كيف اتخذ ترامب قرار حظر دخول رعايا الدول السبع؟
قال البيت الأبيض إن ترامب اتخذ قرار حظر دخول رعايا الدول السبع إلى بلاده بعد أن وافق عليه الكونغرس بمجلسيه (الشيوخ والنواب)، وكذلك إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، لكن كثيرا من المراقبين للسياسة الأمريكية يقولون إن ترامب اتخذ قراره بناء على ما تبثه وسائل الإعلام الأمريكية التي يتابع ما تنشره بشكل كبير.
ويرى كثير من المحللين للسياسة الأمريكية، أن الولايات المتحدة سبق أن اتخذت قرارات حظر دخولها على أشخاص أو منظمات بناء على رسائل سرية من وكالة المخابرات الأمريكية، وهي الرسائل التي قد تكون وصلت إلى ترامب أيضاً.
وجذب الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، أنظار العالم إليه بعد ساعات قليلة من توليه منصب الرئاسة، من خلال قرارات مفاجئة وغير متوقعة، يتعدى تأثيرها مواطنيه ليصل إلى مواطني مختلف دول العالم.
ويتصدر قرار ترامب المثير للجدل، بالحظر المؤقت على دخول مواطني سبع دول عربية وإسلامية إلى الولايات المتحدة، قائمة أكثر المواضيع التي شغلت دول العالم حتى الآن، كون القرار يمس الملايين من سكان تلك الدول، إضافة لاحتمال انضمام ملايين آخرين فيما لو أضاف ترامب دولاً أخرى للحظر.
ويصور الإعلام الأمريكي الدول السبع التي ضمتها قائمة الحظر كبؤرة للصراعات الدينية والقومية والمذهبية التي تحاول الولايات المتحدة مساعدتها على إنهاء تلك الحروب وتحقيق السلام والعدالة.
وتتجاهل إدارة دونالد ترامب وهي تصنف الدول التي قررت منع رعاياها من دخول الولايات المتحدة دور واشنطن في إشعال الحروب خاصة في العراق، الذي كان من بين الدول التي شملها الحظر، حيث ساعدت وكالة الاستخبارات الأمريكية ووزارة الدفاع، آلاف العراقيين الذي تعاونوا معها إبان سنوات غزوها للعراق العام 2003، على الهجرة للولايات المتحدة حفاظاً على سلامتهم من نظرة المجتمع الدونية واستهداف الميليشيات المحلية التي تنظر للولايات المتحدة الأمريكية كقوة محتلة جلبت معها الدمار والطائفية.
وخلفت الولايات المتحدة بعد رحيلها عن العراق في العام 2011، بلداً دون بنى تحتية، ودستوراً وضعه مندوبها السابق في العراق، بول بريمر يقوم على المحاصصة الطائفية بعد أن حل الجيش العراقي، وميليشيات طائفية مسلحة تتلقى دعماً وتمويلاً من دول أخرى في مقدمتها إيران.
ولا يركز الإعلام الأمريكي على تلك النتائج التي أعقبت غزو الولايات المتحدة للعراق وما رافقه من حوادث محفورة في ذاكرة العراقيين والعالم، كالاعتداءات الجنسية والتعذيب الذي تعرض له سجناء أبو غريب، وإطلاق النار على المدنيين بشكل متعمد في عدة حوادث موثقة.
فيما تتلخص الصورة التي يروجها إعلام أمريكا عن العراق، على دور الجيش الأمريكي في إسقاط حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، كدكتاتور وطاغية كان يقتل شعبه ويعتدي على دول الجوار، ويشكل تهديداً للعالم من خلال امتلاكه لأسلحة دمار شامل.
وبدأت موجات هجرة العراقيين إلى الولايات المتحدة بشكل فعلي، مع بدء غزو أمريكا للعراق، والمهاجرون هم المدنيون العراقيون الذين ضاقت بهم سبل العيش في بلدهم المضطرب، ما أجبرهم على التقدم بطلب هجرة إلى السفارات الأمريكية لا تتم الموافقة عليه إلا بعد سنوات من التدقيق الأمني.
ويقول مراقبون إن ترامب اتخذ قراره بالفعل على مايبدو بناء على تلك الرسالة الإعلامية، التي تتشابه إلى حد كبير حول باقي الدول المحظورة، سوريا واليمن وليبيا والسودان والصومال وإيران، التي لا تغيب عن تغطيات كبريات صحف الولايات المتحدة، كبؤر للصراعات دون أي إشارة لدور الولايات المتحدة في تلك الصراعات، وهو ما يركز عليه بعض الكتاب الأمريكيين المستقلين عبر صفحاتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي أو إصداراتهم من الكتب.
وتجعل آلية هجرة مواطني الدول السبع المحظورة إلى الولايات المتحدة، وما تتضمنه من تحقيقات واسعة قبل السماح للراغبين بدخول أمريكا، قرار ترامب الأخير موضع شك حول ربطه القرار باتخاذ إجراءات أمنية لتعزيز أمن الولايات المتحدة التي يشكل أولئك المهاجرون خطراً عليه على حد وصف ترامب، بالرغم من كون غالبية المدانين بأعمال إرهابية داخل الولايات المتحدة في السنوات العشر الماضية ليسوا من مواطني تلك الدول.