اخبار الساعة

الشرق الأوسط: 3 أشهر على حصار دماج و60 قتيلا على يد الحوثيين، وتقرير يصف هجمات الحوثين ب «أشبه بحرب إبادة جماعية»

طفلة لم تتجاوز الـ8 أشهر قنصها الحوثيين الى احضان والدها
اخبار الساعة - محمد جميح – لندن بتاريخ: 18-12-2011 | 13 سنوات مضت القراءات : (3603) قراءة

دخل الحصار الذي يفرضه الحوثيون على منطقة دماج بمحافظة صعدة، شهره الثالث، بالتزامن مع قصف عنيف تعرضت له المنطقة، وعمليات قنص من قبل الحوثيين، أمس السبت، مما تسبب في سقوط عدد من القتلى والجرحى بينهم طفلة تم قنصها في أحضان والدها.

وقالت مصادر محلية إن الطفلة إكرام أحمد رشيد الأهنومي، قتلت اليوم جراء تعرضها لرصاصتين؛ إحداهما في اليد والأخرى في الرأس، من قبل قناصة حوثيين، أثناء ما كانت في أحضان والدها في منطقة دماج. كما طال القصف المدفعي للحوثيين عددا من منازل الطلاب والمواطنين، وتعرض منزل الناطق باسم السلفيين، سرور الوادعي، للقصف بقذائف الهاون. وتشير الإحصائيات إلى أن عدد القتلى في دماج منذ بدء المواجهات وصلوا حتى اليوم إلى 60 قتيلا، بينهم 3 أطفال وامرأة، فيما بلغ عدد الجرحى 150 جريحا، بينهم 19 طفلا وامرأة، بعضهم في حالة حرجة. من جانبها قالت عضو المجلس الوطني لقوى الثورة ومقررة لجنة المجلس الوطني لحل قضية دماج، رشيدة القيلي، إن دماج لا تزال تحت الحصار والقصف والنقص، مشيرة إلى أن الوضع الإنساني في غاية الصعوبة. وأكدت القيلي في تصريح لموقع مأرب برس المستقل بأن لجنة المجلس الوطني لم تستطع فعل شيء، لأن الطرف المسيطر صار هو الخصم والحكم، والدولة، في صعدة.

وأضافت القيلي أن المنطقة تحتاج إلى نجدة إنسانية عاجلة، وقالت إن التأخر في رفع الحصار عن دماج سيؤدي إلى حرب طائفية لن تقف عند حدود صعدة، بل ستمتد تداعياتها إقليميا.

وفي وقت سابق، وصف جما بن عمر، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن، الوضع في منطقة دماج بالكارثي والخطير، وقال هناك الكثير من القتلى والجرحى من النساء والأطفال والرجال، وأوضح أنه دعا إلى ضرورة إعطاء ضمانات للصليب الأحمر الدولي بالدخول إلى منطقة دماج وتقديم الدعم والمساعدة. وأضاف: «تواصلنا لغرض دخولنا إلى منطقة دماج، لكن الوقت لم يكن كافيا»، وقال: «لو بقينا في صعدة ساعات لتمكنا من زيارة منطقة دماج متمنيا أن تحل المشكلة في أقرب وقت».

وقد عبرت منظمات حقوقية وإغاثية عن قلقلها البالغ من وجود كارثة حقيقية في منطقة دماج، جراء الحصار المفروض عليها من قبل الحوثيين، وعمليات القنص التي يمارسونها ضد المدنيين وطلبة العلم في مركز دماج للحديث النبوي.

وقد تمكن الصليب الأحمر من إدخال بعض المعونات الغذائية إلى منطقة دماج، غير أن منظمات إغاثة محلية اتهمت الحوثيين بالسيطرة على جزء كبير من المواد الغذائية ومصادرتها لصالح مقاتليهم الذين يحاصرون المنطقة السنية في محافظة صعدة، التي يسيطر عليها الحوثيون منذ اندلاع أحداث ثورة الشباب في اليمن.

وكشف تقرير أمني رسمي في وقت سابق أن الحوثيين استخدموا الأسلحة المتوسطة والثقيلة، بما فيها الدبابات، في الهجمات المسلحة التي استهدفت معهد دماج، الذي يمثل أبرز المراكز الدينية لأتباع التيار السلفي في اليمن.

ووصف التقرير الأوضاع الإنسانية السائدة في منطقة «دماج» جراء تصاعد هجمات الحوثيين على أبناء المنطقة بأنها «أشبه بحرب إبادة جماعية»، مشيرا إلى أن الحوثيين منعوا دخول المواد التموينية والغذائية والأدوية ومستلزمات الإسعافات الأولية إلى المنطقة، كما فرضوا ولا يزالون حصارا مشددا على سكان المنطقة. واتهم التقرير الأمني الحوثيين بمنع أهالي المنطقة من مغادرتها للتوجه إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج، وبنشر قناصة على تخوم المنطقة لاستهداف السكان، بمن فيهم النساء والأطفال.

من جهة ثانية، نفى سرور الوادعي، الناطق الرسمي باسم الجماعة السلفية في دماج، وجود أي اتفاق هدنة أو توقف إطلاق نار (جملة وتفصيلا) مع جماعة الحوثي، مشيرا إلى أن إعلان الحوثيين عن رفع حصارهم عن منطقة دماج غير صحيح، وأنه يهدف إلى «رفع أنظار العالم عن دماج» و«الإطباق على أهل السنة»، على حد قوله. وكان الحوثيون قد أعلنوا أنهم رفعوا الحصار عن دماج وسمحوا بدخول المعونات الغذائية، الأمر الذي تنفيه منظمات الإغاثة في اليمن.

المصدر : صحيفة الشرق الأوسط اللندية
اقرأ ايضا: