقود”، كما قال عدد من المستشفيات العاملة في محافظة عدن إنها “مهددة”، وذكرت في بيان أنها “ستتوقف عن العمل تدريجيا ابتداء من اليوم بسبب نفاد مخزونها من الوقود”.
ويعاني اليمن من ضائقة مالية غير مسبوقة منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في أيلول/سبتمبر 2014، وتوقف تصدير النفط الذي كانت إيراداته تشكل 70 في المئة من دخل البلاد.