اخبار الساعة

ميدل إيست آي: هذه سيناريوهات تركيا للتعامل مع حليفتها قطر في ظل أزمة الخليج الطارئة

اخبار الساعة - متابعات بتاريخ: 07-06-2017 | 7 سنوات مضت القراءات : (6352) قراءة

بانطلاق الهجوم الدبلوماسي الخليجي ضد قطر يزداد التطلع ناحية تركيا وحدود الدور الذي يمكن أن تلعبه لدعم حليفتها الرئيسية في المنطقة، لاسيما أن النيل منها سيُضعف تركيا بالضرورة ما يجعل القرار التركي بشأن مساندة قطر قراراً مصيرياً تاريخياً.

 

فبشكل مفاجئ، شنَّ السعوديون هجوماً دبلوماسياً كبيراً على قطر يدعمها في ذلك كلٌ من مصر والبحرين واليمن والإمارات. وقد قطع الجميع العلاقات تماشياً مع قرار المملكة يوم الاثنين، 5 يونيو/حزيران، وأعلنوا خططاً لترحيل المواطنين القطريين، حسبما جاء في تقريرٍ لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني.

 

الموقف التركي حيال ما حدث بدا محسوباً حتى هذه اللحظة ومحافظاً إلى حد كبير، ففي أول ردٍّ رسمي على الهجوم الدبلوماسي الذي تقوده السعودية على قطر، صرَّح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الاثنين، بالقول: "نشعر بالحزن لرؤية ما يحدث. ونحن على استعدادٍ لبذل كل ما في وسعنا لتجاوز هذا الوضع".

 

وغرَّد يوسف كابلان، الكاتب المحافظ الذي يكتب لصحيفة "يني شفق" التركية الموالية للحكومة، عن دعم تركيا لقطر، وأطلق هاشتاغاً بعنوان #TurkeywithQatar أو تركيا مع قطر.

 

وقال على موقع تويتر: "قطر هي صمام التنفس التركي. ولن تتخلى تركيا عن قطر. فالهدف الرئيسي هو تركيا".

 

وقال مسؤولٌ بوزارة الخارجية التركية، غير مسموحٍ له بالتحدُّث إلى وسائل الإعلام، لموقع "ميدل إيست آي"، إنَّ المناقشات خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية تشير إلى أنَّ أنقرة ستسير على خطٍّ رفيعٍ من دعم الدوحة في حين لا تُغضب السعوديين.

وأضاف: "إنَّ قطر صديقٌ أثبت فاعليته في الخليج على مدى فترةٍ طويلةٍ، وستستخدم أنقرة كل نفوذها لدعم الدوحة. وفي الواقع لا يوجد خيارٌ آخر حقاً. فمن الواضح أنَّ دولاً مثل دولة الإمارات حاولت الإضرار بتركيا على الساحة الدولية بأقصى درجةٍ ممكنة".

 

ماذا تُريد تركيا من قطر

 

سيكون موقف أنقرة في هذه الأزمة المتصاعدة أمراً مُهماً لأنَّ لديها قاعدةً عسكريةً في قطر منذ عام 2016، والتي من المُقرر أن تستضيف في نهاية المطاف حوالي 600 عسكري. وأقامت الدولتان القاعدة المشتركة لمواجهة التهديدات المشتركة من القاعدة إلى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وإيران.

 

وقال أحمد قاسم هان، الأستاذ المساعد في العلاقات الدولية بجامعة قادر هاس في إسطنبول، إنَّ توقيت الهجوم السعودي المُكثف على الدوحة بعد زيارة دونالد ترامب يدل على أنَّ واشنطن على علمٍ بذلك، إن لم تكن مؤيدةً تماماً للرياض.

 

لكنَّ أنقرة ستدعم قطر رغم المجازفة بإزعاج الولايات المتحدة والسعودية. فتركيا تشعر بالقلق مما حدث لقطر، وترغب أيضاً في استمرار الدعم المالي الكبير من قطر.

 

وأضاف: "من المحتمل أن تتخذ أنقرة هذا الطريق لأنَّها تشعر بأنَّها محاصرةٌ إقليمياً بسبب التطورات الأخيرة في الخليج والمنطقة بما في ذلك الدعم الأميركي لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا وفقدان النفوذ التركي في الموصل وأماكن أخرى في العراق".

 

وبالداخل، لدى تركيا انتخابات حاسمة في 2019، لكنَّها يُمكن أن تُجرى في وقتٍ مبكرٍ. وهذه الانتخابات مهمة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يكره أن يرى تدفُّق الاستثمارات القطرية يتوقَّف.

 

وستجد تركيا نفسها معزولةً بشكلٍ متزايدٍ في سوريا والعراق. وهي بحاجةٍ ماسةٍ إلى مبالغ ماليةٍ ضخمة لتتمكن من اختيار ودعم القوات التي قد تكون موالية لها.

 

وأكد هان أنَّها تحتاج أيضاً إلى الحفاظ على ما يعتقد الكثيرون أنَّه الاستثمارات الضخمة مع الدوحة.

 

 

إلى أي حدٍّ السعوديون غاضبون؟

 

وقال قاسم هان إن الوجود العسكري التركي في قطر كان في كثير من الأحيان بمثابة ضمان أمام أي تهديدات رغم أن "ذلك لا أساس له في الواقع، ولن يكون خياراً لتركيا على الإطلاق".

 

وأضاف: "فيما يتعلق بالقواعد العسكرية، فإنَّ القاعدة العسكرية الأميركية (قاعدة العديد) في قطر مطمئنةً أكثر بكثير في الواقع لقطر من القاعدة التركية".

 

وأشار إلى أنَّه يبدو من غير المحتمل أن تتمكَّن تركيا من القيام بأي شيءٍ حاسم في هذه المرحلة.

 

وأوضح أنه على السطح يبدو أنَّ الشيء الوحيد الذي يُمكن أن تفعله أنقرة هو الانتظار لحين بدء المفاوضات بين الطرفين ومحاولة التخفيف من الأضرار على قطر.

 

ويُعد أحد أكبر الاتهامات التي يوجهها السعوديون إلى القطريين هو أنَّ الدوحة تموِّل مجموعاتٍ مثل الإخوان المسلمين، وهي تنظيم اعتبرته السعودية "إرهابياً" في قرارات منسقة مع مصر والإمارات في آخر عهد العاهل السعودي الراحل عبدالله بن عبد العزيز، وذلك بعد الإطاحة بالرئيس المصري القادم من جماعة الإخوان على يد الجيش بدعم من الدولتين.

 

وقال هان "إنَّ السعوديين ينظرون إلى الإجراءات القطرية مثل دعم الإخوان المسلمين كتهديدٍ وجودي. ولقد تخطوا النقطة التي كانوا على استعدادٍ للتفاوض بشأنها، لذلك ليس هناك سوى القليل الذي يمكن أن تفعله تركيا حتى لو حاولت. فتركيا ليس لديها نفوذ على السعوديين".

 

وأشار إلى أن الدوحة قد دفعت حماس مؤخراً إلى الابتعاد عن الإخوان المسلمين، وفقاً لما يراه هان.

 

وقد رحبَّت تركيا أيضاً بهذه الخطوة. لكنَّها لم تكن كافيةً لإقناع السعوديين.

 

 

قرارٌ آخر غير تقليدي؟

 

هناك سيناريو آخر ستجده تركيا مألوفاً في الأزمة الحالية؛ وهو محاولة ربط أنقرة والدوحة بطهران.

 

وعندما بدأت العلاقات الإسرائيلية التركية تتدهور بشكلٍ حادٍ، حاولت إسرائيل التلميح إلى أنَّ بعض المسؤولين الأتراك يتعاونون مع نظرائهم الإيرانيين.

 

والآن يواجه القطريون نفس الاتهام من السعوديين. وقال هان: "إنَّ تحالفاً قطرياً تركياً إيرانياً ليس مقبولاً".

 

لكن كثيراً ما كانت قرارات السياسة الخارجية التركية في السنوات الأخيرة تبتعد عما تُمليه الحسابات التقليدية، بما في ذلك العداء الكامل من أنقرة للأسد، وقرارها التخلي عملياً عن الاتحاد الأوروبي، وتدهور علاقاتها مع الولايات المتحدة.

 

وقال هان: "لقد رأينا الكثير من قرارات القادة الأتراك التي تقوم على أساسٍ أيديولوجي أو مصلحي، والتي تتحدى الحسابات التقليدية. لن أكون متفاجئاً إذا دعمت تركيا الدوحة بصورةٍ كاملة".

اقرأ ايضا: