400 من سكان أشرف مستعدون للانتقال إلى "مخيم الحرية"
اخبار الساعة - أسامة مهدي من لندن بتاريخ: 29-12-2011 | 13 سنوات مضت
القراءات : (2483) قراءة
أعلنت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية أن 400 فردًا من سكان معسكر أشرف، التابع لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في شمال بغداد، مستعدون الآن للانتقال مع عجلاتهم وممتلكاتهم المنقولة إلى "مخيم الحرية" بالقرب من مطار بغداد الدولي في الضواحي الغربية للعاصمة العراقية، كدفعة أولى لانتقال جميع السكان، قبل انتقالهم إلى دول ثالثة.
أعلنت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي في تصريح مكتوب من مقرها في باريس، أرسلت نسخة منه إلى "إيلاف" الليلة أنه كحسن النية، وبعد التطمينات، التي أبداها مارتين كوبلر الممثل الخاص للأمين العام في العراق، فإنها تعلن استعداد 400 من ساكني أشرف للانتقال إلى مخيّم ليبرتي (الحرية) مع عجلاتهم وممتلكاتهم المنقولة في أقرب وقت. وهذا المخيم الواقع قرب مطار بغداد الدولي كان أكبر قاعدة عسكرية للقوات الأميركية في العراق، ثم أخلته قبل أيام، ضمن عمليات انسحابها الكامل من البلاد.
وأضافت أن البيان الصادر من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أشار إلى أن مذكرة التفاهم مع الحكومة العراقية «تؤسس لحل سلمي ودائم»، والشرح التوضيحي لممثله الخاص كوبلر في رسالته إلى سكان أشرف حول مذكرة التفاهم، باعتبارها « بداية جيدة»، ووعده الخاص بديمومة الجهود من أجل معالجة القضايا العالقة... كلها أقنعت السكان بالانتقال استنادًا إلى تطمينات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وكوبلر.
وطالبت رجوي بإلحاح من سكان أشرف (3400 شخصًا، بينهم ألف من النساء والأطفال) أن يراهنوا ويثقوا بهذه الأسس والبيانات الصادرة من الأمين العام بان كي مون، والممثلة السامية للاتحاد الأوروبي البارونة أشتون، والمفوّض السامي آنتونيو غوترس.
أشادت رجوي بالتعامل الإنساني للوزيرة كلينتون مع الأوضاع في أشرف لإيجاد حل سلمي دائم لسكانه، وتأكيداتها على ضرورة "توافر السلامة والأمن"، و"أن المسؤولين عن السفارة الأميركية في بغداد سيزورون (مخيم ليبرتي) بشكل منتظم ومتكرر"، معربة عن تقديرها جهود السفير دانيل فيريد المستشار الخاص للوزيرة في ملف أشرف في المجال نفسه.
وأكدت رجوي استعداد سكان أشرف للانتقال إلى مخيم ليبرتي مع الحد الأدنى من الضمانات، وقالت إنه رغم استهداف أشرف بصواريخ 107 يومي الأحد والثلاثاء الماضيين، واستمرار أنواع الاستفزار في بغداد والمنطقة المحيطة بأشرف ضد السكان فإن 400 منهم مستعدون الآن للانتقال في أقرب وقت إلى مخيم الحرية، حيث إن هذه الوجبة الأولى ستكون بمثابة اختبار لطريقة تعامل الحكومة العراقية مع الالتزامات التي قدمتها للأمم المتحدة وللولايات المتحدة الأميركية.
وأشارت إلى أن الحكومة العراقية، ومع الأسف، لم تقبل بمشاركتها وممثلي سكان أشرف ومحاميهم في المفاوضات الخاصة بتوقيع مذكرة التفاهم مع الأمم المتحدة، لكن ممثلة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي البارونة أشتون أكدت أن على سكان أشرف أن يطمئنوا، من خلال ما ورد في مذكرة التفاهم والتزام اليونامي والولايات المتحدة، إلى أن هناك ضمان لمراقبة مشددة، وانطلاقًا من ذلك فإن المجتمع الدولي برمته سيكون قادرًا على متابعة، وعن كثب، كل المراحل، وأن الاتحاد الأوروبي يعتزم أن يساند مذكرة التفاهم، ويواصل متابعته عن كثب تنفيذ مذكرة التفاهم.
وكشفت رجوي عن مضمون الشرح الإيضاحي في الرسالة التي بعث بها كوبلر رئيس اليونامي إلى سكان أشرف حول مذكرة التفاهم، ليقنعهم بهذا الإجراء، حيث أكد "أن مذكرة التفاهم تعدّ بداية جيدة. إنها تحدد المراحل الخاصة بالانتقال إلى مخيم ليبرتي، التي ستتم بصورة مباشرة وحصرية تحت المسؤولية الأمنية لحكومة الجمهورية العراقية".
كما أكد في الرسالة أن الأمم المتحدة ستراقب العملية برمتها وأن الحكومة العراقية بأعلى مستوياتها قد أعطت ضماناتها للأمم المتحدة بأنها ستضمن سلامتكم وأمنكم خلال عملية النقل من مخيم أشرف إلى مخيم ليبرتي، وفي المخيم نفسه، إلى حين مغادرتكم العراق. وخلال الوقت الوجيز المتاح، لم يكن بالإمكان تلبية كل طلباتكم. هناك الكثير من الأمور تتطلب التنسيق بينكم وبين الممثلين من الحكومة العراقية في مخيم ليبرتي".
وقدم خارطة طريق لانتقال سكان أشرف إلى مخيم الحرية، من خلال التوضيح بأن:
- حكومة الجمهورية العراقية أخذت على عاتقها ضمان السلامة والأمن لعملية نقل سكان المخيم إلى مخيم ليبرتي، ومن مخيم ليبرتي إلى بلدان أخرى".
- "فور وصول السكان إلى مخيم ليبرتي، فإن الأمم المتحدة ستقوم بمراقية مخيم ليبرتي على مدار الساعة طيلة أسبوع إلى حين مغادرة السكان العراق".
- مع أخذ هذا الواقع بنظر الاعتبار بأنكم أصبحتم مصنفين كـ"طالبي اللجوء" من قبل المفوضية السامية للاجئين، فإنكم مشمولون بالقوانين الدولية، وتحظون بأسس الحماية والمعيشة الحسنة. إن حكومة الجمهورية العراقية قد أخذت على عاتقها، كما تنص مذكرة التفاهم، توفير حمايتكم ضد أي طرد غير طوعي، وتسليم إلى إيران (مبدأ عدم النقل القسري).
- "حكومة الولايات المتحدة قد أخذت على عاتقها زيارة مخيم ليبرتي بشكل منتظم ومتكرر".
- "إنني على علم بطلبكم الخاص حول مراعاة حرمة الحياة الخاصة بكم، سيما ما يتعلق بالنساء. إنني سأستمر في جهودي مع حكومة الجمهورية العراقية في هذا المجال للحصول على اتفاق مناسب مع موافقة الحكومة العراقية، بحيث يحترم السيادة العراقية".
- في ما يتعلق الأمر بالقضايا الأخرى، ومنها قضية الممتلكات المتعلقة بالسكان في المخيم، سنواصل المحادثات للتوصل إلى حل، يحترم حقوق السكان في ما خص ممتلكاتهم، بطريقة منتظمة، بحيث يستند إلى القانون العراقي.
وأضافت رجوي أنه خلافًا لما قيل عن أن الحكومة العراقية لا تعلم عدد سكان أشرف وأسماءهم وما يجري في هذه المدنية، فيجب معرفة ما يلي:
أولاً- إن الحكومة العراقية قامت بتسجيل أسماء سكان أشرف من دون أن يستنثى أحد بأخذ البصمات وتحديد الهويات خلال خمسة أيام من 5 إلى 9 نيسان/أبريل 2009.
ثانيًا- لقد أجرت الحكومة العراقية من 26 شباط/ فبراير 2009، حتى 22 نيسان/ أبريل 2009 مقابلات خاصة وانفرادية مع جميع سكان أشرف في موقع الفوج العراقي، تحت إشراف القوات الأميركية والصليب الأحمر الدولي.
وخلال هذه المقابلات، قرر 11 شخصًا مغادرة أشرف، وعرض تلفزيون العراق الحكومي نداماتهم بحضور المسؤولين الأمنين الحكوميين يوم 15 نيسان/أبريل 2009.
ثالثًَا- قامت الحكومة العراقية أيام 18 و19 و20 أبريل/نيسان 2009 بتفتيش كل الأبنية والمنشآت والساحات وسكان أشرف فردًا فردًا باستخدام الكلاب البوليسية، وحتى تم تفتيش مقتنيات النساء، وإن الوثيقة الموقعة لعملية التفتيش موجودة.
رابعًا- قبل الهجوم على أشرف في يومي 28 و29 يوليو/تموز 2009، كان ممثل الحكومة العراقية باسم السيد سليم يقيم داخل مخيم أشرف ليل نهار على مدار الساعة، وكان بإمكانه التجول في أي نقطة من المخيم من دون أي حاجز.
إضافة إلى ذلك، رحّب سكان أشرف بعد نقل الملف الأمني للمخيم من القوات الأميركية إلى القوات العراقية في بداية عام 2009 بشكل لائق جدًا، ووضعوا الأبنية والمنشآت والمعدات، البالغة أثمانها أكثر من 10 مليون دولار، والتي كانوا بنوها أو اشتروها طيلة عقدين من الزمن، تحت تصرف القوات العراقية.
وأكدت رجوي أن الخط الأحمر لسكان أشرف هو "عدم الاستسلام للفاشية الدينية الحاكمة في إيران ولمآرب نظام ولاية الفقيه".
أوجزت المواقف المتتالية من المرونة التي أبداها سكان أشرف، والتي تصل الآن إلى نهايتها، بقبولهم الانتقال من أشرف إلى مخيم ليبرتي لمغادرة العراق نهائيًا، وكما يلي:
- التنازل عن حق الإقامة، واللجوء لـ 25 عامًا في العراق، والذي تم تبينه في 22 نظرية حقوقية من قبل أبرز الحقوقيين في العالم.
- القبول بخطة البرلمان الأوروبي لمغادرة العراق، وإعادة التوطين في بلدان ثالثة.
- القبول بتوصية المفوض السامي للأمم المتحدة في شؤون اللاجئين لتقديم طلبات فردية للجوء، والإعلان عن استعدادهم لمقابلات فردية خاصة.
- وأخيرًا قبول خطة الولايات المتحدة والأمم المتحدة بمغادرة أشرف، الصحراء الجرداء، التي حوّلها آلاف الأشخاص طيلة 26 عامًا بجهودهم وتكاليف هائلة إلى مدينة عصرية، تشمل الجامعة والمكتبة، والمتحف، والمستشفى ومحطة الكهرباء والمقبرة والجامع والمتنزه والبحرية الاصطناعية والمرافق الرياضية والرفاهية والملاجئ تحت الأرض، التي تقاوم القصف الجوي والهجمات المتكررة من قبل النظام الإيراني بصواريخ أسكود.
وفي الختام، جددت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي تقديرها لجميع المسؤولين والشخصيات والبرلمانيين والحقوقيين، الذين بذلوا جهودهم من أجل إيجاد حل سلمي للقضية ودعواتهم إلى الإلغاء الفوري للحصار وكل التضييقات والاستفزازات، التي تفرض على سكان أشرف، وطالبت بالحد الأقصى من اليقظة والمراقبة من قبل المجتمع الدولي للحفاظ على أرواح سكان أشرف وحقوقهم، مع توثيق كل حالات الخرق، كما ورد نصًا في رسالة اليونامي والبيانات الصادرة من الأمين العام للأمم المتحدة والوزيرة كلينتون، إلى حين مغادرة الشخص الأخير من مخيم الحرية إلى بلدان ثالثة.
قصف صاروخي ضد أشرف للمرة الثالثة خلال 72 ساعة
وفي وقت متأخر من ليل الإربعاء، أعلن المجلس الوطني للمقاومة تعرّض معسكر أشرف مساء إلى قصف صاروخي، هو الثالث من نوعه خلال الـ 72 ساعة الأخيرة.
وأضاف إن عناصر من قوة القدس الإيرانية ومتعاونين عراقيين قاموا باستهداف أشرف بأربعة صواريخ 107 ملم من اتجاه الجنوب الشرقي للمخيم. ويعدّ هذا الهجوم ثالث هجوم إجرامي على أشرف خلال 72 ساعة مضت.
وجاء الهجوم الصاروخي الأول يوم الأحد الماضي، متزامنًا مع التوقيع على مذكرة التفاهم مع الأمم المتحدة للحل السلمي لأزمة أشرف.
وظهر اليوم، قامت عناصر قوة القدس بعملية الاستطلاع، وتسيير الدورية على بعد 2.5 كيلومترًا من جنوب شرق أشرف، مستخدمة عجلتين، إحداهما من نوع باترول باللون القاتم لتحديد منطقة إطلاق الصواريخ.
وقد حاول سكان أشرف إشعار الضباط العراقيين، الذين يتولون حماية أشرف، على ما يبدو، بهذه الدوريات "المشبوهة"، لكن لم يقبل أي واحد منهم بصورة متعمدة وحسب الأوامر بأن يستلم تقارير السكان، "ما يشير بوضوح إلى تنسيقات وراء الكواليس" على حد تعبير المجلس الوطني.
وعبّر عن استغرابه من التزام الحكومة العراقية الصمت حيال الخرق المستمر لسيادتها من قبل نظام إيران، وجعل نفسها شريكة في ممارسات العناصر المرسلة من طهران.
ووصف المجلس الهجوم الصاروخي الثالث بأنه الخرق الرابع لتعهدات الحكومة العراقية، بعد توقيع مذكرة التفاهم مع الأمم المتحدة حول الحماية وضمان أمن وسلامة سكان أشرف، والذي يتم توثيقه.
اقرأ ايضا: