مهلة 12 ساعة أمام الحوثيين للانسحاب من ضواحي صنعاء
اخبار الساعة - عرفات مدابش بتاريخ: 04-07-2014 | 10 سنوات مضت
القراءات : (11128) قراءة
أمهلت اللجنة الأمنية العليا في اليمن، أمس، المسلحين الحوثيين مهلة نصف يوم للانسحاب من منطقة همدان شمال غربي العاصمة صنعاء، قبل التدخل العسكري، في الوقت الذي أعطت فيه الحكومة برئاسة محمد سالم باسندوة تعليمات واضحة لقوات الجيش والأمن باستخدام القوى ضد المجاميع التخريبية.
وشن مسلحون يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة، هجوما صاروخيا على مبنى المجمع الحكومي بمحافظة البيضاء الذي يضم مكتب المحافظ والوكلاء والإدارات الحكومية المهمة، إضافة إلى الهجوم على منزل وكيل المحافظة، ما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة ستة آخرين.
وأشارت مصادر في صنعاء إلى أن اللجنة الأمنية أمهلت الحوثيين اثنتي عشرة ساعة للانسحاب من المواقع التي يتمركزون فيها في منطقة همدان التي تبعد بضعة كيلومترات عن صنعاء التي استولوا عليها وأسسوا تجمعا عسكريا عقب قتال شرس مع قبائل المنطقة الموالية للحكومة، دون توفر المزيد من المعلومات حول وقت المهلة بالتحديد.
وقالت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» إن المهلة التي أعطتها اللجنة الأمنية العليا، وهي أعلى جهة أمنية في البلاد، جاءت بعد الهجوم العنيف الذي نفذه الحوثيون على بعض المناطق في همدان، في سياق محاولاتهم المستمرة للسيطرة على الجهتين الشمالية والغربية للعاصمة صنعاء، حيث لديهم جبهات مفتوحة في محافظة عمران ومنطقة أرحب بشمال صنعاء، إضافة بني مطر في طريق الحديدة - صنعاء غربا.
وفي السياق ذاته، وجهت حكومة الوفاق الوطني وزارتي الدفاع والداخلية بعدم «التهاون في استخدام القوة إذا لزم الأمر، ضد كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار الوطن والسكينة العامة للمجتمع»، وذلك في إشارة إلى الحوثيين أو من يعرفون بـ«المخربين» الذين يقطعون الطرقات ويحتجزون القاطرات التي تنقل صهاريج النفط ومشتقاته إلى العاصمة والمدن الرئيسة، وكذا من يقومون بتفجير محطات الكهرباء وأنابيب النفط، وهي الأعمال التي تزايدت بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
وقال بيان صادر عن اجتماع لمجلس الوزراء إن الحكومة «تدعم المؤسسة العسكرية والأمنية في كل إجراءاتها لتعزيز الأمن والاستقرار وضبط المخربين والمجرمين والإرهابيين وقطاع الطرق الذين يمسون بأفعالهم الإجرامية والتخريبية حياة ومعيشة وأمن المواطنين واستقرار المجتمع»، وأشارت إلى «أهمية تشديد الحراسة على المنشآت والمصالح العامة والخاصة لتفويت الفرصة على الساعين لزعزعة الأمن والاستقرار من المخربين والإرهابيين»، وناشدت أبناء الشعب اليمني الوقوف «صفا واحدا في مواجهة المخربين الذين يكدرون صفو حياة الناس اليومية، وكل من يدعمهم أو يقف وراءهم أو يتستر عليهم».
وكانت حملة عسكرية تمكنت من فتح طريق صنعاء - مأرب، ومن الإفراج عن عدد من الناقلات المحملة بالمشتقات النفطية التي كانت تحتجزها مجاميع قبلية، كما تمكنت حملة عسكرية مماثلة من فتح طريق الحديدة - صنعاء والإفراج عن ناقلات مماثلة، في الوقت الذي تشهد فيه معظم الطرق المؤدية إلى العاصمة عمليات تقطع.. الأمر الذي أدى إلى توقف حركة السير في ظل الانقطاع شبه التام للكهرباء عن العاصمة والمدن وانعدام المشتقات النفطية.
في موضوع آخر، شنت عناصر يعتقد بانتمائها لتنظيم القاعدة، أمس، هجوما صاروخيا على مبنى المجمع الحكومي برداع في محافظة البيضاء الذي يضم مكتب المحافظ والوكلاء والإدارات الحكومية المهمة، إضافة إلى الهجوم على منزل وكيل المحافظة، ما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة ستة آخرين. لكن مصدرا عسكريا يمنيا أفاد بأن وحدات من القوات الخاصة تمكنت من التصدي لذلك الهجوم، مشيرا إلى مقتل عنصر من المهاجمين وإصابة ثلاثة من عناصر الأمن.
وقال عبد الله ناصر الذهب مدير مكتب المحافظ، في رداع، لوكالة الأنباء الألمانية، إن من قام بذلك الهجوم هم أفراد ينتمون إلى تنظيم القاعدة، مشيرا إلى أنهم زرعوا صواريخ مؤقتة في مدرسة جمعان المحورية الواقعة بالقرب من المجمع الحكومي والأمن العام. وأوضح الذهب أن تلك الصواريخ زرعت في جهتين، حيث انفجرت الصواريخ الواقعة في الجهة المقابلة للمجمع، بينما بقيت الصواريخ في الجهة الأخرى المقابلة للأمن العام كما هي إلى أن وصلت الجهات الأمنية وقامت بإبطال مفعول تلك الصواريخ.
وتزامن الهجوم مع آخر شنه عناصر يعتقد بانتمائها لـ«القاعدة» على نقطة أمنية قرب مطار سيئون التابعة لمحافظة حضرموت جنوب اليمن. وتأتي تلك الهجمات في الوقت الذي يطارد فيه الجيش اليمني أوكار تنظيم القاعدة في عدة محافظات جنوبية منها أبين وشبوه منذ نهاية أبريل (نيسان).
وقتل خلال النصف الأول من العام الحالي 374 عسكريا من الجيش وقوات الأمن في اليمن، وذلك في المواجهات مع تنظيم القاعدة ومع الحوثيين (أنصار الله) وفي اشتباكات واغتيالات أخرى متفرقة.
المصدر : الشرق الأوسط
اقرأ ايضا: