أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

التحرش اللفظي والمعاكسات .. من المتسبب فيه (الشباب) أم (الشابات) "تحقيق"

- بشرى عبدالرحمن الغيلي

يلاحظ هذه الأيام انتشار سلوكيات لم تكن موجودة في مجتمعنا وإن وجدت فكانت بصورة نادرة، أما في الفترةِ الحالية فقد بدأت تشكل ما يطلق عليه بالظاهرة.. وذلك مؤشر خطير يدل على إفلاس بعض الشباب من الجنسين.. ومن خلال طرح هذا الموضوع على مجموعةٍ من الشباب والشابات ومحاولة معرفة من المتسبب في مثلِ تلك السلوكيات.. فالشابات أرجعن السبب إلى الشباب؛ والشباب ألقوا باللّوم على الشابات.. صحيفة (الجمهورية) اقتربت منهم جميعاً وطرحت آراءهم بحيادية مطلقة.. وطرحت تساؤلاتها للشابات والشباب فخرجنا بالحصيلة التالية..

البالطوهات المطرزة..
ليلى (طالبة جامعية) بدأت حديثها: أقولها لكِ بالفم المليان هن السبب؛ وكانت تشير لي بيدها إلى بعض من يمررن بباحةِ الكلية. وأضافت: ألا ترين أن بالطوهاتهن تحتاجُ بالطوهات تسترها؛ فمشيتهن وحركاتهن تدعو كل ضعيف إيمان أن يتحرش بهن بألفاظه.. وهن من يضعن أنفسهن في ذلك الموضع والمرء حيث يضع نفسه..

ـ وعن ما إذا ما تعرضت لمضايقة أحدهم كيف يكون موقفها أردفت: صحيح أنني لا أحب ما يسمى بــ (الموضة أو الفوضى) كما ترين ألبسُ باحتشام؛ ولذلك نادراً ما أتعرض لمثل تلك المواقف.. وفي حال تعرضت للموقف لا أعطيه أكبر من حجمه وكأنني لم أسمع..

 وختمت ليلى: الحل يكمن باستيعاب العاطلين وملء أوقاتهم بما يشغلهم بأنفسهم وكما قيل: فكلك عورات وللناس ألسنُ.                  

عدم التربيـــــــــــة
أنا أرى المتسبب الأول هم الشباب.. بذلك بدأ حديثه عبدالرحمن يحيى الدبا (طالب جامعي). ويستدرك: لا أعنيهم جميعاً وإنما أخصُ من يقعون في تلك السلوكيات.. والشابات لهن دور في ذلك فخروج البنت من بيتها متبرجة مزينة تلفت النظر بلبسها وحركاتها مما يعطي للشباب اللاواعي الفرصة بالتحرش اللفظي.

ـ وعن شعوره كشاب عندما يشاهد مثل تلك المواقف يضيف: أشعر بالخجل عندما أرى بعض الشباب يتحرشون بالبنات وأشعر بعدم وجود التربية لديهم.. والأدهى عندما يشاهد الشخص بعض البنات يبدأن بالكلام الساقط مع الشباب في هذه الحالة أنا لا ألوم الشباب؛ وإنما الشابات..

ـ ويختم عبدالرحمن: لا يوجد حل عملي لمثل هذه السلوكيات غير التربية الحسنة فبوجودها تختفي هذه السلوكيات في مجتمعنا كونه مجتمعا محافظا وهم قلة الذين يقعون في تلك التصرفات المنافية للعادات والقيم النبيلة.. وهداهم الله جميعا.

كائنات أقل شعور..!!
منال الأديمي (كاتبة صحفية) ترى أن المتسبب هم الشباب.. وبررت ذلك: إننا في مجتمعٍ قبلي وبيئة محافظة لا يكاد أن يكون فيها للمرأة صوت وإن علا صوتها رداً على تحرشٍ تعرضت له، فإن اللوم حتماً سيعود عليها وإن كانت محقة.. وتضيف منال: كفتاة لم يسبق أن تعرضت لهكذا موقفا، وإن حدث وتعرضت له فسأكتفي بالصمت واللامبالاة لما ذكرتُ لكِ سابقاً، والحل لمثل هذه السلوكيات يعتمد على التنشئة؛ إذ ينبغي تربية أطفالنا على الاحترام المتبادل وقبول كلا الجنسين للآخر دون الانتقاص وتحديدا الشباب الذكور، الذين هم غالباً يعتبرون الإناث كائنات أقل شعورا وفاعلية.. بتلك العبارة ختمت رأيها منال.    

حيوانات بثياب بشر..!!
التحرش اللفظي أو ما يسمى (بالمغازلة) بات يشكل ظاهرة ذات أبعاد نفسية وتربوية متعددة تعبر عن صاحبها، بذلك الطرح بدأ حديثه محمد نبيل عبد المغني (طالب جامعي) وأضاف: كما أنها تعكس صورة الأخلاق والصفات التي اكتسبها.. وكذلك تعكس صورة الأهل وطريقة تربيته.

ـ ويضيف محمد: ما أود إيصاله هو أن التحرش اللفظي لا يضر صاحبه فقط؛ بل يشكل وصمة خزي وعار لمن لا ينبذ هذه السلوكيات السيئة ويغض الطرف عنها، وحين نشاهد في الشوارع ومولات التسوق هذه السلوكيات فهي مناظر لا تعبر عن أخلاقيات أشخاص يتسمون بالإنسانية، وإنما تعبر عن حيوانات تدثروا بثياب البشر، ويعتذر محمد لوصفهم بذلك؛ ويبرره أنه أقل ما يستحقونه من وصف وخاصة من تخلوا عن المبادئ واستبدلوها بالصفات الحيوانية.

- ويختم وجهة نظره: إن الحل لهذه الظاهرة السيئة هو المراقبة الشخصية (الذاتية) وتعميق الوازع الديني والاتصاف بخلق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الذي جاء هدىً للأولين ونوراً للآخرين.

قد تكون إحدى قريباته..!!
عبير منشلين (طالبة جامعية) تعتقد أن سبب التحرش اللفظي هم الذكور بشكل عام بمختلف فئاتهم العمرية.. وتضيف: حتى كبار السن؛ ولا أحمل الفتاة فقط؛ لأن المحتشمة أيضاً تتعرض لمضايقتهم أكثر من المتبرجة والكاشفة... وتبرر عبير رأيها أن المتزينات يحاولن لفت أنظار الرجال إليهن بأي طريقة.. وهذه بحد ذاتها عملية جذب انتباه الطرف الآخر ويمكن أن نطلق عليه تحرش البنات بالشباب.

- وإذا ما واجهت عبير الموقف تضيف: حينها أقل شيء يمكن نعمله (التطنيش) ..وتختم: الحل أن يحترم كل شاب ذاته ولا يجعل مثل هذه التصرفات تعكس عنه صورة سيئة.. فقد تكون التي يعاكسها أخته أو أمه أو زوجته أو زميلته.. أو حتى خطيبته.. وتدعم كلامها بموقفٍ حصل من دكتورٍ تحرش لفظياً بإحدى طالباته وهي مارّة في الشارع؛ و لم يكن يعرف أنها إحدى طالباته.. وحينها صعقت الفتاة أن ذلك (دكتورها) في الجامعة.. وتغيّرت نظرتها تجاهه تماماً!!.

الإعلام عليه الوزر الأكبر..!!
التوعية هي أساس كل شيء.. وإعلامنا يحمل الوزر الأكبر .. ذلك ما يراه حسن الفقيه (طالب جامعي) ويضيف: ليدرك أولئك الذين تخلّوا عن القيم والمبادئ أنهم بحاجة إلى مزيدٍ من الوعي.. وهنا حسن يضع النقاط على الحروف بقوله: الحل يكمن بتشديد العقوبات على من يقعون في تلك الأخطاء وتوعيتهم مسئولية الإعلام بمختلف وسائله.. ومعاقبة المخطئ منهم ليكون عبرة لغيره.

البيئة المحيطة....!!
ويؤكد محمد قلفاح (طالب جامعي) أن البيئة المحيطة لها دور في ذلك.. وأنه لا يحمل طرفا على آخر .. بينما بإمكان الفتاة أن تضع حداً لذلك من خلال التزامها بحدود التعامل وتحديد تعاملها مع الشباب.. والحل يكمن بالرجوع إلى ما جاء به ديننا الحنيف.

- وترى بدورها نوال جسار، طالبة جامعية أن حال الشباب في الآونة الأخيرة أصبح في الحضيض .. وتستدرك: لم نعد نفرق بين تصرفات الشباب والشابات وأغلب ذلك يرجع إليهن لأسباب معروفة.. ويكمن الحل في نشر الوازع الديني الذي ضعف كثيرا وأدى إلى انتشار هكذا تصرفات.

- ودعمت رأيها أحلام النويرة (طالبة جامعية): إن السبب هو الفراغ الذي يعانيه الشباب...ومن الأفضل لكل فتاة تواجه تلك المضايقات ألا تعطيها أكبر مما تستحق، وعلى الدولة إيجاد أماكن لأولئك العاطلين وشغل فراغهم.

- وبالعودة إلى مربع الفتيات يحملهن المسئولية رشاد هاشم (طالب جامعي) بأنهن سبب ذلك؛ لأنهن يخرجن متبرجات وبحركاتٍ تدعو إلى معاكستهن.. ويضيف رشاد بنبرةٍ واثقة: أتحدى أي شاب يتحرش بفتاة محتشمة بلبسها ومعتدلة بمشيتها.. والحل أن يتم زرع الثقة بالنفس لدى الفتاة واحترام ذاتها.. وكذلك الشباب عليهم جميعا بالعودة إلى قيمنا التي تربينا عليها.

كاسياتٌ عاريات..!!
وختامه مسك حيثُ ختمت هذه الآراء التي هي أشبه بدراسةٍ تحليلية قد يستفيدُ الباحثون منها كل من نسيبة القباطي (طالبة جامعية) التي أرجعت السبب لضعف الإيمان وقلة التربية من خلال الطرفين.. وشددت أكثر على الفتاة كونها تعرف عادات وتقاليد اليمنيين؛ لأنهم غير متعودين على تلك المناظر.. وعندما تنتقد من يعاكسها وهي (كاسية عارية) كمن يقول(شم ولا تطعم) حسب تعبير نسيبة .. ولأن (بعضهم) مثل الذئاب إذا شم رائحة اللحم ينبح و يريد أكله..

- وتشاركها الرأي منى البرطي (طالبة جامعية) أن ضعف الوازع الديني والرادع الأخلاقي والفراغ بنوعيه العاطفي والوظيفي أدوا إلى ذلك التدهور الفضيع للقيم والعادات.. وختمت منى: الحل أن يكون لدى من يقعون في تلك الأخطاء، أن يكون لديهم رقابة ذاتية تحول بينهم وبين الممارسات السيئة.

همسة أخيرة
قال الشاعر:
وإذا أُصيب القومُ في أخلاقهم
فأقم عليهم مأتماً وعويلا
وقال شوقي:
وإنما الأممُ الأخلاقُ مابقيت
فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا

المصدر : الجمهورية نت

Total time: 0.0633