شكراً لليمن... شعباً وحكومة ورئاسة
اخبار الساعة - محمد النظاري بتاريخ: 17-12-2011 | 13 سنوات مضت
القراءات : (2413) قراءة
محمد حسين النظاري
شكراً لليمن... شعباً وحكومة ورئاسة
- اقتبست هذا العنوان من ثنايا سطور رأي صحيفة القدس العربي الصادرة في لندن وتحديداً في عددها الصادر في 2011-12-11، ولا غرابة في كوني أشكر اليمن العظيم بكل مكوناته فهو بلدي واعتز به مهما كان حاله، ولكن ما استوقفني هو ما دونته صحيفة القدس العربي والتي كانت وإلى قبل هذا المقال تشن هجوماً علينا كغيرها من جهات الإعلام التي دأبت على تشويه الموقف الرسمي بل والتغاضي عن الموقف الشعبي، واكتفت فقط بالتركيز على من هم في الساحات مع استحقاقهم لذلك، ولكن في ظل تناسي متعمد وإلغاء للغالبية الصامتة.
- ما أذهل الصحيفة ومعها المراقبون في العالم حالة الوفاق التي سادت بين أطياف العمل السياسي، وما لم يكن يتوقعوه أن تتلاشى الخلافات فور تشكيل حكومة الوفاق برئاسة دولة رئيس الوزراء الأستاذ محمد باسندوة ومعه وزراء المؤتمر وحلفائه والمشترك وشركائه، فقد كانوا ينتظرون شداً وجذباً، إما في طريقة تشكيل الحكومة، أو في التقاء الوزراء ببعضهم البعض، فقد مثّلت حالة تكريم وزراء المعارضة لزملائهم السابقين في السلطة وإشادتهم بالمستوى الذي قدموه سواءً على صعيد المستوى الأمني كالداخلية، أو التنموي والخدمي كالكهرباء المياه والمالية، أو الإعلامي كوزارة الإعلام ، وهي بادرة لن تجدها إلا عند الحكماء في اليمن فقط.
- قالت القدس العربي: "اليمن، شعباً وحكومة ورئاسة،(وركزوا معي على حكومة ورئاسة) يستحق الثناء لتقديمه هذا النموذج المخرج المشرف، الذي قد يقود البلاد إلى بر الأمان بالحد الأدنى من الخسائر. والمأمول أن يلتزم هذا المثلث بالاتفاق/ التسوية، ويعمل بكل طاقة لإنجاحه وتنفيذه على الأرض، وتحمل كل المشاكل التي يمكن أن تنشأ في الأيام والأسابيع المقبلة، وهو أمر طبيعي متوقع، فمصلحة اليمن واستقراره ووحدته فوق كل شيء، والاهم أنهم توصلوا إلى حل سلمي، وغير دموي لثورته، يحفظ كرامة الجميع، الرئيس والشعب في آن ".
- لقدر أدرك الإخوان في القدس العربي مؤخراً ومعهم كل المنابر الإعلامية (ما عدا الجزيرة) صوابية الموقف الرسمي الذي أنجز بفضل الله ثم بحكمة القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبد الله صالح، وجدية وصبر ومثابرة نائبه المناضل عبد ربه منصور هادي، ومعهما الشرفاء في السلطة والمعارضة، والى جانب هؤلاء الشباب الذي ساهم في فتح نافذة التغيير، فقد أبوا جميعاً إلا أن يصنعوا مشهدا مغايراً لنهاية الفوضى العربية، والنتيجة حكومة وفاق وطني وانتخابات رئاسية مبكرة واصطفاف لكل طبقات الشعب من أجل بلوغ مرحلة آمنة يسودها القانون المؤسسي المبني على المحافظة على الملكية العامة وتحقيق مصالحة حقيقية لكل الفرقاء السياسيين.
- إشادة الصحيفة بفخامة الأخ الرئيس، وأنه قاد البلاد إلى مخرج سلمي حفظ للجميع كرامته شعباً وقيادة، دليل جديد على أن عن إصراره على توقيع الآلية المزمنة للمبادرة الخليجية، كان مطلباً واقعياً ويصب في خانة إنهاء الأزمة، لأن المبادرة بدون آلياتها لم تكن حلاً بقدر ما كانت ألغاماً يمكن انفجارها في أي وقت أثناء تطبيقها، ولهذا فإن صبر اليمنيين لعشرة أشهر لم يضع هدراً ودماء شهدائه - رحمهم الله- لم تذهب سُدىً بل كُتب بدمائهم الزكية اتفاق صالح لأن نبني عليه يمن جديد يُكمّل ما بدأناه منذ انطلاق ثورتي سبتمبر وأكتوبر تحقيق الوحدة الخالدة.
- فشكراً لليمن هذا البلد الطيب أرض الجنتين، موطن الحكمة، ومبدأ الشورى، وشكراً لشعبنا اليمني العظيم في مختلف ربوع بلدنا الحبيب جبالاً وسهولاً، جُزراً وأودية، مرتفعات وهضاب، على صبرهم وجَلَدِهم وتضحياتهم، فقد ضربوا أروع مثال للعالم وأذهلوه، فرغم حملهم للسلاح لكنهم قدموا رجاحة عقلهم عليه، وحكمة نبيهم صلى الله عليه وسلم الذي نعتهم بها، ورغم فاقتهم واحتياجهم إلا أنهم اظهروا عزة نفس افتقدها الأغنياء في الدول الأخرى، والشكر كل الشكر للشباب النقي الذي طالب بالتغيير السلمي والذي لولاه لما بدأنا نقطف أولى ثمراته.
- وشكراً لحكومة الدكتور علي محمد مجور ولكل وزرائها، والتي بقت وفية لمبادئها لم تلن ولم تكسرها الاستقالات الغير مبررة - خصوصاً ونحن نشهد تباكي بعض المستقيلين على عدم ضمهم للحكومة الجديدة -، لقد أدت حكومة مجور ما عليها وبينت للعالم أنها ورغم الأزمة ظلت مؤسسات الدولة تقوم بواجباتها ولم تنهار بحسب توقعات البعض،
- وشكرا لحكومة باسندوة لأنها قدمت مثالاً رائعاً في التعامل مع الأحداث من أول لحظة على إنشاءها، التي نؤمل أن تكون أول بوابات التسامح لشعب لا يعرف الحقد إلى قلبه مكانا أبداً، والاهم أنها لقت لدى البسطاء من الشعب حالة من الارتياح على أن القادم سيكون بحول الله وقدرته أفضل من الماضي إن صلحت النوايا وأوصدت الشياطين أبوابها.
- شكرا لفخامة الأخ الرئيس الذي فتح آفاقاً رحبة للحل وفضّل أن يسكن قلوب اليمنيين إلى ما شاء الله، فقد صنع مخرجاً مشرفاً وكريماً للجميع بشهادة العقلاء في العالم، وسيظل عالقاً في الأذهان خصوصاً إذا ما قارناه بما آلت إليه الأوضاع في تونس ومصر وليبيا وما تشهده سوريا حالياً، فقد ظل حكيماً كما عهدناه لم يسلم بلده للفوضى ولم يجرنا للاحتراب بالرغم من محاولة اغتياله، وأوصلنا إلى النقطة التي دعا إليها قبل أن تندلع الأزمة والمتمثلة في الانتخابات الرئاسية المبكرة والتي تنازل من خلاها عن بقية فترته الدستورية حقناً لدماء اليمنيين وصونا لأمن واستقرار ووحدة اليمن، وكما قالت القدس العربي شكراً لليمن شعباً وحكومة ورئاسة.
باحث دكتوراه بالجزائر
mnadhary@yahoo.com
اقرأ ايضا: