بلومبيرغ: هذا هو السبب الحقيقي لحملة الإمارات والسعودية على قطر
بمجرد انتهاء العرض العربي للوحدة مع الرئيس «دونالد ترامب» في السعودية اندلعت موجة خلاف بين حلفاء الولايات المتحدة النفطيين الذين التقى بهم «ترامب» وأثنى عليهم خلال زيارته للمملكة.
وبعد ثلاثة أيام من إعلان «ترامب» والملك «سلمان» إيران باعتبارها الراعي الرئيسي للإرهاب، اتهمت السعودية والإمارات، قطر بمحاولة تقويض الجهود الرامية إلى عزل الجمهورية الإسلامية. وكانت صحف سعودية ورجال دين وحتى بعض المشاهير قد هاجموا أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني»، متهمين إياه بـ«طعن جيرانه بخنجر إيران»، على حد وصفهم.
وأشار المحللون إلى أن السعودية والإمارات تسعيان إلى تحطيم أي معارضة من شأنها أن تضعف جبهة موحدة ضد النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط. كما تمارس الدولتان ضغوطا على قطر لإنهاء دعمها للحركات الإسلامية مثل جماعة الإخوان المسلمين وحماس.
وقال «بيتر ساليسبري»، الباحث البارز في برنامج تشاثام هاوس للشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «نحن نرى أن الولايات المتحدة تحت قيادة الرئيس ترامب تعمل بشكل وثيق جدا مع مصالح السعودية». وأضاف: «يتساءل المرء عما إذا كانت هذه المواءمة تجعل السعوديين يشعرون بأنهم الآن مخولون حقا أن يذبحوا أي شخص داخل منطقتهم أو من حلفائهم الذين قد يحاولون اتباع مسار أكثر استقلالا».
مخاطر على السوق
يمكن للمنازعات الداخلية بين دول الخليج أن تحد من جاذبيتها للمستثمرين الأجانب. وحتى قبل زيارة «ترامب»، قالت «سايت جروب» أن التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة وإيران يمكن أن يكون لها أيضا انعكاسات «كبيرة» على النفط والأسواق المالية.
قضى «ترامب» يومين في الرياض، حيث أشرف على صفقات بلغت قيمتها حوالي 400 مليار دولار. كما أجرى محادثات مع الشيخ «تميم» لبحث شراء قطر لمعدات عسكرية أمريكية وقال أن البلدين «صديقان منذ فترة طويلة».
وقد بدأت الأزمة الأخيرة عندما نشرت وكالة الأنباء القطرية التي تديرها الدولة تعليقات منسوبة للشيخ «تميم» تنتقد المشاعر المعادية لإيران. وسرعان ما حذف المسؤولون التعليقات، وألقوا باللوم على القراصنة، وناشدوا الجميع بالهدوء.
لم يوقف ذلك السعودية والإمارات. حيث شنت وسائل الإعلام حربا إعلامية ضد قطر، وتصاعدت هجماتهم بعد مكالمة هاتفية بين الشيخ «تميم» والرئيس الإيراني «حسن روحاني» في نهاية الأسبوع حيث اعتبرت تحديا واضحا للنقد السعودي.
وقال «بول سوليفان»، وهو خبير في شؤون الشرق الأوسط يعمل في جامعة جورج تاون: «بعض دول الخليج ترى أن قطر ناعمة جدا مع إيران. قطر وإيران تشتركان فى حقل غاز طبيعى ضخم وهما جارتان قريبتان».
واتهمت صحيفة عكاظ السعودية أمير قطر بـ«ارتكاب أخطر الخطايا» من خلال دعم «الجماعات الإرهابية والنظام الإيراني الطائفي». واتهمت صحيفة الاقتصادية يوم الثلاثاء قطر بأنها «إمارة للانقلابات والخيانة».
وباع المستثمرون من دول مجلس التعاون الخليجي سواء مؤسسات أو أفراد 34.6 مليون ريال (9.5 مليون دولار) من الأسهم القطرية يوم الاثنين، وكان معظمها في جلسة تداول واحدة. وانخفض مؤشر بورصة قطر بنسبة 0.5%.
تجدد الخلافات
وقد اندلعت الخلافات بين الدول الخليجية الست في الماضي. ففي عام 2014، سحبت السعودية، والإمارات والبحرين سفراءها من قطر مؤقتا. وركز هذا النزاع على مصر، حيث دعمت قطر حكومة الإخوان المسلمين في حين أن السعوديين والإماراتيين. قاموا بتمويل النظام الذي يقوده الجيش الذي أطاح بالإخوان.
وتستضيف قطر أيضا قيادات حركة حماس المنفيين.
وقال سوليفان: «كانوا يدعمون بعض الجماعات السورية والليبية، والتي كان المصريون والسعوديون والإماراتيون لديهم مشاكل حقيقية معهم». وأضاف أن هذا الأمر، إلى جانب علاقاتها مع إيران، يظهر أن «قطر تتصرف أعلى من وزنها الاستراتيجي».
وفي عام 2015، جمعت المملكة تحالفا من الدول السنية لمحاربة المتمردين الشيعة اليمنيين الموالين لإيران بعد إسقاط الحكومة التي يدعمها الخليج.
وقال «مهران كامرافا» مدير مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورجتاون في قطر إن السعوديين والإماراتيين يرون فرصة في تأكيد نفوذهم بعد زيارة «ترامب».
وقال: «إن الاختلافات والخلافات الداخلية ليست شيئا جديدا، ولكن ما يثير الاهتمام هو التوقيت ومستوى الضغط الذي لم يسبق له مثيل إلى حد ما». وهذا يشير إلى أن السعودية والإمارات لا يريدون سوى تسليم كامل من قطر».