مع هادي من اجل بلادي (3) .. تكريماً لقائد الوحدة
اخبار الساعة - محمد النظاري بتاريخ: 17-02-2012 | 13 سنوات مضت
القراءات : (2768) قراءة
محمد حسين النظاري
مع هادي من اجل بلادي (3) .. تكريماً لقائد الوحدة
- لن نمل ولن نكل من المناداة للسعي نحو التغيير السلمي عبر صناديق الانتخابات والتي ستشهدها بلادنا الثلاثاء المقبل الموافق للحادي والعشرين من فبراير، ابتداءً من الثامنة صباحاً وحتى السادسة مساء في جميع الدوائر والمراكز الانتخابية المنتشرة على التراب الطاهر للجمهورية اليمنية، فكما أن المشاركة واجب وطني، فالدعوة إليها والحث على التفاعل معها لا يقل وطنية من قبل الجميع.
- ونحن على عتبة أبواب التغيير، ذلك الموعد الذي سنسمي فيه رئيساً جديداً للجمهورية، ذلك هو الرئيس التوافقي المشير عبد ربه منصور هادي نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام، ومرشح كل أطياف اللون السياسي والنقابي والمدني في الوطن، فندعو الجميع إلى الالتفاف حوله، لأنه التفاف حول راية الوطن التي ستظل خفاقة وعالية في سماءه الغالية وأينما رفرفت من أنحاء المعمورة.
- الجمهورية اليمنية هذا المنجز الكبير الذي يسعى الجميع للمحافظة عليها داخلياً وعربياً وإقليمياً ودولياً، لإيمان الكل بأن الوحدة هي الخيار الأمثل للجميع تحت أي مسمى كان، اتحاد فيدرالي، أو كنفدرالي، فلنسمها ما شئنا، المهم أن يظل التراب اليمني موحداً أرضاً وشعبا وحكومة.
- ولأن الوحدة اليمنية منجز كبير ينبغي الحفاظ عليه، فإن من أسهموا في تحقيق هذا المنجز هم كبار بكبر الحدث ذاته، وعلى رأسهم فخامة المشير علي عبد الله صالح، ومن هذا المنطلق فإني وباسم الوفاء المعهود الذي يتمتع به المشير عبد ربه منصور هادي، والذي عهدناه منه، وتجلى وفاؤه في ظل الأزمة التي شهدها الوطن، نطلب منه بعين الرجاء إصدار قرار بإطلاق تسمية ( قائد الوحدة ) على فخامة الرئيس صالح ليصبح لكي يكون لقباً رسميا وشعبياً ينادى به في المراحل القادمة، تقديراً للأدوار الكبيرة التي صنعها الرجل لليمن.
- قد نتفق ونختلف على كثير من الأمور السياسية التي سادت فترة حكم الرئيس صالح سلبياته وايجابياته، ولكننا سنتفق بكل تأكيد مع سعيه الكبير ورفاق دربه في أن ترى الوحدة اليمنية النور، في سنوات شهد فيها العالم الكثير من الانقسامات والتغيرات، لتأتي الوحدة كبارقة أمل ليس لليمنيين فحسب بل للأمتين العربية والإسلامية، لا يستطيع احد أن ينكر جهود فخامته في تحقيق الوحدة الخالدة.
- إن تنازل الأخ الرئيس عن بقية فترته الانتخابية، جاء لإفساح المجال أمام الرئيس التوافقي، ليبدأ مرحلة تجديد وترسيخ الوحدة، بعد أن طرأت عليها في السنوات الماضية الكثير من الاختلالات عبر الممارسات الخاطئة من قبل البعض، والتي لا تمثل إلا توجهاتهم، وليست توجه الشعب التواق إلى أن يظل موحداً تحت سمائه وفوق أرضه، والانتخابات القادمة فرصة سانحة كي يتوحد جميع أبناء الشعب الواحد مع أصيل مدينة أبين الجنوبية، ليكون إيذانا بتولي الرئاسة لشخصية وطنية من المناطق الجنوبية.
- إن انتخاب رئيس من المناطق الجنوبية، رفقة رئيس للحكومة من نفس المنطقة، يوطد الوحدة الوطنية، ويرسل إشارات واضحة المعالم بأننا سائرون في الطريق الصحيح لمعالجة القضية الجنوبية تحت مظلة الوحدة اليمنية، فالمظالم التي يشعر بها إخوتنا في تلك المناطق لا يمكن حلها إطلاقاً بالانفصال، ولنا في انفصال جنوب السودان خير دليل، فما إن تشطر السودان حتى بدأت رياح الحرب تفرض نفسها بين البلدين، ولكن الحل يكمن في تصحيح مسار الوحدة.
- لهذا فإن أبناء المناطق الجنوبية مدعوون أكثر من غيرهم لممارسة حقهم الانتخابي، ذلك الحق الذي سيقود إلى تصحيح المسار الوحدوي، وسيعيد الحقوق لأصحابها، ولعل قانون العدالة الانتقالية هو الإطار الذي سيلتئم فيه شمل الجميع، ولذا فمن غير المنطقي ألا يشارك إخوتنا في المناطق الجنوبية في قول نعم للتغير، وقول نعم للمساواة وعدم الفاضلة بين احد على احد، سوى بما قدمه للشعب والوطن.
- أُدرك أن الانتخابات ستكتنفها الصعوبات رغم أنها ليست تنافسية، وأعي أن سلبيات فوضوية سوف ترافق سير بعض المراكز وهذا شيء طبيعي نتيجة افرازات ما حصل طيلة العام الماضي، ولهذا فإني لا أحبذ عودة فخامة الأخ الرئيس قبل الإتمام من العملية الانتخابية. نعم الوطن وطنه وما زال الرئيس الشرعي حتى تنصيب خلفه، ولكن المنطق يفرض ألا تكون عودته فرصة لمثيري الشغب، ومروجي الفتن من العودة مجددا لتلغيم الأجواء، ونسبها إليه، فيستطيع الأخ الرئيس تفويت الفرصة عليهم وممارسة حقه الانتخابي من موقع إقامته، وكما كان أول المدشنين لحملة نائبه الانتخابية، وحرصاً منه على إنجاح الانتخابات فضل السفر، ولنفس السبب نتمنى من فخامته ألا يتيح مناسبة لمن يريدوا تعكير الأجواء، وذلك عبر تأخير رجوعه إلى ما بعد الانتهاء من الانتخابات.
- كعادته يبقى الرئيس صالح خير من يقرأ الأحداث بصورة واقعية، وجديرة بالاحترام تلك القراءات، وتأتي قراراته منسجمة مع روح المرحلة، ولعل توجيهات فخامته إلى كافة مؤسسات وهيئات الدولة والحكومة والسلطات المحلية، وكافة مؤسسات القطاع العام والمختلط والخاص، بإنزال جميع صوره الشخصية من الميادين العامة والشوارع والمباني والمكاتب، ورفع صور نائبه المشير عبد ربه منصور هادي المرشح التوافقي لرئاسة الجمهورية، وهذا القرار دليل جديد على جديته في إنجاح الانتقال والآمن والسلس للسلطة، وهي العبارة التي بدأ الكل يلوكها، وهو أول من نادى بها، مع أنهم كانوا يسخرون منها، ولهذا فهو يستحق الشكر والتقدير .
- ولأن الوفاء هو من شيم الكبار، والرئيس الجديد منهم ، فإننا متأكدون بأن رجائنا لن يخيب في أن يصدر قراراً بتسمية المشير علي عبد الله صالح قائداً للوحدة، في بادرة ستلقى الاستحسان من الذين ما زالوا يحفظون للرجل مكانته وقدره، وهو الذي انقد البلاد بتحكيمه للعقل، وتجنيبه لها من حرب أهلية، ولعل الانتخابات التي نحن مقبلون عليها تشهد بذلك، فهو المنادي الأول لها، وكاد أن يدفع روحه في سبيل إرساء الانتقال الديمقراطي للسلطة، ولهذا فمن حقه أن نبادله الوفاء بالوفاء، وان نكرمه التكريم الذي يستحقه.
باحث دكتوراه بالجزائر
اقرأ ايضا: