حوار تمكين الشباب
اخبار الساعة - تيار الفجر العربي بتاريخ: 17-12-2011 | 13 سنوات مضت
القراءات : (2550) قراءة
تسعى الشرعية الدولية المعنية بالأمن والسلم الدوليين في إطار ما تسميه الأمم المتحدة بالعدالة الانتقالية، ومعها آلية المبادرة الخليجية أن تتوافق مع الشرعية الثورية السلمية لتمثيل الحقائق بوضوح حتى تكون المخرجات سليمة، لاسيما بعد أن أصبحت اليمن التي كان ينظر على أنها مصادر تهديد، أصبحت بمثابة مسرح التهدئة والإستقرار ونموذج التسوية السياسية كعنوان لإنتصار مبادئ الثورة السلمية لتتقدم على إثر ذلك المرحلة الإنتقالية في سلم آليات المبادرة بنداً تلو بند وصولاً إلى الخطوة الهامة وهي الحوار الوطني وتشكيل لجنة تواصل مع الشباب مروراً بإعادة هيكلة الجيش كخطوات وطنية ضمن مسار الوفاق الوطني والثورة الشبابية الشعبية السلمية حتى تتحقق كل أهدافها.
لقد مثلت الثورة السلمية قدرة جديدة على النصر الإبداعي أمام التدمير الدموي من طرف واحد، وهو التدمير الذي يصطدم بمنطق الشعوب وجهل هذا التدمير بأن منطق الشعب هو الذي سيفرض شروطه النهائية، وبإنتظار تقدم الوفاق الوطني إلى تشكيل لجنة التواصل مع الشباب، فإن منطق الوفاق أن لا يتم حصر الفكر الشبابي كله في سلة واحدة، وهو في ذلك من مصلحة المستوى الوطني والدولي التواق لإبداعات وتنوعات وشجاعات فكر الشباب القادر على مواجهة الإنقسامات وتقبل الحداثة وأخذ حسنات الآخر في سبيل صياغة ذهنية فريدة وإعادة هيكلة للأفكار على قاعدة الذات والخصوصية.
إن الوصول إلى المرحلة الحساسة في حوار الشباب الذي صار معمداً بشرعية شعبية وشرعية أخرى دولية هي علامة فارقة بين المطالب السياسية التي خطتها المبادرة الخليجية وبين الإنتقال إلى مرحلة الحقوق الوطنية والإنسانية، وهي مرحلة تتطلب إبقاء الشباب على دور الدولة الضابطة أو دور المنظم، فجاءت الرياح بما تشتهي السفن، مع التنبه إلى أن المعضلات التي تواجهنا لا يمكن حلها من نفس مستوى الأفكار التي دفعت بالوطن إلى حدود الخطر والضياع! وإن بذل جهد حقيقي في التفكير للخروج من موقع يراد ان يكون صندوق البريد، إنما يكون عبر قيام المنوطين بالأمر خاصة في حكومة الوفاق بتشييع جثمان الغش والفساد والتخلف إلى مثواه الأخير، ليقف الشباب لصناعة تكنولوجيا التفكير المطلوبة في هذه الساعة وعلى أسس وأليات دولية لا تخاصم أحداً.
وغني عن القول أن على الشباب أن يمنعوا تنفيذ مخططات عرقلة الحوار، وأن لا يسهلوا مهمة عرقلة الحوار بالمداهنة وتغييب الشعب، وإلا فسيكون الشباب محفز ليواصل المخطط الساعي لإفشال الحوار مخططه لعباُ بالنار!
إن المرحلة الحالية وفي ظل أزمة إقتصادية وطنية إلى جانب أزمة قلب الرأسمالية العالمية هي عنوان الإقتصادات الإنتقالية والتي تتطلب ضخ دم جديد في دورة رأس المال الوطني بتبني البرامج الوطنية ولتتكفل أعمال الإعمار وإعادة النبى الأساسية بتنقية شرايين رأس المال وطرد الركود منها، وليس الأمر متعلق بإنتخابات 2014م ولكنه وجود وأسلوب حياة يجب أن نحظى به ونعيش لأجله.
والشباب إذ يدرك مسؤوليته التاريخية بعدم التورط في الغش السياسي أو الدجل السياسي فإنه مسؤول أن يؤطر المفاهيم التي لما إنغلقت كانت هي سبباً في عدم توازن الحوار بل ادت إلى إنغلاق الحوار بظن الطرف القديم لنفسه أنه المطلق دوماً وأنه الكلمة والفعل الوحيدين والأخيرين!
وهنا فإن المقام يعنينا بالقول أن العبرة ليس بدرجة الإهتمام ولكن مضمون خطاب حوار الشباب، بعد أن تحدد الشروط والإلتزامات والإعترافات حتى لا يظهر من يدين الشهداء أو يتبرأ منهم كجزء من مخطط إجهاضي للتهديد بالموت قبل الحمى، ومن هنا علينا أن نواجه التهديد قبل أن ينشأ.
وفي سبيل ذلك على الشباب أن يحافظوا على إنتماءهم للوطن ووحدتهم الوطنية، مع حاجتنا الوطنية للوحدة في كل شئ حتى يكون التمسك بها هو قارب النجاة في العواصف الشديدة، فهذه الوحدة هي التي فرضت منطق إندماج الآخرين طوعاً لتبني التهدئة السياسية دولياً وهو رصيد وطني بإمتياز.
وإذ تحتفل الدنيا بالذكرى الأولى لإنبلاج فجر الربيع العربي فإن المقام يؤكد أن على الشباب أن يقدم نموذجاً مفتوحاً يشكل رصيداً للإمساك بجذور المتغيرات وصياغة معادلات صحيحة تنتج تفاعلات جانبية غالباً ما تتحول التفاعلات الجانبية إلى تفاعلات رئيسية تنهي أوضاع قائمة وتخلق أوضاع جديدة على نحو مدروس وفريد.
إن الحقيقة التي لا تحتاج لتوضيح أن الشباب ضحوا بحياتهم ليعيش شباب آخرين ويحيا وطناً جديداً وأنه لولا هذه التضحيات لكان الشباب كلهم ثمناً لمطالب أسرة حاكمة فيها ما فيها من سوء القصد ومن فوقها طبقات من سوء المعرفة.
لأجل ذلك يجب على الشباب أن يكونوا دعماً للتوافق الممكن مع السوق السياسي الوطني والعالمي ولا بد من مواقف وإستشراف رؤية وطنية للمرحلة التالية على نتائج الربيع العربي، للإضطلاع بالأدوار الكبرى من خلال فهم موقع اليمن بالضبط من الإستراتيجية الجديدة من طرق العالم طولا ًوعرضاً.
إن الشباب ليس في قائمة إتهام ولم يفرض عليه أحد موقف دفاع، والمستقبل لن ينمو إلا من عوامل قائمة على الواقع، فهو عبور صعب في مفصل صعب كأنه الصراط ، يؤسس لحقبة وحدة الحاكم مع المحكومين على وحدة المقاصد والغايات، وحيث الوحدة هي عاصمة اليمن الجديد.
وبالطبع فإننا لا نتحدث عن إجراء في قفزة واحدة وإنما التحديات الجديدة تتطلب أساليب عمل جديدة تبعث تفاؤلاً مفقوداً، وعدم الوقوع في خداع نظر بتسيس قضية حوار الشباب، فالذين يسندون بأيديهم العارية سماوات الوطن إنما يسندون المستقبل، والثورة لم تطرح سؤالاً وإنما قدمت جـــواباً!
founder@arabdawnmovement.org
اقرأ ايضا: