اخبار الساعة

كيف تحاول مواقع إيران تشويه متظاهري العراق.. وماذا قالت عنهم؟

اخبار الساعة بتاريخ: 04-10-2019 | 5 سنوات مضت القراءات : (5592) قراءة
أطلق الإعلام الإيراني توصيفات مختلفة على التظاهرات الاحتجاجية التي انطلقت في العراق الثلاثاء الماضي للمطالبة بمحاسبة الفاسدين وتوفير فرص العمل وتحسين الخدمات.
 
ولا يبدو أن الاحتجاجات التي اجتاحت بغداد ومدن جنوب العراق تنسقها جماعة سياسية بعينها، إذا أنها لم تنطلق بدعوة من حزب أو زعيم ديني كما تجري العادة في بغداد، بل جمعت الغاضبين المحتجين على غياب الخدمات العامة والبطالة.
 
كما أن اللافت في تظاهرات أكتوبر أن معظم المشاركين فيها هم من جيل الشباب الذين ولدوا بعد عام 2003 وكثير منهم إما عاطلون عن العمل أو يعملون بأجور زهيدة.
 
لكن وسائل الاعلام الإيرانية أو تلك التابعة لجهات أو شخصيات عراقية ولبنانية مقربة أو مدعومة من إيران ترى في هذه التظاهرات محاولة لتقويض نظام الحكم في العراق "خدمة لمصالح وأجندات أجنبية".
 
فعلى سبيل المثال نشرت وكالة أنباء فارس على موقعها الالكتروني أخبارا ومقالات تشير إلى أن التظاهرات تضمنت أعمال عنف وتخريب وحرقا لمقرات حكومية وشن هجمات على قوات الأمن العراقية.
 
وكذلك اتهمت الوكالة الرسمية الإيرانية المتظاهرين برفع أعلام النظام السابق وحرق علم إيران دونا عن أعلام باقي الدول، بالإضافة إلى ارتباطهم بدول إقليمية وغربية تحاول تنفيذ انقلاب عسكري في العراق.
 
أما وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء فقد تجاهلت تغطية التظاهرات حتى فجر الجمعة حينما نشرت فحوى كلمة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي من دون الإشارة إلى ما جرى قبل ذلك.
 
وكذلك نشرت الوكالة خبرا بعدها بساعات قالت فيه إن خطيب جمعة طهران محمد إمامي كاشاني اتهم الولايات المتحدة وإسرائيل بإشعال التوتر في العراق لعرقلة مراسم أربعينية الحسين التي تعد من أهم المناسبات الدينية لدى الشيعة وتقام في وقت لاحق من الشهر الجاري.
 
قناة العالم الإخبارية الإيرانية الناطقة باللغة العربية من جهتها نشرت مقالا قالت فيه إن "اليد" التي تحرك التظاهرات في العراق "مدعومة بشكل مباشر وكامل من سفاراتي الولايات المتحدة وبريطانيا والقنصلية السعودية في العراق".
 
 كما اتهمت المتظاهرين برفع شعارات "مستفزة بالنسبة لملايين العراقيين، والدعوة إلى طرد إيران وترحيل مراجع الدين الأربعة من النجف بوصفهم أجانب، ومنع الزيارة الأربعينية".
 
الاتهامات التي طالت المتظاهرين لم تقتصر على وسائل الاعلام الإيرانية بل صدرت من وكالات ومواقع تدار من قبل جهات عراقية مقربة من إيران.
 
ونشر موقع براثا الإخباري تقريرا مطولا قالت إنه يوضح أسباب اندلاع التظاهرات في العراق والجهات التي تقف خلفها.
 
الجيش الأحمر
 
وإلى جانب الاتهامات المشابهة التي ساقها التقرير للمتظاهرين بتلقي الدعم الخارجي وغيرها، إلا أنه ذكر أن هناك "مجاميع مرتبطة بالجيش الأحمر تقوده جهة يهودية أميركية مقرها في شمال العراق" تقف خلف التظاهرات.
 
كذلك حاول التقرير إعطاء صبغة طائفية على ما يجري من تظاهرات من خلال الحديث عن "وجود قيادات في حزب البعث تتجمع في مناطق داخل بغداد معظمها ذات غالبية سنية من اجل تقديم دعم عسكري للمتظاهرين".
 
وكان المحلل السياسي هيثم الهيتي قال في حديث لموقع الحرة إن هناك "جهات متضررة وقلقة من الاحتجاجات في العراق تحاول أن تشوه أو تشيطن التظاهرات".
 
ومن بين هذه الجهات حسب الهيتي "الميليشيات المرتبطة بإيران والتي تعمل من أجل مصالح طهران"، مضيفا أن "هذه المظاهرات هي الأخطر على الوجود والنفوذ الإيراني داخل العراق".
 
وتدور الاحتجاجات حول تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وتحدث وقائعها أساسا في بغداد والجنوب الذي يغلب عليه الشيعة لكن تتداخل فيها خطوط عرقية وطائفية، كما أن الغضب موجه لطبقة سياسية لا لطائفة بعينها، وهو ما يناقض تقرير موقع "براثا".
 
وتختلف هذه التظاهرات عن الاحتجاجات التي وقعت في العامين 2012 و2013 واستغلها تنظيم داعش في كسب التأييد في صفوف سكان المحافظات الغربية (الأنبار ونينوى وصلاح الدين).
 
وعلى الرغم من أن الواقع الخدمي والاقتصادي في هذه المحافظات هو ذاته في باقي مناطق العراق بل ربما يكون أسوأ، إلا أن السكان في تلك المناطق فضلوا البقاء بعيدا عما يجري في بغداد ومدن الجنوب.
 
لكن الكثير من شباب الموصل وغيرها من المحافظات الغربية لديهم أسبابهم لتجنب التظاهر في مناطقهم أو حتى اعلان التضامن مع المتظاهرين، وفقا لناشطين.
 
وذكرت صفحة عين الموصل على فيسبوك في تدوينه إن أهالي الموصل يخافون من اتهامهم بالولاء لتنظيم داعش في حال عبروا عن رأيهم فيما يجري في بغداد وباقي مدن العراق.
 
وحتى الآن قتل نحو 46 شخصا وأصيب أكثر من ألف اخرين خلال التظاهرات، حيث سقط معظمهم في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.
 
وتم فرض حظر التجول في عدد من المدن، وأغلقت السلطات الطرق المؤدية من الشمال والشمال الشرقي إلى العاصمة وأرسلت تعزيزات إلى شرق بغداد ذي الكثافة السكانية العالية.
 
كما تم أرسال قوافل عسكرية إلى الناصرية وهي المدينة التي شهدت أكثر أعمال العنف كثافة.
اقرأ ايضا: