محلل سياسي يمني يحذر المبعوث الأممي الجديد من تكرار أخطاء سابقيه
اخبار الساعة بتاريخ: 27-03-2018 | 7 سنوات مضت
القراءات : (3003) قراءة
ال رائد الجحافي، المحلل السياسي في جنوب اليمن، إن مارتن جريفيت، هو المبعوث الثالث للأمم المتحدة منذ اشتعال الحرب في اليمن، وأن نجاحه مرهون بتفادي الأخطاء التي وقع فيها السابقون.
وأضاف الجحافي، في اتصال مع "سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء 27 مارس/آذار 2018، أن المبعوث الأممي الجديد جاء تعيينه في منصبه هذا خلفاً للمبعوث السابق إسماعيل ولد الشيخ، ويعتبر ثالث مبعوث أممي إلى اليمن لبحث حل الأزمة اليمنية، وكان المبعوثان الأمميان جمال بن عمر وإسماعيل ولد الشيخ حاولا حل أزمة الصراع في اليمن ولم يتوصلا إلى نتيجة إيجابية "لأسباب كثيرة معظمها غير معلنة".
وتابع المحلل السياسي:
"قد نستطيع ملاحظة الإخفاقات والأخطاء التي شابت تحركاتهما، فكل منهما سلك ذات النمط في مهامه واختارا نفس الخارطة التي تمثل عَصب النجاح أو الفشل وتحدد مستقبل ما ستنتج عنه تحركات المبعوث الأممي، فالمبعوثان اختارا نقاط الانطلاق واستهدفا أطرافا بعينها للجلوس معها والاستماع إليها وفق برنامج وخطة معدين مسبقاً، حيث سار كل منهما على ذات البرنامج لتظهر النتيجة بالفشل مبكراً، إذ تم تجاهل طبيعة الواقع في الشمال والجنوب، بل تعاطيا مع الأزمة برمتها من منطلق خطوات تخضع لرغبات وميول سياسية لها اليد الطولى في الأزمة اليمنية، ولم يقدم أي منهما على دراسة الواقع حسب الظروف والمتغيرات والخصوصية السياسية والاجتماعية لكل من الشمال والجنوب من ناحية ولواقع الأزمة اليمنية من حيث العامل الخارجي الذي يمثل طرف رئيسي هام، وتبقى الأمور الأخرى التي أخفقا فيها نتاج للانطلاقة الخاطئة وخارطة التحركات التي قامت على ضوء ضغوط ورغبات أطراف خارجية، ليصبح مصير جهودهما الفشل، فالحرب استمرت ولا تزال والأزمة الإنسانية تتفاقم بشكل مخيف".
وأوضح الجحافي: "اليوم نحن أمام مبعوث جديد، وقد نتفائل خيراً منه إذا ما كان قد استفاد من أخطاء من سبقوه، ويتعزَّز التفاؤل بالمبعوث الجديد مارتن، لسبب واحد يتمثل في استغلاله السنوات الماضية لمحاولة دراسة وفهم طبيعة الواقع والأحداث اليمنية من خلال ممارسة أنشطة ما للمعهد الأوروبي للسلام، الذي عمل على تنظيم ورش عمل لمشاركين من الشمال والجنوب، وإن كانت عملية اختيار المشاركين قد جانبت الصواب وتم حصرها على فئة محددة في الجنوب ومثلها الشمال، إذ أن معيار الاختيار قد تم وفق رغبات الوسيط الذي أوكلت إليه مهمة ترشيح المشاركين، لكن لعل الخبراء في المعهد الأوروبي للسلام الذي كان مارتن يديره في وقت سابق قد استطاعوا فك بعض طلاسم وعقد الخصوصية اليمنية وكذلك الواقع الجنوبي ليقوم مارتن بجمع ما خلص إليه الخبراء من ورش العمل بالإضافة إلى تقارير المنظمات ومراكز الدراسات الأخرى وضمها لتجربة كل من بن عمر وولد الشيخ، ثم بلورة جميع تلك الأشياء وإخراجها على شكل خارطة جديدة له".
ولفت الجحافي، إلى أن "أبرز الأخطاء التي وقع فيها بن عمر وولد الشيخ، تتمثل في عدم توصيف المشكلة توصيفاً دقيقاً لمعرفة من هي الأطراف الحقيقية فيها هذاعلى المستوى الخارجي إذ لم يتعاطيا على أن دول التحالف وبالذات السعودية أصبحت طرفاً رئيسياً في الحرب وجرى التعاطي مع هذا الأمر من منطلق آخر إذ اعتبرا أن السعودية مجرد جهة تدخلت بمشروعية في الحرب من منطلق القانون الدولي، وإذ كان المبعوث الأول جمال بن عمر قد حاول التعاطي مع هذا الأمر بقوة لكنه تعرض لضغوط أدت إلى تنحيته من المهمة الموكلة إليه، فساق الأمر على شكل تقرير يشخص المشكلة أمام مجلس الأمن الذي تعاطى مع إحاطته تلك على اعتبارها مشكلة بحد ذاتها، وحاول تلافيها عبر المبعوث التالي إسماعيل ولد الشيخ، ولم يتعاط المبعوثان بأي إيجابية مع مشكلة الجنوب التي تعتبر هي المشكلة ومفتاح الحل في نفس الوقت.
ومضى بقوله: "يجرى التعاطي مع المشكلة الجنوبية باعتبارها مجرد مشكلة ثانوية مثلها مثل بقية المشاكل اليمنية التي فاقمت الأزمة وجرى الاعتماد على مزاعم المعالجات التي حملتها مخرجات مؤتمر الحوار اليمني، بالإضافة إلى أن كل منهما طرق أبواب محددة تحمل صفة تمثيل الجنوب نالت مشروعية صفتها من قبل أطراف في الحكومة اليمنية وأشخاص مقربين من الرياض وواشنطن، فأدى تجاهل وتجاوز المكونات الحراكية الجنوبية الفعلية إلى إرباك الجهود الدبلوماسية وتفاقم الأزمة وتطورها لتأخذ أبعادا أخرى جديدة قد يصعب حتى على غريفيت فهمها بسهولة، هذا ولكي ينجح الاخير عليه التعاطي بموضوعية وواقع مع مختلف القضايا والمؤثرات الخارجية والداخلية، مع الأخذ بعين الاعتبار تعدد وتنوع الطيف السياسي والثوري المتداخل وكذلك التركيبة الاجتماعية المعقدة وبالذات في الجنوب الذي يشهد حالة تعدد وتداخل المكونات وبسبب التدخلات الخارجية التي أحدثت حالة من التعقيد في المشهد الثوري".
اقرأ ايضا: