الحكمة والمنطق هل لهما لسان ينطق ؟
هل تهديدات الجندي بدخول اليمن في حرب اهلية في حال إعلان مجلس وطني يوم 17 رمضان موعداً لانعقاد الاجتماع التأسيسي للجمعية الوطنية التي "ستشكل الحاضن الوطني للثورة الشعبية وستختار من بينها مجلساً وطنياً يتولى قيادة قوى الثورة.
ويكون تكوين هذا المجلس نتيجة طبيعية لتراجع العملية السياسية وفشل مبادرات الوساطة الإقليمية والدولية لإنهاء التعنت من قبل النظام و أعوانه في نقل السلطة بمعية استمرا التوتر والاشتباكات القائمة بين قوات الحرس الجمهوري والقبائل المسلحة في أكثر من مكان في اليمن .
وبالرغم من ذلك يكون هذا الأجراء جاء متأخراً بعد انتقادات وجهت إلى المشترك من قبل شباب الثورة في الساحات واتهام المشترك بعرقلة سير الثورة و تحقيق أهدافها .
وقد صدر بيان من قبل اللقاء المشترك في بيان إن المجلس الوطني يقوم بتولى «قيادة قوى الثورة واستكمال عملية التغيير الثوري والسياسي وتلبية تطلعات اليمنيين وفي مقدمتها شباب وشابات الثورة نحو الدولة المدنية الحديثة، دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية لتفتح أمام اليمنيين أفق إعادة صياغة مستقبلهم المأمون وربما يمكنهم من اللحاق بركب العصر».
بالرغم من البيانات والتصريحات والتسريبات الإعلامية من هنا وهناك إلا انه يبدوا انه لا انفراج يلوح في الأفق لان المناورات السياسية والمبادرات تلقى جمود كبير من قبل النظام وعدم وجود رغبة حقيقية في تجنب البلاد من شرور الحروب والفتن التي تضر باليمن وطنا وشعبا .
وبذلك يكون خيار المواجهة المسلحة أصبح في قائمة الحلول أو على الأقل الأقرب إلى الظهور بشكل شامل وهذا ما يناقض مبدءا ثورة الشباب الذين يرفضون هذا النهج و يرفضون وجود حلول وسط تحت مسمى تسوية سياسية تعطل مطالب أهداف ثورتهم الوطنية .
ربما يكون مؤشر التصريحات التي صدرت خلال الأسبوع المنصرم من قبل الشيخ /صادق الأحمر وتعهده أمام مجلس قبلي بألا يحكم علي عبدالله صالح ما بقي هو حياً وهذا يوحي وكأن المسألة عبارة عن أمر شخصي وتصفية حسابات خاصة ان الشيخ صادق وعلي صالح كان تحت سقف واحد في منظومة نظام عائلي طالما جعلت هم الشعب اليمني في المؤخرة هذا إذا تمعنا في فحوى التصريح الذي لم يذكر صمود ونضال للثوار الشباب في الساحات طوال ستة أشهر ماضية وهذا يضع كثير من الإستفهامات تجعل الكثير يقول ان دخول الشيخ صادق كقوة قبلية كانت في الماضي مع النظام لم تنحاز إلى صف الثورة وتقدم نفسها كحامي للثورة إلى من اجل تصفيات حسابات داخلية تحت غطاء الثورة .
وبالرغم من الرسالة التي جدد الشباب توجيهها لكافة الأطراف برفض الدفع بثورتهم السلمية نحو العنف المسلح وأقاموا لها جمعة 12/8/2011م تحت اسم جمعة ( سلمية حتى النصر) .
فمواجهات حالات الحرب اليومية بين القبائل و القوات الحكومية في نهم وأرحب وتعز وعودة التوتر والحشود وحفر الخنادق في الحصبة بالعاصمة صنعاء بين القوات الموالية للنظام وأبناء الشيخ الأحمر أن يعود للانفجار .
وكل هذا يجري والاتهامات المتبادلة بتورط عناصر إرهابية متطرفة ومحسوبة على اللواء علي محسن الأحمر لم يتوقف الأمر عند هذا بل وصلت إلى مرحلة التصفيات والاغتيالات والخطف التي تم التحذير منها مسبقا وهذه المرة طالت صفوف الجناح العسكري وبشكل واضح وأخرها في محافظة عمران الشهيد المقدم الغرباني .
ونجد مسلسل التصفيات ظهر مجددا بعد تصريح أركان الحرب الأمن المركزي بكسر كل عنق من أراد الإطاحة بعلي صالح .
فما اجراءات قطع الكهرباء وباقي الخدمات الاساسية على الشعب في ظل عقاب جماعي مبرمج الا جزء من الأساليب العقابية للشعب اليمني واثارة كثير من المشاكل في الجوف وابين وارحب ونهم وغيرهما لكننا نتفاجاء بأمر جديد وهو ما أخذت الأحداث في المحافظات الجنوبية ونخص هنا محافظة حضرموت في حادثة سيئون والتي تعود بنا الى مسارها السابق في التغذية العدائية نحو كل ما هو شمالي وهو الوضع الذي كان اختفى نهائيا مع انطلاق الثورة الشبابية المطالبة بالتغيير.
فكان الشرارة من مدينة الشحر حيث وقعت اشتباكات بين مواطنين على أساس مناطقي وأسفرت عن مقتل ثلاثة وإصابة آخرين وهو ما أسفت الهيئة الاستشارية لمجلس حضرموت الأهلي لوقوعه .
وقالت إن ذلك "تطورٍ دامٍ ومؤسف للأحداث المؤكدة لحالة الانفلات الأمني والفوضى التي تشهدها محافظة حضرموت في ظل الأزمة الراهنة التي تعصف بالبلاد".
مطالبة "السلطة المحلية بإخراج كافة اسواق القات من المدن والتجمعات السكنيّة بشكل رسمي".
وبحسب المصادر فإن الاشتباكات والصدامات أخذت منحى مناطقي وقعت عقب مقتل محمد صالح الغرابي وجرح آخرين برصاص باعة القات وهم من محافظات شمالية والمعروف ان اغلب باعة القات هم عبارة عن منتسبي الامن المركزي والذين لهم علاقة بالنظام ويعمل ايضا بعضهم بازدواج وظيفي بين جهاز الامن القومي والامن المركزي .
فأثناء مظاهره شارك فيها القتيل محمد صالح الغرابي مطالبا الأمن بإغلاق سوق القات ومنع بيعه. تبادل المتظاهرون وباعة القات إحراق محلات تابعة لأناس من الجانبين، وفيما أغلق المحتجون سوق القات، أغلق باعة القات سوق الخضار كردة فعل انتقامي و تقوم قوى الأمن في إطفاء الحرائق، وتحاول فك الاشتباك .
وفي ظل صمت مخيف وسثير الشكوك حول دور الاجهزة الاجهزة الامنية والادارة المحلية للمحافظة ومديرية سيئون والشحرإضافة إلى الإثارة من قبل بعض الناشطين الجنوبيين الذين يحسب بعض عناصرهم المندسة بين اجهزة الامن القومي حتى للاسف الشديد وصل الأمر الى التحريض عن طريق منابر المساجد وما قاله احد خطباء المساجد المدعو باقطبان لا يرقى بأئمة المساجد الذين من واجبهم توحيد الصف وتحكيم العقل والمطالبة بالعدل لمن أهدر حقه دون توسيع الشقاق والكراهية بين أبناء اللحمة الواحدة وقد أمرنا الله ورسوله بعدم إيقاظ الفتنة ... وهذه التصرفات الغير مسئولة يضعنا في جبهة جديدة في اليمن وهي جبهة شحناءِ وكراهية تحصد مزيدٍ من الاحتقان والاستعداء على أساس مناطقي مقيت ونتن ويهدد السلمَ الاجتماعي بسبب غياب السلطات وسكوتها المريب في ضبط ميزان العدل والنظام وترك الأمور على مصراعيه دون حساب وعقاب لكل من يرتكب جريمة جنائية تحدث بين أبناء القرية الواحدة والبيت الواحد خاصة أن اليمن تمر في ظل ظروف حساسة و حضرموت محافظة لها خصوصية فيوجد بها قوات من الجيش توالي الثورة وهذا ما نريد أن ننبه لمن يكيدون ويحيكون الفتن لأهلها طوال ثلث قرن من الزمان . و ما نريد أن نتوجه به هو أن يحكم العقلاء ضميرهم ويخافوا الله في وطنهم وشعبهم وعدم ترك مجال للأيادي الخبيثة في شق السلم الاجتماعي مما يساعد في تعكير الصفو العام وسفك الدماء وعدم احترام قدسية رمضان والجميع يعلم أن أهل حضرموت يضرب بهم المثل و الحكمة .
ولا يرضينا سفك قطرة دم يمني فمن قتل يعاقب ويحكم فيه شرع الله وهو خير مرجع للجميع فلا نحول ونحور الأمور عن مجراها ونضع أنفسنا لقمة صائغة في شرك وفخ الفتنة المناطقية التي ظل يراهن عليها علي صالح ونظامه .