قائد قوات الاحتياط يكشف عن خطة للتقدم إلى صنعاء من ثلاثة محاور (مقابلة)
اخبار الساعة - صنعاء بتاريخ: 13-12-2017 | 7 سنوات مضت
القراءات : (7351) قراءة
قال قائد اللواء الركن سمير الحاج المعين حديثا قائدا لقوات الاحتياط أن انهيار ألوية الحرس الجمهوري الموالية للرئيس اليمني السابق كان متوقعا في ظل سيطرة الحوثيين على مؤسسات الجيش والأمن في صنعاء منذ أكثر من ثلاث سنوات .
وفي حوار مع جريدة القدس العربي قال " الحاج " المتواجد ضمن قوة الجيش في تعز " أن الرئيس الراحل علي عبدالله صالح اكتشف متأخراً أن قوات الحرس لم تعد موالية له، ولا يملك من الأمر إلا جموعا قليلة، هي التي دافعت عن بيته وعنه شخصيا.
وأوضح الحاج في الحوار " أنه أصبح من المؤكد أن الحرس الجمهوري انقسم إلى ثلاثة اقسام، القسم الأول أصبح في يد الميليشيا الحوثية، يقاتل في صفوفها، وهذا هو الجناح الأكثر الذي سيطر على معظم مفاصل قوات الحرس الجمهوري، والقسم الثاني من قوام الحرس الجمهوري، بقي محافظا على ولائه لعلي صالح ويأتمر بأوامره في كل الأحوال وهذا هو القسم الأقل، أما القسم الثالث فقد آثرت قواته البقاء في المنازل وعدم المشاركة في المواجهات التي اندلعت في البلاد منذ 2014 وهذا القسم يمثل نسبة لا بأس بها ومعظمهم من مناطق خارج طوق العاصمة صنعاء وعلاوة على ذلك بقيت قوات بأعداد قليلة من قوات الحرس الجمهوري، انضمت الى قوات الحكومة للشرعية وتقاتل في صفوفها حتى اليوم".
وحول معركة الحسم ضد الحوثيين قال الحاج " أن المعركة يجب أن تكون على ثلاثة اتجاهات رئيسية ومتزامنة مع بعضها البعض، أولا جبهة منطقة نهم وأرحب المحاذية للعاصمة صنعاء والتحرك بإتجاه السيطرة على مطار صنعاء الدولي والقاعدة الجوية المرتبطة به وكذا السيطرة على مداخل العاصمة صنعاء، وثانيا معركة السيطرة على محافظة الحديدة ومينائها لإيقاف تسرب الأسلحة وقطع غيار الصواريخ البالستية ومصادر التموين وغيرها، وثالثا معركة محافظة تعز وتحريرها بإتجاه تأمين العاصمة المؤقتة عدن والتحرك لتحرير محافظة إب ومن ثم محافظة ذمار وُصولاً الى العاصمة صنعاء من الجهة الجنوبية، وأعتقد أنه بدون تحرّك هذه الجبهات جميعاً بشكل متزامن سيتأخر الحسم كثيرا".
وفيما يلي نص الحوار الذي نشرته صحيفة القدس العربي صباح اليوم الأربعاء :
في البداية، لماذا انهارت قوات الحرس الجمهوري، بهذه السرعة خلال أقل من 4 أيام ولم تستطع الصمود أمام ميليشيا الحوثي، رغم أنه كان نخبة الجيش اليمني في عهد صالح؟
اعتقد أن انهيار قوات الحرس الجمهوري كان متوقعاً لأي شخص كانت له علاقه بهذه القوات، فالميليشيا الحوثية من أول يوم دخلت فيه العاصمة صنعاء في 21 أيلول (سبتمبر) 2014 كان أول هجوم لها على معسكر القوات الخاصة في منطقة الصباحة، شرقي العاصمة صنعاء، حيث قامت الميليشيا بالسيطرة على هذا المعسكر وإهانة ضباط هذه القوة العسكرية، بما فيهم قائدها العميد أحمد دحان وأخذ سلاحه الشخصي وتلفوناته وكانت توجيهات علي صالح يومها بعدم الرد وهذه القوة تعتبر خلاصة الحرس الجمهوري ومن يومها بدأت الميليشيات تنخر في جسم قوات الحرس الجمهوري سابقا (قوات الاحتياط حاليا) حتى تمكنت من السيطرة على مفاصل هذه القوة كما قامت بنشر أدبياتها وعقدت الدورات العقائدية السلالية لأغلب عسكريي هذه القوة تحت سمع وبصر علي صالح ومقربيه حتى عندما جاء يوم طلبه لها، اكتشف متأخراً انها لم تعد موالية له، ولا يملك من الأمر إلا جموعا قليلة، هي التي دافعت عن بيته وعنه شخصيا.
هل يمكن القول إن الحرس الجمهوري التابع لصالح عمليا انتهى وتحول إلى ميليشيا حوثية بالكامل؟
من خلال مجريات الأحداث خلال السنوات الماضية، أصبح من المؤكد أن الحرس الجمهوري انقسم الى ثلاثة اقسام، القسم الأول اصبح في يد الميليشيا الحوثية، يقاتل في صفوفها، وهذا هو الجناح الأكثر الذي سيطر على معظم مفاصل قوات الحرس الجمهوري، والقسم الثاني من قوام الحرس الجمهوري، بقي محافظا على ولائه لعلي صالح ويأتمر بأوامره في كل الأحوال وهذا هو القسم الأقل، أما القسم الثالث فقد آثرت قواته البقاء في المنازل وعدم المشاركة في المواجهات التي اندلعت في البلاد منذ 2014 وهذا القسم يمثل نسبة لا بأس بها ومعظمهم من مناطق خارج طوق العاصمة صنعاء وعلاوة على ذلك بقيت قوات بأعداد قليلة من قوات الحرس الجمهوري، انضمت الى قوات الحكومة للشرعية وتقاتل في صفوفها حتى اليوم.
البعض يرى أن قوات الحرس الجمهوري لا زالت موجودة ومؤثرة ولكن عقيدتها القتالية تغيرت وتغيرت ولاءاتها للحوثي، ما رأيكم؟
أعتقد ان الميليشيا الحوثية المسلحة القادمة من محافظة صعده وغيرها من المناطق التابعة لإقليم ازال (المناطق القبلية في الشمال) أصبحت هي صاحبة الكلمة الفصل في اي قوة للانقلابيين وليس لقوات الحرس اي تأثير عليها.
ما هي عوامل القوة التي كانت لدى الحرس الجمهوري بحيث يطلق عليه نخبة الجيش اليمني وتميزه عن بقية الوحدات العسكرية؟
في الحقيقه كانت قوات الحرس الجمهوري منذ تولي قيادتها العميد أحمد علي، نجل علي صالح، تحظى بجميع الامتيازات العسكرية النوعية، سواءً من حيث التسليح أو التدريب أو الغذاء أو الدورات التأهيلية الداخلية والخارجية، ومن ثم كانت قوة نخبة بالفعل يمكن الاعتماد عليها، لكن الذي كان ينقص هذه القوة هي ما يسمى عسكرياً بـ(عقيدة القتال)، التي تؤمن بأن الوطن فوق كل اعتبار وكانت للولاءات الشخصية الأثر الكبير في عدم فاعلية هذه القوة على الأرض.
في رأيكم، ما هي الأسباب الجوهرية لتفكك هذه الوحدة العسكرية، اقصد الحرس الجمهوري، وانحسار قوتها، رغم حصولها على كل هذه الامتيازات من قبل صالح؟
كما أشرت سلفا، تفككت قوات الحرس الجمهوري بسبب عدم وجود الروح القتالية الوطنية وفقدانها للرؤية الواضحة حول مهامها العسكرية المنوطة بها وهي حراسة الوطن والجمهورية.
البعض يشير إلى أن قرار إعادة هيكلة الجيش اليمني التي اتخذها الرئيس هادي في بداية عهده كانت العامل الأكبر في تفتيت قوة الحرس الجمهوري، ما رأيكم؟
نؤكد لك بأن هذه المقولة عبارة عن شماعة يعلق عليها البعض فشل هذه القوه في عمل أي شيء في العاصمة صنعاء وانهيارها بهذا الشكل المفاجئ والسريع ولذلك أوكد لك بأن جميع مكونات ما كان يسمى بالحرس الجمهوري بعد إعادة الهيكلة لم تغادر معسكراتها السابقة في محيط العاصمة صنعاء، بل رفضت تنفيذ أي أوامر أو توجيهات من القيادة العسكرية العليا بهذا الخصوص.
هل تقصد أنها كانت ترفض أوامر الرئيس هادي، كقائد أعلى للقوات المسلحة؟
نعم، بدليل أنها القوات العسكرية الوحيدة التي لم يتم تفكيك وحداتها العسكرية ولم يتم توزيعها على المحافظات الأخرى أو دمجها في الوحدات العسكرية الأخرى.
البعض في قوات التحالف العربي لا زالت تُعوّل كثيرا حتى الآن على قوات الحرس الجمهوري في أن تلعب دورا مهما في معركة الحسم، كيف ترون ذلك؟
ما أعرفه وأوكد عليه هو أن قوات الحرس الجمهوري لا يمكن ان تحدث أي حراك في العاصمة صنعاء أو في غيرها، خاصة بعد مقتل علي صالح بالشكل الذي رأيناه وعجزها عن الدفاع عنه وعن منزله، لكن بالإمكان أن نعوّل على تحرك مجموعات وأفراد سواءً بمساندة قوات الحكومة الشرعية من داخل صنعاء أو من خارجها.
هل هذا يعني هذا أنك ترى بضرورة تحييد وحدات الحرس الجمهوري الموالية لصالح تماما في معركة الحسم المقبلة وعدم الركون إليها بهذا الصدد؟
نتمنى ان يشارك كل فرد من افراد قوات الاحتياط (الحرس الجمهوري سابقا) في عمل أي جهد ضد المليشيا الانقلابية سواء من داخل العاصمة صنعاء او من خلال قوات جيش الحكومة الشرعية، لكن هذه تظل مجرد أماني، ولا يعوّل عليها كثيرا في رسم الخطط العسكرية.
في ظل التشكيك بتحوّل ولاءات قيادات وجنود الحرس الجمهوري، ألا يمكن التعويل والاستفادة، ممن أشرت اليهم سلفا، ممن اعتكفوا في بيوتهم خلال المواجهات العسكرية ورفضوا المشاركة في المواجهات الحالية؟
في الحقيقة نحن في قوات الحكومة الشرعية مازلنا حتى اليوم نتوجه بالدعوة الى جميع افراد قوات الحرس الجمهوري المتبقية في المنازل والتي لزمت الحياد الى ان يسهموا في انقاذ وطنهم من مليشيا لا تستثني أحدا، ونؤكد لهم بأنهم اذا لم يقوموا بواجبهم الآن فستأتي هذه المليشيات إلى منازلهم ولهم في ماجرى لعلي صالح والمقربين منه عظة وعبرة.
في رأيك من أين يجب أن تبدأ معركة الحسم وكيف، بعد ثلاث سنوات من التيه والتخبط العسكري؟
في تقديري معركة الحسم يجب أن تكون على ثلاثة اتجاهات رئيسية ومتزامنة مع بعضها البعض، أولا جبهة منطقة نهم وأرحب المحاذية للعاصمة صنعاء والتحرك بإتجاه السيطرة على مطار صنعاء الدولي والقاعدة الجوية المرتبطة به وكذا السيطرة على مداخل العاصمة صنعاء، ثانيا معركة السيطرة على محافظة الحديدة ومينائها لإيقاف تسرب الأسلحة وقطع غيار الصواريخ البالستية ومصادر التموين وغيرها، ثالثا معركة محافظة تعز وتحريرها بإتجاه تأمين العاصمة المؤقتة عدن والتحرك لتحرير محافظة إب ومن ثم محافظة ذمار وُصولاً الى العاصمة صنعاء من الجهة الجنوبية، وأعتقد أنه بدون تحرّك هذه الجبهات جميعاً بشكل متزامن سيتأخر الحسم كثيرا.
هل تعتقد أن تحولات الأحداث في اليمن بعد مقتل صالح يمكن أن تسهم بشكل كبير في التعجيل بمعركة الحسم؟
لا شك أنه بعد قيام المليشيا الحوثية باغتيال وقتل علي صالح بهذا الشكل الاجرامي الفظيع سيدفع الكثير الى تغيير مواقفهم ومواقعهم وهي فرصة متاحة ستسهم كثيراً في خلق تحولات واختراقات في جدار الأزمة وربما تلعب دورا في حسم المعركة مع هذه المليشيا المسلحة التي لا تراعي خصماً ولا صديقا في اليمن.
سؤال أخير، كيف تقرؤون المشهد العسكري الحالي بعد هذه المعطيات المهمة التي شهدت تحولات كبيرة؟
المشهد العسكري الحالي في اليمن من وجهة نظري يمر بمرحلة جيدة جداً ويجب استغلال هذه المرحلة والاستفادة من مخرجاتها ومن حالة الغليان التي أفرزتها ضد الميليشيا الانقلابية الحوثية والاسراع في تحريك ودعم الجبهات في كل الاتجاهات وصولاً الى يوم الحسم بشكل سريع.
اقرأ ايضا: