اخبار الساعة

هنادي ... الطفلة الصغيرة التي وضعت طفلا ولا يجد ثمة حليب في ثديها ليرضع وهل يرضع الطفل من طفلة (قصة مؤلمة)

اخبار الساعة - ا. عادل الشراعي بتاريخ: 25-01-2018 | 7 سنوات مضت القراءات : (6270) قراءة
هنادي ... طفلة تلد طفلاً .
 
هكذا كانت نهاية الجزء الاول من فصول حياتها الاكثر وجعاً .
فقد بدأ اول فصول حياتها برحيل والدها الناشط الحقوقي ع.ط.ا   الذي قتل في العام 2013م , تاركاً خلفة 6 ايتام ثلاثة ذكور وبنتين وهنادي الثالثة  وأم لاحول لها ولاقوه , تصبح وتمسي على استجداء طعام اولادها من الناس .
اصبحت هنادي يتيمة الاب في الحادية عشره من عمرها ومازالت دموعها وصوت نحيبها عند مقتل  والدها لاتبارح ذاكرتي وذاكرة كل من يعرفها .
عامان من اليتم مرت  ليبدأ الفصل الثاني من مأساة هنادي وهي في الثالثة عشرة من عمرها فقد كان الفقر والعوز ينتظرها في احدى منعطفات طفولتها ليقذف بها الى عالم آخر لم تتهيأ  له بعد فهناك الكثير من بقايا الالعاب والدمى التي جمعتها من اكوام القمامات تشغل خلدها الصغير .
تم تزويجها على احد أقارب والدتها بثمن بخس حاجة في دراهم معدودة وكانت هنادي الزوجة الثانية  .
اصبحت هنادي الطفلة المتزوجة برجل يكبرها بعشرين عاماً متزوج من قبلها ولدية اربع بنات يومين فقط من قتل طفولتها ليبدأ فصل مؤلم داخل الفصل الثاني من قصتها المأساوية وتظهر منعطفات اليمة في حياة هذه الطفلة اليتيمة .
يومين فقط من زواجها التعيس لتعيش شهرين عسل مر بطريقة المعاناة والعذاب والاتجار بالبشر فقد اخذها برفقة زوجته الاخرى وبناته الاربع ووالده واتجه بهم الى اقصى شمال اليمن ومن هناك الى الجبال بين اليمن والسعودية .
شهرين عسل مرير قضتها هنادي مشياً على الاقدام مع من كانت تعتقد انه زوجها و لكم ان تتخيلوا تفاصيل جبالها وبراريها ولكم ان تتخيلوا حجم المعاناة والجوع والعطش ولكم ان تتخيلوا قدميها الصغيرتين المنهكتين من المشي وتضيف هنادي كان زوجي يجبرني على حمل دبة الماء 20 لتر فوق رأسي وانا صغيرة لا استطيع حملها وتارة احمل احدى بناته الصغيرات .
كانت تعتقد هنادي انها ذاهبة الى الغربة لترتاح مع زوجها ومسالة التسول لاجدال فيها لكنها لم تكن تعلم انها ستتعرض للضرب والاهانات من قبل زوجها ووالد زوجها تقول هنادي كنت اذا رجعت من الجولات وفي يدي سبعمائة ريال او الف ريال سعودي يبتسم في وجهي واذا كانت الفلوس اقل من  ذلك لا انام الا وقد اشبعني ضرباً هو ووالده .
ثلاث سنوات من كفاح هذه الطفلة في اشارت الرياض تجمع المال وتعود به اليه الا انها كانت تخفي القليل من المال وتستعين بأحد اليمنين هناك لإرساله الى والدتها وبعدان اكتشف زوجها انها ترسل من محصولها الى والدتها واخوتها ذهب بها بكل وقاحة الى القاضي ليخيرها بينه وبين والدتها تقول هنادي قلت لهم اريد زوجي واريد ان ارسل لوالدتي فلدي اخوة ايتام الا انه صمم على ان تختار اما هو او والدتها فاختارت والدتها فقد تجرعت الكثير من الالم والوجع والضرب المبرح ولان زوجها قام بتحسين وضعهم جميعاً وحصلوا على اقامة زائر اثناء الفرصة التي منحتها السعودية للمجهولين  فقد قام بتسليم اقامتها للشرطة وقامت الشرطة بإيداعها سجن الترحيل وبعد اشهر تم ترحيلها الى منفذ الوديعة .
150ريال سعودي كانت بحوزتها اثناء وصولها منفذ الوديعة 
عادت هنادي الى منزل والدها المكون من حوش في احدى المؤسسات التعليميه  غادرته طفلة وعادة طفلة تحمل في احشائها طفلاً عادت مخلفة ورائها ثلاث سنوات عجاف ويااااال تلك السنوات العجاف .
ثلاث سنوات من اليتم والقهر والعذاب والضرب والتسول بين اشارة الرياض .
عادة قبل ثلاثة اشهرواخبرتني قصتها وسلمت لها مجموعة من الملابس  وها هي اليوم تضع طفلها الذي اسمته باسم والدها  الشهيد 
وضعته ولا يجد ثمة حليب في ثديها ليرضع وهل يرضع الطفل من طفلة .
وضعت طفلها ولا تجد حتى ثمن العلاج الذي تقرر لها بعد الولادة .
فهل سنكون لها  الصدر الحنون ولطفلها .
 
ا. عادل الشراعي
المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر
اقرأ ايضا: