ما الذي يحدث في اليمن من قبل الحوثي، وكيف يحدث؟

هناك حالات ترقب وقلق مما يحدث في صنعاء هذه الأيام من مسيرات للحوثيين وتصعيد ومرحلة اولى ومرحلة ثانية وثالثة .. الخ، وهو ما أحدثت بالفعل حالة من الخوف والقلق والترقب، خاصة في ظل التصعيد المستمر من قبل الحوثي والتسهيل المتواصل من قبل الدولة، لكن "ما الذي يحدث في اليمن من قبل الحوثيين، وكيف يحدث؟" وهو ما سنورده في التحليل الآتي:

حقيقة ما يحدث باليمن الآن هي ثورة مضادة يقوم بها الحوثيون بدعم كامل من نظام صالح السابق، وحتى من النظام الحالي بقيادة هادي نفسه.

الثورة المضادة تأتي الآن بنفس أساليب ثورة 2011 من قبل المعارضة آنذاك والتي كانت مشاركة في العملية الديموقراطية، وانتخابات، رئاسية كانوا قد اعترفوا بها، وبنفس اساليبها من مسيرات واعتصامات، وحشود الجمعات، وخطبها، وأيضا دعوات العصان المدني، وقطع الطرقات.. الخ.

في عام 2011 بدأت في ساحة التغيير وتطورت إلى جولة سيتي مارت والشهداء، والزراعة، إلا أنها كانت تواجه بقمع عنيف من قبل سلطات النظام السابق في كل مسيرة تخرج من الساحة، إلا أنها اليوم تسير بكل سهولة ويسر، دون قمع او اعتراض ودون رفع مخيمات، او قناصة أو غيرها.

الظاهر في هذه الثورة المضادة ان المستهدف منها هم المعارضة، والتفرد بالإصلاح دون غيرهم، فالإشتراكيين والناصريين تحالفوا جميعاً مع الحوثي وصالح، من اجل التفرغ للإصلاح وتدميره، وإقصائهم، خاصة بعد حملات إعلامية استمرت سنوات ضدهم، وكأنهم من يدير اليمن.

ومن الواضح في الثورة المضادرة الآتي:
1- تحكم صالح الكامل بالحوثيين من خلال الوثوق بهم بالدخول إلى صنعاء، واستعداده تسليمها لهم، وتذليل كافة الصعاب.
2- تواطؤ كبير للرئيس هادي، لأنه من جلبهم إلى العاصمة صنعاء خاصة بعد أن أزال كافة العراقيل التي كانت تقف أمامهم في عمران وهمدان وغيرها من المناطق المحيطة بالعاصمة، ايضا سكوته عن نصب مخيماتهم بالقرب من الوزارات الهامة، والسماح لهم بالتصعيد اكثر فأكثر.
3- استغلال الدعم الخليجي ضد الإخوان والغضب تجاههم، ساهم في تغلغل الحوثي بشكل اكبر باليمن، وتنفيذ مخططاته.
4- استبعاد مواجهة الدولة مع الحوثي، ومحاولة إدخال الإصلاح لمواجهته، وهو ما لا نامله، لان لدى الحوثيين تسهيلات كبيرة من النظام السابق والحالي، من أسلحة ومعدات، وسكوت للجيش.

لذا فمن خلال ما سبق يظهر ان ما يحدث حالياً في اليمن هي ثورة مضادة يقودها صالح بإسم الحوثيين للانتقام من خصومه، وبنفس أدوات ثورة 2011م واساليبها، إلا ان هذه الثورة المضادة