قطر تهدد بزعزعة المنطقة بأسرها.. وليست مستعدة "للاستسلام"
اخبار الساعة - رويترز بتاريخ: 08-06-2017 | 7 سنوات مضت
القراءات : (4158) قراءة
قالت قطر يوم الخميس إن تحرك دول عربية لعزلها في خلاف بسبب صلات مزعومة بالإرهاب يهدد بزعزعة استقرار منطقة الخليج الغنية بالنفط لكنها ليست مستعدة لتغيير سياستها الخارجية لتسوية الخلاف ولن تقدم تنازلات.
وجاءت تصريحات وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بينما يعمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على إنهاء نزاع يقول قطريون إنه أدى إلى حصار حول بلدهم.
وقال الوزير للصحفيين في الدوحة "نواجه العزلة بسبب نجاحنا وتقدمنا. بلدنا منتدى للسلام لا للإرهاب... هذا النزاع يهدد استقرار المنطقة بأسرها".
وتابع قائلا "لسنا على استعداد للاستسلام ولن نكون مستعدين مطلقا للتنازل عن استقلال سياستنا الخارجية".
وقال وزير الخارجية إن قطر لم تصلها قائمة بمطالب من الدول التي قطعت علاقاتها معها يوم الاثنين لكنه أكد على ضرورة حل النزاع سلميا. وأضاف قائلا "لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري لهذه المشكلة".
وقطعت السعودية ومصر والإمارات والبحرين ودول أخرى علاقاتها الدبلوماسية مع قطر يوم الاثنين واتهمتها بدعم جماعات إسلامية متشددة وخصمهم الدود إيران وهي اتهامات تقول قطر إنها لا أساس لها. كما أوقفت الدول الأربع حركة النقل مع قطر.
وقال الشيخ محمد إن إيران أبلغت الدوحة باستعدادها لمساعدتها في تأمين الإمدادات الغذائية وأنها ستخصص ثلاثة من موانئها لقطر لكنه أضاف أن بلاده لم تقبل العرض بعد.
وقطر لديها استثمارات ضخمة وهي أيضا مورد رئيسي للغاز الطبيعي المسال للأسواق العالمية لكنها تعتمد على الواردات.
وعبر قطريون يتعاملون في العادة مع أمور السياسة بحذر عن غضبهم.
وقال دبلوماسي قطري إن ما يحدث حصار مثل حصار برلين وإعلان حرب. ووصف ما يحدث بأنه عدوان سياسي واقتصادي واجتماعي وذكر أن القطريين يريدون من العالم أن يدين المعتدين.
وأثار إغلاق السعودية الحدود البرية الوحيدة لقطر مخاوف من ارتفاع كبير في الأسعار ونقص في إمدادات الغذاء بين السكان البالغ عددهم 2.7 مليون نسمة فيما طالت صفوف أمام متاجر بدأت أرففها تخلو من السلع.
ومع تعطل الإمدادات الغذائية وغيرها من الإمدادات وتزايد المخاوف من اشتداد حدة الاضطرابات الاقتصادية تحاول بنوك وشركات في دول الخليج العربية أن تبقي على الصلات التجارية مع قطر وتفادي بيع للأصول بأبخس الأسعار.
ووافق البرلمان التركي على تشريع يسمح بنشر قوات تركية في قطر وتعهدت أنقرة بتوفير إمدادات المياه والغذاء لحليفتها العربية التي تستضيف قاعدة عسكرية تركية. وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن عزل قطر لن يحل أي مشكلات.
وقالت وكالة أنباء الإمارات (وام) الرسمية يوم الخميس إن مجموعة بريد الإمارات، هيئة البريد الوطنية في الإمارات، أوقفت جميع الخدمات البريدية إلى قطر، في أحدث سلسلة إجراءات لتخفيض العلاقات التجارية وروابط الاتصالات مع الدوحة.
وأعادت هيئة الموانئ البترولية في أبوظبي أيضا فرض حظر على دخول أي ناقلات نفط متجهة من قطر أو إليها وذلك بعد أن خففت السلطات القيود في وقت سابق وهو ما قد يؤدي لتكدس شحنات النفط.
واتخذ ترامب في البداية جانب المجموعة التي تقودها السعودية قبل أن يتبنى موقفا أكثر توازنا حينما جدد مسؤولون عسكريون أمريكيون الإشادة بقطر التي تستضيف قاعدة عسكرية أمريكية كبيرة تنطلق منها الضربات الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي ثاني تدخل في النزاع في يومين قال البيت الأبيض في بيان إن ترامب دعا إلى التحرك ضد الإرهاب في اتصال مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني واقترح عقد اجتماع في البيت الأبيض "إذا دعت الحاجة".
وذكر البيان أن ترامب دعا في اتصال هاتفي أجراه في وقت لاحق مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى الوحدة بين دول الخليج العربية "على ألا يكون ذلك أبدا على حساب القضاء على تمويل التطرف أو هزيمة الإرهاب".
وأنهمك مسؤولون من قطر وجيرانها الخليجيين في جولة سريعة من دبلوماسية المكوك إذ من المقرر أن يتوجه وزير الخارجية القطري إلى موسكو وبروكسل بينما يزور ملك البحرين حليفته مصر لمحادثات بشأن الأزمة.
وكتب السفير القطري في واشنطن مشعل بن حمد آل ثاني على تويتر إن الركيزة الأساسية لسياسة الدوحة الخارجية هي الوساطة. وأضاف "فتح قنوات الاتصال يتيح سبلا لحل النزاع".
واجتمع وزير خارجية سلطنة عمان مع أمير الكويت الذي زار الإمارات وقطر يوم الأربعاء لمحادثات بشأن الأزمة قبل أن يعود للكويت.
لكن دبلوماسيا في الكويت أطلعه مسؤولون بوزارة الخارجية على الأمر قال إن جهود الأمير الدبلوماسية تتركز على السيطرة على الأضرار ولم تسفر بعد عن نتائج ملموسة مع لعب الخلافات الشخصية دورا كبيرا في الأزمة.
وقال الدبلوماسي لرويترز "الشعور السائد هنا إن الأمر سيستغرق وقتا لإصلاحه. (الجهود) تهدف لمنع تدهور الأزمة... الكويت تحاول دعوة الجميع إلى الطاولة ومنع الأمور من التصاعد أكثر".
*السعوديون لا يرغبون في وساطة خارجية
لكن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال إن بوسع الدول الخليجية أن تحل النزاع فيما بينها دون مساعدة خارجية.
وأضاف في مؤتمر صحفي مع نظيره الألماني أثناء زيارة إلى برلين بثه التلفزيون السعودي أن الرياض لم تطلب الوساطة وتعتقد أن من الممكن التعامل مع هذه القضية في إطار مجلس التعاون الخليجي.
وفي مقابلة مع راديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) قال السفير الإماراتي إلى روسيا عمر سيف غباش إن قطر يجب أن تختار بين مساندة الإرهاب أو مساندة جيرانها.
وأضاف أن لدى الإمارات "كل أنواع التسجيلات" التي تشير إلى أن قطر تنسق مع القاعدة في سوريا.
وتابع قائلا إن قطر بحاجة إلى أن تتخذ قرارا بشأن هل تريد أن تكون "في جيب" تركيا وإيران والمتطرفين الإسلاميين مضيفا أن عليهم أن يتخذوا قرارا وأنهم لا يمكنهم السير على الحبلين.
ونشرت صحيفة الوطن السعودية ما أسمتها قائمة لثماني "منظمات إرهابية" تعمل على زعزعة استقرار الخليج من قطر من بينها قناة الجزيرة التلفزيونية الإخبارية التي تستهدفها الدول العربية الخليجية.
ورفض المدير العام لشبكة قنوات الجزيرة بالوكالة مصطفى سواق يوم الخميس في تصريحات أدلى بها لرويترز اتهامات بعض القوى الخليجية للشبكة بالتدخل في شؤونها من خلال ما تبثه من تقارير.
وقال في المقابلة التي جرت في مقر الشبكة في الدوحة "كل هذا الحديث عن تدخل الجزيرة في شؤون دول أخرى لا أساس له. نحن لا نتدخل في شؤون أحد نحن فقط نقوم بالتغطية الإخبارية".
وأضاف قائلا "إذا أحضرنا ضيوفا يعارضون حكومات معينة هل يعني ذلك أننا نتدخل في شؤون هذه الدول؟ لا. سياسة الجزيرة التحريرية ستبقى كما هي بغض النظر عما يطرأ بالنسبة لهذا الحدث".
وامتنع الجبير عن تأكيد قائمة من عشرة مطالب نشرتها قناة الجزيرة وشملت إغلاق القناة التي يوجد مقرها في الدوحة لكنه قال إن قطر تعلم ما يجب عليها القيام به لإعادة العلاقات إلى طبيعتها.
وتدعم قطر حركات إسلامية لكنها تنفي بقوة أنها تدعم الإرهاب. وقدمت ملاذا آمنا لجماعات مناوئة للغرب مثل حركة طالبان الأفغانية وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) والجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية. وتقول قطر إنها لا تقبل وجهة نظر جيرانها بأن أي جماعة لها خلفية إسلامية هي جماعة إرهابية. وقال أمير قطر إن وجهة النظر هذه تمثل خطأ كبيرا.
وفي مقابلة نشرتها صحيفة الشرق الأوسط المملوكة لسعوديين قال وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة إن الشروط التي وضعتها الدول الأربعة لحل الأزمة "واضحة".
* "عدونا الأول إيران"
وقال الشيخ خالد "على قطر أن تصحح هذا المسار تصحيحا واضحا وعليها أن تعود لكل ما تعهدت به من قبل...عليها أن توقف الحملات الإعلامية وعليها أن تبتعد عن عدونا الأول إيران".
وفي علامة على الخسائر الاقتصادية جراء النزاع خفضت مؤسسة ستاندرد آند بورز للتصنيف الائتماني تصنيف ديون قطر يوم الأربعاء فيما تراجع الريال القطري إلى أدنى مستوى في 11 عاما وسط مؤشرات على نزوح أموال صناديق استثمار المحافظ بسبب الأزمة.
وتفاقمت التوترات الإقليمية الناتجة عن أسوأ نزاع بين دول الخليج العربية في عقدين وشهدت المزيد من التصعيد يوم الأربعاء بعد أن هاجم متشددون أهدافا في العاصمة الإيرانية طهران مما أسفر عن مقتل 17 شخصا.
وألقت إيران باللوم على السعودية في الهجومين اللذين أعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عنهما. ونفت الرياض أي تورط.
اقرأ ايضا: