محمد بن نايف ليس وحيداً.. هذه الشخصيات عُزلت كذلك في ولاية محمد بن سلمان!
تشهد المملكة العربية السعودية منذ أشهر قليلة ماضية، ظروفا استثنائية تخللها العديد من القرارات الهامة التي غيرت بشكل كبير هرم ترتيب السلطة المتبع منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، كان آخرها الصعود المتسارع لولي العهد محمد بن سلمان الذي أصبح يسيطر على جميع مفاصل الدولة.
وعلى الرغم مما شكله قرار إقالة الأمير محمد بن نايف ووضعه تحت الإقامة الجبرية (وفقا لما صدر عن وسائل الإعلام الامريكية نقلا عن مصادر في الديوان السعودي)، إلا أن الامر لم يقتصر عليه وحده، حيث أن الأمير محمد بن سلمان الذي شغل منصب ولي العهد، تعمد عزل أتباع ابن عمه، وتقليص نفوذهم، ونظرا لأهمية التقرير الذي نشره موقع “ساسة بوست” سوف نقوم بنشره كما هو.
الشخصيات التي تم عزلها أو تقليص نفوذها
“سعد الجابري”.. حليف بن نايف المُقرب ومستشاره لمكافحة الإرهاب
تزامن مع الصعود السريع للأمير الشاب محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي داخل أروقة السلطة، تنحية مجموعات داخل الأسرة الحاكمة وخارجها محسوبة على ولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف، والذي كان يستعد لتنصيبه ملكًا، قبل أن يُطاح به دون علمه بدعم من الملك سلمان.
سعد الجابري هو الأول من ضمن قائمة طويلة من الأمراء والمسؤولين النافذين، ممن بدأ بهم الأمير الشاب وعزلهم عن مناصبهم، وفرض إجراءات صارمة على مقارّ إقامتهم، وتحديد تحركاتهم، وصدور قرارات سرية بشأن منعه من السفر، ومنعه من الظهور التليفزيوني أو حضور الندوات العامة بوصفه مسئولًا سابقًا.
بدأ الجابري حياته العملية في كلية فهد الأمنية، وبعد ذلك انتقل إلى وزارة الداخلية ليعمل مدير إدارة شئون الضباط والأفراد ومستشارًا أمنيًّا في الوزارة ، تدرج في رُتبه العسكرية حتى أصبح لواء ثم عُيّن بالمرتبة الممتازة، قبل أن يصدر بشأنه أمر ملكيّ في يناير (كانون الثاني) 2015 بتعيينه وزير دولة وعضوًا في مجلس الوزراء وعضوًا بمجلس الشئون السياسية والأمنية ولم يكمل السنة في منصبه.
حسب رواية «رويترز» لوقائع الانقلاب على ولي العهد السعودي محمد بن نايف، فإن أوّل الخلافات بين محمد بن نايف ومحمد بن سلمان بدأت عام 2015 عندما تمّ حل ديوان الأمير محمد بن نايف ودمجه مع الديوان الملكي مما حال دون أن يحشد الأمير دعمًا مستقلًا. وتبع هذا عزل سعد الجابري، الذي يعمل كذلك مستشارًا أمنيًا للأمير محمد بن نايف.
واعتاد الجابري على مرافقة محمد بن نايف في جولاته الخارجية والداخلية خلال فترة شغله منصب ولي العهد، إذ كانت تُشير المعلومات المُسربة عن الثقة الكاملة التي يضعها بن نايف في الجابري، وتقديمه لأجهزة الأمن الأمريكية، الذي كان يتمتع بن نايف معهم بصلة وثيقة، على أنه الرجل المناسب لخلافته في إدارة ملف مكافحة الإرهاب، بعد أن يتم تنصيبه ملكًا.
أبناء الملك عبد الله.. عزل من المناصب وتقليص للصلاحيات
مدفوعًا بروح انتقامية، سعى الملك سلمان ونجله ولي العهد محمد، لتقليص صلاحيات كافة أبناء الملك الراحل عبدالله عبر استصدار قرارات مفاجئة وسريعة، في وقت كان جثمان الملك الراحل عبدالله لم يوارَ في الثرى بعد، ساعيًا من وراء هذه القرارات لتهيئة ميدان السلطة لنجله.
“عبدالعزيز بن عبدالله”.. تغييبه عن كافة الملفات الفاعلة بوزارة الخارجية
هو الابن الخامس من الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، الذي سعى الأمير الشاب محمد بن سلمان لتقليص صلاحياته داخل وزارة الخارجية، والذي يشغل فيها منصب نائب الوزير، عبر تعيين عادل الجبير، المحسوب على مجموعة محمد بن سلمان، وتقليص صلاحياته الواسعة.
وكان التقرير المنشور بنيويورك تايمز قد ذكر على عهدة مصدرين سعوديين على صلة بالأسرة الحاكمة، أن عبد العزيز بن عبد الله، ممثِّل أسرة العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله، جنبًا مع أحمد بن عبد العزيز وزير الداخلية سابقًا وأخي الملك سلمان، والأمير محمد بن سعد النائب السابق لأمير الرياض، عارضوا البيعة للأمير بن سلمان وليًّا للعهد بعد الإطاحة بالأمير محمد بن نايف من جميع مناصبه.
يتجلى تراجع صلاحياته من خلال متابعة أخباره على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية السعودية؛ إذ تنحصر مهامه في أمور إدارية داخل الوزارة، ومتابعة ملفات ليست فاعلة كتدشين بوابة إلكترونية لموسوعة المملكة على شبكة الإنترنت.
وكان غياب عبدالعزيز بن عبدالله عن كافة المباحثات والجولات الخارجية لوزير الخارجية عادل الجبير خلال الأزمة الخليجية الأخيرة ملمحًا كذلك عن انحصار نفوذه، وتنحيته جانبًا عن متابعة الملفات الهامة.
“مشعل وتركي”.. عزل من المناصب
انتهى مصير كلًا من مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز وأخيه تركي، بالعزل من مناصبهما عبر استصدار قرارات ملكية أوائل عام 2015، بإعفاء الأول من إمارة مكة، والثاني من إمارة منطقة الرياض. كما امتدت إجراءات تقليص صلاحيتهما عبر عزل كُل الرجال المحسوبين عليهما داخل هذه المناطق، كالأمير محمد بن سعد النائب السابق لأمير الرياض، الذي صدر بحقه هو الآخر قرار إعفاء من منصبه.
“متعب بن عبدالله”.. الإرث الباقي الذي لم تنجح محاولات بن سلمان لتقليص نفوذه
يبدو الأمير متعب بن عبدالله، هو المتبقي الوحيد من أبناء الملك الراحل، الذي لا يزال قابضًا على سلطاته الواسعة التي شكلها عبر عشرات السنوات، فهو رئيس للحرس الوطني، وهو الجهاز العسكري الداخلي الأقوى الذي أسسه الملك الراحل قبل نحو 40 عامًا، ويتمتع بالولاء المطلق من أفراد الجهاز العسكري، الذي يعرف أفراده فردًا فردًا، ومنحَهُم امتيازاتٍ ماليةٍ واسعة، فضلًا عن تجهيزهم بأحدث المعدات، وتوفير مدن سكنية وطبية ورعاية لهم هي الأفضل من نوعها.
ولم تُشكل القرارات التي تتعلق باستحداث أجهزة أمنية بصلاحياتٍ واسعة تأثيرًا كبيرًا على نفوذ متعب بن عبدالله؛ إذ يبدو أنَّ قدرات الأمير الشاب عاجزة إلى الآن عن الخصم من نفوذ ابن عمه، والذي يُعدُّ كذلك صديقًا مقربًا وحليفًا سياسيًّا لمحمد بن نايف، وفقًا لما ذكره سيمون هاندرسون في مقالٍ نشره معهد واشنطن.
قوات الحرس الوطني السعودي هي واحدة من أهم القوات العسكرية السعودية، التي تتبع وزارة الحرس الوطني وهي إحدى الوزارات السيادية بالسعودية، وتضم وحدات أمن خاصة، ووحدات إسناد، وكتائب، ولديها عدة فروع، كما أن كلية الملك خالد العسكرية تخضع لإشراف الوزارة.
أبناء سلطان بن عبد العزيز.. الضرب بمطرقة حديدية
“بندر بن سلطان”.. تجريد من المناصب وتشويه
أعفى العاهل السعودي، الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز، من منصبه بوصفه أمينًا عامًا لمجلس الأمن الوطني، ومستشارًا ومبعوثًا خاصًا للملك، ضمن سلسلة قرارات ملكية في أوائل عام 2015، في خطوةٍ فسرها الكثيرون أنها محاولة لتصفية نفوذ أبناء الرجل الأكثر نفوذًا خلال ولاية أخيه الراحل الملك عبدالله.
ويبدو أن قرار الملك سلمان بإعفاء بندر بن سلطان من منصبه، العام قبل الماضي، والذي أتى ضمن سلسلة قرارات ملكية، وصفها مراقبون بأنَّها تهدف لترسيخ دعائم محمد بن سلمان، ستجعل الأمير الشاب خالد بن سلمان، نجله الذي صدر بشأنه قرار بتعيينه سفيرًا للمملكة بأمريكا، يحتاط كثيرًا من نفوذ واحد من أقوى الشخصيات السعودية التي خدمت في الرياض وواشنطن، وأطُيح بواسطة أبيه لإفساح ساحة السلطة أمام أخيه، متحجِّجًا بفشل سياسته في الأزمة السورية، وعجزه عن التوصل لتسوية مُرضية للمملكة، وأنّ آثار فشله قوضت من خيارات الملك سلمان للتعامل مع الأزمة وأدت لتعاظم النفوذ الإيراني.
“خالد بن سلطان”.. نائب وزير الدفاع ومسؤول عن صفقات السلاح السعودية
هو الابن الأكبر للأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، تدرّج في المناصب داخل وزارة الدفاع السعودية، بعد تخرجه من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية ليصير نائبًا للوزير، وأحد المخولين بإتمام صفقات السلاح مع الولايات المتحدة الأمريكية.
خالد بن سلطان تمت الإطاحة به منذ ولاية عهد الملك سلمان، فحسب رواية المُغرد السعودي الشهير “مجتهد”، لخالد بن سلطان، نائب وزير الدفاع، فصلاحياته تناقصت منذ تعيين سلمان بن عبدالعزيز وزيرًا للدفاع، مع توليه ولاية العهد. قبل أن يسعى خالد لتوسيع صلاحياته دون علم الملك عبد الله وولي عهده سلمان ونجله -الذي بدأ تدرجه داخل الوزارة السيادية خلال وزارة أبيه- من خلال رحلة خارجية له إلى الصين، سعى خلالها للتفاهم مع الصينيين بشأن صفقة أسلحة، وتجديد منظومة صواريخ (سلم وورم) من دون التنسيق معه، وهو الأمر الذي استخدمه محمد بن سلمان لعزله.
بدأت أولى محاولات التحرُّش بصلاحيات خالد بن سلطان، باستصدار قرار وزاري يلزم كل إدارات وزارة الدفاع بالعودة إلى مكتب الوزير لكافة شؤون الوزارة، على أن يقرِّر مكتب الوزير «ما يجب أن يراه ويطلع عليه نائب الوزير»، وهو الأمر الذي استخدمه الملك سلمان آنذاك لسحب كافة صلاحيات خالد سواء في التعينات أم في تحركات الجيش أو في الصفقات العسكرية، تمهيدًا لتصعيد نجله الذي صعد بعد ذلك ليرأسها خلال ولاية والده.
“مقرن بن عبدالعزيز”.. ولي العهد الشاب يُطيح بعمه
لم يمضِ على قرار تعيين مقرن بن عبدالعزيز وليًّا للعهد، وهو الابن الذي كان من الممكن أن يحلّ دوره في احتلال عرش الملك بعد أخيه سلمان، أكثر من عام، حتى وجد نفسه معفيًا من منصبه فجر يوم 28 إبريل (نيسان) 2015 ، بقرارٍ ملكي صادر من أخيه سلمان بن عبدالعزيز.
وجاء في الأمر الملكي: “بعد الاطلاع على كتاب الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود المتضمن رغبته في إعفائه من ولاية العهد، ولما أبديناه له من أنه يتمتع بمكانة رفيعة لدينا، إلا أنه تقديرًا لما أبداه فقد قررنا الاستجابة لرغبته بإعفائه من ولاية العهد”.
فيما كشف المغرّد السعودي الشهير “مجتهد”، في تغريدات، أن الإطاحة بالأمير مقرن بن عبد العزيز، بإعفائه من منصبه بوصفه وليًّا للعهد بقرار ملكي جاءت بتوصية من الأمير الشاب محمد بن سلمان وولي ولي العهد محمد بن نايف.
وشرح قائلًا: “أنه بعد الساعة الحادية عشر مساء، كلّف محمد بن سلمان كلا من ماجد القصبي ومساعد العيبان “لما لديهما من دبلوماسية” بالاتصال بهيئة البيعة لإقناعهم وكانت النتيجة كالتالي: لم يوافق أحمد بن عبدالعزيز، وعبد الاله بن عبدالعزيز، وممدوح بن عبدالعزيز، ومتعب بن عبدالعزيز، وطلال بن عبدالعزيز، وبندر بن عبدالعزيز، وتركي بن عبدالعزيز وعبدالرحمن بن عبدالعزيز، ومن الأحفاد لم يوافق مشعل بن سعود ومحمد بن فهد ومحمد بن سعد، كما التحق أحفاد عبدالعزيز بآبائهم الرافضين للبيعة، كما رفض البيعة خالد بن سلطان وإخوانه، أما بقية أعضاء الهيئة فموافقون ومن أهمهم مشعل بن عبدالعزيز الذي قبض الثمن كم مليار”.
“جمال خاشقجي”.. النفي الإجباري ومنع من التغريد
هو الإعلامي السعودي الأكثر ذيوعًا، خلال ولاية الملك سلمان الأولى، إذ تحول خلال فترته الأولى لأشبه بمتحدث رسمي باسم الملك، فضلا عن منحه مساحات للنشر بكبرى الصحف السعودية، وكذلك القنوات الفضائية، التي تحول خلالها لضيفٍ دائم.
كما أتاحت له المملكة عبر الأمير وليد بن طلال تمويل تأسيس فضائية عربية بميزانية مفتوحة، وشغل داخل القناة رئاستها، قبل أن يقتنص الأمير الشاب محمد بن سلمان الكثير من الصلاحيات، ويعزله من كافة مناصبه، وتصدر أوامر بإنهاء مشروع القناة الفضائية، ومنعه من كتابة المقالات والتغريد على موقع تويتر.
وتبنت وجهة نظر خاشقجي احتواء جماعة الإخوان المسلمين، وتوطيد العلاقات مع دولة قطر، فضلًا عن هجومه الدائم على مصر ورئيسها المصري عبدالفتاح السيسي، معتبرًا سياسته ستلحق ضررًا كبيرًا بالمملكة.
وذكر حساب على “تويتر” يسمي نفسه “العهد الجديد” أن خاشقجي “غادر السعودية قبل أيام عبر منفذ رسمي (بطريقة غير رسمية)، وسيستقر في أمريكا، علما أنه كان ممنوعًا من السفر”، مضيفًا عبارة تقول: “ولكن كل شيء بالدولار يمشي”.
وتباينت الروايات بشأن كيفية خروجه، ففي حين قالت مصادر لموقع “عربي 21” أنه يصعب عليه الخروج بشكل غير رسمي، لكنّ آخرين لم يستبعدوا ذلك، في ظل المنع المفروض عليه، وانقطعت تغريدات الإعلامي السعودي عن حسابه على موقع تويتر منذ يناير العام الماضي.