جوجل بلس .. عندما يصبح جوجل تابعاً وليس متبوعاً
اخبار الساعة - سوالف بتاريخ: 03-02-2012 | 13 سنوات مضت
القراءات : (3169) قراءة
لم أضبط نفسي غير متحمس لأي من مشروعات جوجل التي تملأ فضاء الانترنت طولاً وعرضاً ، مثلما هي الحالة مع شبكة جوجل الاجتماعية : جوجل بلس .
جوجل بلس التي ولدت من رحم الرغبة في ايقاف زحف شبكة اجتماعية أخرى ، هي الفيس بوك ، لم تستطيع حتى أن تثير شهيتي في الكتابة عنها بهذا الفيض الذي ربما تناله منتجات اخرى أقل شهرة من جوجل .
استطيع الان وبعد انضمامي للشبكة منذ اطلاقها في الايام الاخيرة من يونيو الماضي أن أقول وبكل صدق أن جوجل ربما وللمرة الاولى في تاريخها تتعامل في جوجل بلس بمنطق التابع ، و بنظرية رد الفعل ، على عكس كل تلك الاعمال التي نالت فيها جوجل الريادة ، حتى ولو كانت أفكار قديمة .
جوجل بلس وبكل وضوح ودون مواربة ليس سوى مشروع تسعى جوجل من خلاله الى “ضرب” شعبية الفيس بوك لو صح التعبير ، كما تسعى من خلاله الى تقليص الفارق “الرهيب” الذي بدا انه يتسع تدريجيا ، في عدد الصفحات المعروضة ، وحجم الاستحواذ على الاعلانات في الفيس بوك ، بالمقارنة بأي موقع أخر على شبكة الانترنت ، بما فيها مواقع جوجل نفسها .
بإختصار الأمر يبدو وكأنه صراع تجاري ، له شقّ نفسي ، حيث وجدت جوجل أن استمرار سحب البساط من تحت قدميها ، كشركة مهيمنة على شبكة الانترنت ، قد بدأ بالفعل ، فجاء جوجل بلس .
ولعل أبرز أخطاء جوجل ، خلال المرحلة السابقة ، في ادارتها لجوجل بلس ، هو إيمانها المطلق أن الأمر لا يتعدى كونه معادلات رقمية ، فبات جوجل في هذه الجزئية أشبة ببعض عقليات الويب ماسترز العربي ، الذين يسعدون كثيرا وجداً بعدد المسجلين في منتدياتهم ، دون النظر لحجم الاضافة الفعلية لكل هؤلاء المنضمين الجدد .
فعندما أنظر الى أخر قرارين لجوجل فيما يتعلق بجوجل بلس ، الاول الخاص بربط إنشاء حسابات جوجل بحتمية الاشتراك في بلس، و الثاني المتعلق بخفض سن الاشتراك في الشبكة ، لا يمكننى وقتها الا التأكد من أن جوجل يقلقها كثيراً وجداً كل هذه الزيادات في أرقام أعضاء الفيس بوك التي وصلت الى 800 مليون دفعة واحدة ، وترغب في تقليص هذا الفارق الرقمي في أسرع وقت ، دون الالتفات الى أي شيء أخر .
لست من هواة الفيس بوك بصورة عامة ، ولكن لا يمكنني أن أنكر انه قاد ثورة الشبكات الاجتماعية الجديدة بنجاح ساحق ، وأكاد أجزم أن محاولات جوجل لزعزعة مكانته ، ستذهب أدراج الريح ، خصوصا بعد أن تجمّدت أفكار جوجل عند خانة رفع أعداد المستخدمين ،دون أي إضافة حقيقة ملموسة لفكرة وفلسفة الشبكات الاجتماعية .
سر نجاح الفيس بوك هو امتلاك ادارته لخريطة طريق حقيقة ، وخطة بالغة الدقة تنفذ في نقاط زمنية محددة ، فلا يمكن أن تشعر انهم مجرد رد فعل ، على عكس جوجل بلس الذي أشعر أحيانا انه يحتاج الى خريطة طريق حتى للتعامل معه ، على الرغم من كل هذا الجهد الذي تبذله جوجل لتسخير كل خدماتها المختلفة في التسويق له.
اقرأ ايضا: