اتساع المواجهات العسكرية في اليمن .. المعارضة تتهم صالح بافتعالها واللواء الأحمر يحذر
اخبار الساعة - صنعاء بتاريخ: 04-12-2011 | 13 سنوات مضت
القراءات : (3066) قراءة
تصاعدت حدة المواجهات المسلحة بين القوات الحكومية ومجاميع قبلية مسلحة موالية لزعيم قبيلة حاشد، كبرى القبائل اليمنية في حي الحصبة بشمال العاصمة صنعاء ، في حين تواصل القصف العشوائي من قبل قوات صالح على مدينة تعز ، في حين حذرت القوات المؤيدة لثورة الشباب من حرب أهلية.
وشهدت أحياء سوق الروني ومدينة صوفان السكنية وحي النصر اشتباكات عنيفة السبت بين وحدات عسكرية تابعة لقوات الحرس الجمهوري وشرطة النجدة قبيل أن يتوسع نطاق الاشتباكات لتشمل أنحاء متفرقة من حي النهضة والحي المقابل للمقر الرئيس لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في حي الحصبة والمجاور لمنزل الشيخ الأحمر .
وسمع دوي انفجارات شديدة أعقبها تبادل مكثف لنيران الرشاشات المعدلة في مناطق متفرقة ومحيطة بمقر قصر الشيخ الأحمر وحي مازدا التجاري المقابل لمحيط القصر .
وتسبب التصاعد المباغت للمواجهات المسلحة بحي الحصبة في نزوح العديد من العائلات إلى مناطق أخرى في العاصمة صنعاء بعيدة عن نطاق الاشتباكات وإلى فرض أجواء من المخاوف في أوساط السكان من احتمالات توسع نطاق المواجهات المسلحة، بما يسهم في انفجار حرب ثالثة بين القوات الحكومية وأتباع زعيم قبيلة حاشد .
من جهة أخرى اتهمت مصادر سياسية معارضة، الرئيس صالح بالوقوف الشخصي وراء تصعيد القوات الحكومية للعمليات العسكرية الموجهة ضد المدنيين في مدينة تعز من خلال إصدار توجيهات للقيادة العسكرية لقوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي ب “دك” مدينة تعز واستهداف الأحياء السكنية المكتظة .
وأشارت المصادر إلى أن الرئيس صالح وجه بصرف مبلغ نصف مليار ريال يمني وسيارة مدرعة ضد الرصاص للأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم سلطان البركاني لتمكنيه من الإشراف المباشر على نشر مجاميع جديدة من البلاطجة لاستهداف الثوار والمدنيين في تعز .
وكان الجيش الموالي للثورة الشبابية الشعبية السلمية حذر من “مغامرة” قد يقدم عليها النظام لجر البلاد لحرب أهلية شاملة، وقال بيان صادر عن الجيش تعليقاً على ما يحدث في مدينة تعز من قصف لقوات الحرس الجمهوري على أحيائها والمعتصمين في ساحة الحرية، إن “الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة التي يرتكبها صالح وقواته في تعز دلالة واضحة على أنه مقدم على مغامرة انتحارية بشن حرب شاملة ضد أبناء شعبنا، وليس خافياً على أبناء شعبنا أنه يحشد قواته وبلاطجته في كل المحافظات في محاولة منه لإفشال المبادرة وآلياتها وتفجير الموقف عسكرياً” .
وناشد الجيش نائب الرئيس عبدربه منصور هادي ب”القيام بواجبه الوطني والأخلاقي والدستوري في وقف نزيف الدم وكبح جماح العنف والأخذ على يد مسعري الحرب التابعين لبقايا النظام”، مشيراً إلى أن “بقايا النظام يوزعون حمم الموت على ساحات الاعتصام والأحياء السكنية وكافة مديريات تعز الصامدة من دون وازع، وأن قذائف النظام تفجر مساكن الآمنين وتمزق أجساد الأبرياء وتشرد المستضعفين وتوزع الموت على الأطفال والنساء والشيوخ وتسقط حقداً أسوداً وألسنةً من لهب لحقد دفين على شباب تعز المسالمين وتدك كل شيء جميل في تعز الثائرة” .
وحذر البيان قوات النظام من “ التمادي في جرائمها وأكد على حق أحرار ثورة الأخلاق والقيم بالدفاع المشروع عن أنفسهم والذي كفلته لهم كل شرائع السماء وقوانين الأرض وتحتمه الفطرة البشرية التي فطر الله الناس عليها” .
ووجه الجيش اليمني الحر المناصر للثورة نداءً عاجلاً إلى دول مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة يطالبهم فيه بعدم السكوت على جرائم الإبادة التي ترتكبها قوات النظام في تعز .
من جهة اخرى استمرت عملية قتل المدنيين في مدينة تعز، جنوبي العاصمة اليمنية صنعاء، رغم التوجيهات التي صدرت من قبل نائب الرئيس عبدربه منصور هادي القاضية بسحب قوات الجيش من الشوارع، بعد أن دفعت قوات الحرس الجمهوري بعدد من الدبابات والعربات المدرعة إلى شوارع المدينة واستمرار دبابات أخرى بقصف أحياء المدينة من جهات مختلفة .
وأفادت مصادر طبية وشهود عيان بأن خمسة أشخاص بينهم ثلاثة مدنيين قتلوا أمس السبت في قصف القوات الحكومية للمدينة، مشيرة إلى أن ثلاثة أفراد من عائلة واحدة قتلوا في القصف الذي نسب إلى قوات الرئيس علي عبدالله صالح فيما قتل مسلحان في اشتباكات مع القوات الموالية للرئيس، ونقلت الجثث الخمس إلى مستشفى الروضة الميداني في أحد أحياء وسط تعز الذي تسيطر عليه المعارضة .
وتحاول الوحدات الموالية للرئيس صالح استعادة الأحياء من رجال القبائل المسلحين الذين يؤمنون الحماية للمتظاهرين، الذين يرفضون الاتفاق على انتقال للسلطة الذي وقعه النظام والمعارضة ويمنح صالح والمقربين منه الحصانة من الملاحقة القضائية .
وقتل 30 شخصاً على الاقل بينهم فتاة صغيرة في الأيام الثلاثة الأخيرة وخصوصاً في عمليات قصف تقوم بها الوحدات الموالية في الجيش، كما تفيد آخر حصيلة طبية .
وكان نائب الرئيس عبدربه منصور هادي، الذي نقلت إليه صلاحيات الرئيس صالح، قد أصدر أوامره إلى محافظ تعز وقادة فروع أحزاب المعارضة في تكتل اللقاء المشترك بوقف إطلاق النار في المدينة بصورة فورية، كما أمر بتأليف لجنة لسحب القوات العسكرية وقوات المليشيا المسلحة والعمل من أجل استتباب الأمن والاستقرار في مدينة تعز، على أن تكون اللجنة مشتركة من الجانبين وتشرف على سحب القوات فوراً وعلى الجميع الالتزام بهذا .
وجاءت توجيهات هادي بعد مطالبة قوى المعارضة هادي ممارسة الصلاحيات الرئاسية المنقولة إليه بموجب المبادرة الخليجية وأمر قوات الجيش بوقف أعمال القصف الوحشي على أحياء مدينة تعز، والذي استمر أمس طوال ساعات النهار وسط مواجهات بين قوات الحرس الجمهوري التابعة لنجل صالح وحراس الثورة وأدى إلى مقتل نحو 20 مدنياً وإصابة 30 بجروح .
وقال معارضون إن عشرات القتلى والجرحى سقطوا نتيجة استمرار الجيش بقصف أحياء المدينة من المرتفعات المحيطة بالمدينة وأن أحداً لم يستطع إسعافهم؛ فيما علق المئات في منازلهم ويعانون من أزمة خانقة في الغذاء وخصوصا في مناطق المواجهات .
ووسط مخاوف أشاعها إرسال صنعاء تعزيزات عسكرية إلى تعز لدعم قوات الحرس الجمهوري التي تحاول اقتحام المدينة من الجهة الغربية، أكد ناشطون أن قتالاً ضارياً جرى هناك بعدما تصدى حراس الثورة لهذه القوات، التي حاولت كذلك استعادة مواقع سيطر عليها حراس الثورة .
واتهم معارضون ووجهاء في تعز نظام صالح بإرسال تعزيزات عسكرية إلى تعز سعياً لإشعال حرب شاملة، واتهم الشيخ حمود المخلافي وهو من وجهاء المحافظة المؤيدين للثورة الشبابية في تصريح ل “الخليج” نظام صالح بإرسال قوات عسكرية من محافظات مجاورة إلى تعز إلى مئات “البلاطجة” والمسلحين لإثارة الفوضى والحرب .
وطالب بإرسال “ لجان مراقبة عربية ودولية للإطلاع عن قرب على انتهاكات قوات صالح التي تستبيح تعز وتمارس جرائم حرب بحق المدنيين بعدما حولت أكثر المرافق العامة والمدارس إلى ثكنات عسكرية”، وحمل المسؤولين الأمنيين والعسكريين مسؤولية فشل اتفاقات التهدئة .
المصدر : الخليج
اقرأ ايضا: