ما هي أبرز خسائر الحوثين والمفاجآت التي تنتظرهم؟ (أهم المفاجآت)
اخبار الساعة - عبدالكريم المدي بتاريخ: 09-01-2018 | 7 سنوات مضت
القراءات : (6717) قراءة
تجاهلت جماعة الحوثي كل حقائق ومعطيات الواقع وذهب بها غرورها وخيارها الأول والثابت منذُ ظهورها ( العنف) إلى إغتيال الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح ورفيقه الشهيد الأستاذ عارف الزوكا الأمين العام للمؤتمر في منزل الأول بعد حصاره وحشد آلاف المقاتلين المؤدلجين وإستخدام الدبابات والمدافع لضربه وضرب الأحياء المجاورة له، دون أن تدرك بأن ما ستقدم عليه هو هزيمة العقل وإنتصار الجنون والمضي قُدما نحو إنتحار بطيئ ونهاية ستكون مأساوية، كنتيجة طبيعية لتخلصها من الغطاء السياسي والحاضنة الشعبية التي كان يوفرها لها المؤتمر ويمنحها الحياة والزخم والمشروعية ومدد المقاتلين والمتعاطفين وحرية الحركة، ناهيك عما كان يمثله لها شخص طاغي الحضور والتأثير والكارزمية كالرئيس/ الشهيد علي عبدالله صالح الذي يمتلك ساحرية فريدة في أوساط المجتمع اليمني بكل أطيافه ومكوناته وفئاته وشرائحه.. وهوءلاء بالطبع لم يعد أحد منهم يدور في فلك الجماعة.
ولمن اراد أن يعرف المزيد عن مكانة صالح وفداحة الخسارة التي مُني بها الحوثي قبل المؤتمري، عليه أن يقف على آراء الناس والمزاج العام،وكيف كانت ومازلت صدمتهم بخبر إغتياله ومشاعر حزنهم عليه التي أجتاحت كل بيت يمني ووحدت الناس جميعا في الشمال والجنوب ، الشرق والغرب، وربما أن هذه هي الحالة الأولى والاستثنائية التي تحصل في البلاد ويتفق حولها الكل بصورة تلقائية منذُ ما يزيد عن عقد من الزمن، بغض النظر عن الانتماء الحزبي أو الجغرافي.
ومن المناسب أن نشير هنا إلى نقطة جوهرية تتعلق بخسائر الحوثي الذي، وقبل أن يخسر عسكريا وشعبيا،فقد خسر أخلاقيا ودينيا وقيميا بسبب أفعاله خلال ثلاث سنوات أتسمت بالقمع والفساد والنفي والدماء وزرع الكراهية، و تتويج ذلك بإغتيال الزعيم وأمين عام حزبه ومحاولة فبركة مسرحية مفضوحة حول الطريقة والمكان الذي أغتيلا فيه، وليس ذلك فحسب بل قيامهم بتنظيم الاحتفالات وسجدة الشكر لله على ذلك الانجاز( الجريمة).
وليت الأمر توقف عند هذا الحد فحسب.ولمن لا يعلم عليه أن يعلم بأنهم إلى الساعة، يخفون جثة شهيد اليمن الكبير ويرفضون دفنها أو تسليمها لحزبه أولقبيلته أو حتى للصليب الأحمر الدولي.
لذلك لانذيع سرا حينما نقول إن هذه الجماعة الدينية اضاعت من يدها كل شيىء حينما اعتقدت بأن التخلص منه سوف يُخلي لها الجو ويمكنها من السيطرة على أنصاره وتجيرهم لمصلحة مشروع ولاية الفقية ( نسخة اليمن) لكنها وقعت في مستنقع صعب وهاهي تدفع الثمن غاليا وبنظرة سريعة يتجلى ذلك في:
- خسارة المؤتمر بكل ما يعنيه ويمثله .
-تلقيها هزيمة نكراء وخروجها المهين من كامل محافظة شبوة، التي خسرت في آخر معاركها (٥٠٠) قتيل(٤٠٠) أسير ومثلهم جريح.
- إخراجها من أربع مديريات في محافظة البيضاء هي :
(نعمان )، (ناطع)، (الزاهر) ، (الملاجم) والأوضاع هناك تمشي بخطى متسارعة نحو التحرير الشامل لهذه المحافظة الكبيرة والاستراتيجية ، الأمر الذي يعني خسارة (6)محافظات ترتبط بها وبجبهاتها.
- جبهة الساحل الغربي التي خسروا فيها، قبل زوال شمس رابع يوم من إغتيال الرئيس صالح، مديرية وميناء الخوخة ومعسكر أبي موسى الأشعري الهام، ثم مديرية التحيتا ومؤخرا مديرية حيس مع أكثر من (500) قتيل من عناصرهم و( 400) ما بين أسير ومُستسلم للمقاومة التهامية والجيش الوطني (الجنوبي)
- جبهة نهم،خسارة أكثر من (٣٠) موقعا عسكريا أهمها" تبة القناصين" والسيطرة على ثلاث جهات محيطة ب" نقيل ابن غيلان " الاستراتيجي والتوغل في مديرية أرحب، مع أكثر من (٢٥٠) قتيل وعشرات الجرحى.
- جبهة الجوف، التي تقدم فيها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية أكثر من (٦٠) كيلو متر دفعة واحدة ، ناهيك عن سيطرته الكاملة على مديريات المتون وخب الشعف الأكبر على مستوى اليمن،وقطع الطريق الدولي الرابط بين (الجوف -صعدة- السعودية) ، وإرسال أكثر من (٥٠٠) حوثي إلى جنتهم الخاصة مع ما يلزمهم من تفاح وفواكه ، اضافة إلى إستسلام وأسر المئات .
- جبهة البقع في محافظة صعدة، وهذه بدورها خرجت يوم الاثنين من قبضتهم بعد
خسارتهم لسلسلة جبال" أم العظم" الهامة والطريق الواصل بين (صعدة - البقع- السعودية) إلى جانب سلسلة الجبال والطرق التي كانوا يتسللون من خلالها إلى جنوب المملكة.
- جبهة لحج ،وهذه من جانبها تلقوا فيها صفعة جديدة تمثلت بطردهم( الاثنين) من جبال الحمام الاستراتيجية التي كانوا يتمركزون فيها، وأبرزها تلك المطلة على قاعدة العند.
بلا ادنى شك نستطيع القول: إن عمر هذه الجماعة في رمقه الأخير والمسألة مسألة وقت، وللأسف الشديد أن نتائج ممارساتها وأفعالها الكاريثية ستنعكس حتما على بقية الأسر " الهاشمية" خاصة وأن كل بيت يمني اليوم صار لديه ثأر معها بعد أن حرصت خلال وجودها الطارىء على أن يكون صراعها وتغولها في المجتمع وسطوتها عليه سلاليا وإستعلائيا، حيث مكنت أتباعها من رقاب الناس وحقوقهم وحياتهم وحرياتهم ووظائفهم ومصادر أرزاقهم ومصالحهم، اضافة إلى الزج بعشرات الآلاف من الأبرياء في السجون، مضى على معضمهم أكثر من عامين بدون محاكمات، كما قامت بتصفية العديد من الخصوم والدفع بمئات الآلاف إلى النزوح والهجرة خارج اليمن،اضافة إلى تكريس ثقافة الموت والعنف وتجويع وإهانة الملايين من المواطنين..لتتوج كل هذا بأم الجرائم (إغتبال قيادة المؤتمر) وتصفية وسجن وملاحقة أعداد كبيرة من المدنيين والعسكرين بذريعة اشتراكهم فيما تُسميه ( فتنة 2ديسمبر) التي اعطت لنفسها بموجبها صكا وشيكاعلى بياض للتنكيل بالمؤتمرين وأنصارهم.
ختاما :
إنتظروا أهم المفاجآت وأكثر الأحداث دراماتيكية وتحولات مثيرة في مسار الأحداث والمواجهات العسكرية وتبدلات المشهد..وكيف ومتى ستكون ساعة الصفر؟
عبدالكريم المدي