اخبار الساعة

فـــارس الأحـــلام استـــولى علـــى «تحويـــشة العـــمر»

اخبار الساعة - رباب جبارة بتاريخ: 11-04-2012 | 13 سنوات مضت القراءات : (3388) قراءة

لم تكن الفتاة الرقيقة الحالمة، تتخيل، وهي تخطو خطوتها الأولى، على درب الأمومة والحياة الزوجية، أنها تقف على شفا هاوية سحيقة، وفي قعرها حفرة من النار، وأن الخيانة ستلتف حول سعادتها كي تعتصرها، كما تعتصر أفعى أفريقية ضحيتها، ومن ثم تبتلعها على مرة واحدة.

طموحاتها لم تكن عالية السقف، إذ لم تحلم بفارس ذي مال كثير، يأخذها على صهوة حصان أبيض، وإنما ارتضت بفستان زفاف أبيض، ورجل تلوذ إليه، يقدم لها «السكنى» كما يقول القرآن الكريم، ومن ثم تنجب أطفالاً تغرس في نفوسهم القيم الأخلاقية الحميدة.

إنها فتاة متعلمة وذات وظيفة تدر عليها دخلاً لا بأس به، ممشوقة القوام، ذات وجه مستدير، ولها عينان يذوب فيهما العسل، وعلى الرغم من ذلك، فقد تأخر بها سن الزواج، وأصبحت عقارب الساعة عدوها الأول، الذي يعدو مسرعاً فوق أعصابها.

أخيراً التقت بشاب وسيم، عبّر لها تلميحاً عن ميله إليها، وتمكن بأن ارتدى قناع التهذيب والرقة والخجل، من استعمار مشاعرها، واستيطان قلبها.

تقاربا وتحدثا بالساعات، وتناقشا في إمكانية زواجهما، فطارت إلى آفاق السعادة على أجنحة الفراشات الملونة، ثم فاجأها بأنه لن يتمكن من الزواج بها، لأنه معسر مادياً، وفي حاجة لمبلغ لتأسيس مشروع سيدر عليه ربحاً، ومن ثم يتحقق الحلم الجميل، فما كان منها إلا أن أعطته من دون أية ضمانات، مبلغ 400 ألف درهم. أبدى رفضاً وتفيهق: لست الرجل الذي تنفق عليه امرأة.

أطرقت في حياء: لا فرق بيني وبينك، ستنجح وستحقق أرباحاً ومن ثم سترد المبلغ، اعتبره قرضاً من دون فوائد.

أخيراً أصبحت الأموال «تحويشة عمرها» في حوزته، وما هي إلا أيام حتى أشاح بوجهه عنها، وتبدد كسحابة صيف.

هذه القصة المؤلمة، هي واحدة من المآسي التي تعاملت لجنة المصالحة التابعة لدائرة محاكم رأس الخيمة معها مؤخراً، حيث استقبل موظفو اللجنة الفتاة المخدوعة، وجلست تروي بأنفاس مضطربة، صدرها يعلو ويهبط كمرجل يغلي.

وقعت في فخ صائد أموال يستغل أحلام الفتيات، ويختار ضحاياه ممن تأخر بهن سن الزواج من العاملات، فيستولي على أموالهن ويتركهن تائهات في بحار الحزن كالسفن العجوز التي خرقتها الأمواج والرياح.

ويقول عبد الله سليمان الشيبة الشحي نائب رئيس لجنة المصالحة في دائرة المحاكم برأس الخيمة: إن الفتاة التي تنتمي لعائلة طيبة لم تتخيل أنها ستقع ضحية لرجل يستغل احتياجاتها المشروعة إلى الزواج، وحلمها بإنشاء أسرة وإنجاب أطفال، رجل يستنزف كل ما تملكه من مال، لذلك لم تقم بأخذ أي إيصال أمانة أو أي دليل واضح يبين حقيقة فعلته، أو يمكنها من مطالبته مستقبلياً باسترداد أموالها.

يوضح الشحي أن لجنة المصالحة استدعت الشاب المعني وقامت بمخاطبة ضميره، واستحضار كل العواقب للظلم والخداع الذي اقترفه، وحذرته مما سيجنيه من عقاب في الدنيا والآخرة، فإذا به يعود عن غيه وظلمه، إلى أن استطاعت اللجنة تحريك ضمير الرجل الذي اعترف بالواقعة رغم إنكاره مسبقاً لها، واتفق مع اللجنة على أن يعيد للفتاة أموالها بالتقسيط.

وهكذا أنقذت الفتاة الجريحة من خسارة كل ما تملكه بعدما تبدد حلمها في الزواج.

 

المصدر : البيان الإماراتية
اقرأ ايضا: