الدكتورة لطيفة أبو نيان هي أول أمرة سعودية تعيَّن في وزارة الشؤون الاجتماعية في منصب وكيل مساعد لشؤون الأسرة بمرسوم ملكي. وأكدت أن المرأة السعودية في عهد الملك عبدالله بن عبد العزيز حصدت الثمار الإيجابية من مواقفه وقراراته. «لها» التقتها وكان هذا الحوار.
- ماذا يعني لك تعيينك أول سعودية في منصب وكيل وزارة مساعداً في وزارة الشؤون الاجتماعية؟
تشرفت بثقة خادم الحرمين الشريفين بإصدار مرسوم بتعييني كأول أمرة سعودية في وزارة الشؤون الاجتماعية بمنصب وكيل مساعد لشؤون الأسرة، والذي هو بحق تكليف وشرف لخدمة وطني وللمساهمة في دفع عجلة التقدم والرقي للمجتمع. وأرجو من الله أن يوفقني لما يحبه ويرضاه في أداء رسالتي المهنية وأن يكون عملي عند حسن ظن قيادتنا الرشيدة، وأن أحقق النتائج والطموحات التي ترقى إلى تطلعات وزير الشؤون الإسلامية الدكتور يوسف العثيمين.
- كيف ترين عمل المرأة السعودية في القطاع الخاص؟
مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل ليست خياراً وترفا بل أصبحت ضرورة ملحة، فالتحاقها بالعمل يعزز مشاركتها في النهوض بدورها اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً وتعليمياً وصحياً. فوزارة الشؤون الاجتماعية تبذل جهوداً كبيرة منذ إنشائها في عام 1380هـ للارتقاء بخدماتها وبرامجها للوصول إلى التكاملية والشمول في الخدمات التي تقدمها للفئات التي ترعاها على مستوى المجتمع والأسرة والطفل في مجالات الرعاية الاجتماعية والتنمية الاجتماعية والضمان الاجتماعي.
- كيف ترين مكتسبات المرأة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز؟
ما وصلت إليه المرأة السعودية هو بفضل الله ثم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز الذي يملك رؤية إيجابية واستشرافية لمستقبل وطنه. فقد حصدت المرأة الثمار الإيجابية من مواقفه وقراراته، وكان سبّاقاً إلى منح المرأة حقوقها التي كفلتها الشريعة الإسلامية ووفق النظم الاجتماعية. فاستطاعت المرأة في عهده الحصول على أعلى الدرجات العلمية والمشاركة في الكثير من الفعاليات العلمية والثقافية، وأصبح هناك زيادة في نسبة أعداد النساء العاملات في القطاعين الحكومي والخاص، وتقلّدت عدداً من المناصب القيادية، وحظيت بمراكز مرموقة في مجالات عدة. والمرأة لها دور في بناء الأسرة المسلمة المتكاملة وإنهاض المجتمع وتطويره، فهي نصف المجتمع ولها دور مهم في كثير من المجالات كالتمريض والتدريس والخدمة الاجتماعية وغيرها.
- هل مكنت الوزارة المرأة السعودية من تحقيق أهداف التنمية الاجتماعية؟
الوزارة تقدم خدماتها وبرامجها للمساهمة بالوصول بفئات المجتمع إلى أفضل مستوى في الاستقرار والأمان الاجتماعي والاقتصادي والأسري. فعمل المرأة في وزارة الشؤون الاجتماعية كقطاع حكومي هو مشاركة مع الكوادر الوطنية في القطاعات المختلفة لخدمة المجتمع في كل مجالات الحياة ولتلبية الاحتياجات والمتطلبات لخدمة المواطنين.
- ما الفئات التي تشرف عليها الوزارة؟ وكم عدد المسنين في الدُور لديكم؟
وزارة الشؤون الاجتماعية أولت اهتماماً بالفئات التي ترعاها والتي تقيم في الدور الاجتماعية (المعاقون من ذوي الاحتياجات الخاصة، والمسنون، والأيتام ذوو الظروف الخاصة وفتيات مراكز الضيافة والحماية)، فقد سخّرت الإمكانات المادية والبشرية وبذلت الجهود وأصدرت القوانين واللوائح التي تكفل لهم حقوقهم وكرامتهم في ظل خدمات وبرامج عالية الجودة. وأما فئة كبار السن فالموجودون منهم في دور الرعاية الاجتماعية التابعة للوزارة قلة بفضل قيمنا ومبادئنا الإسلامية التي تدعو للتكافل والترابط وصلة الرحم.
- كيف تتعامل الوزارة مع الأطفال المجهولي الأبوين؟
وزارة الشؤون الاجتماعية هي المسؤول الأول عن الأيتام المجهولي الوالدين من المهد إلى اللحد، فتقدم لهم الخدمات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والثقافية والصحية والترفيهية وغيرها حتى بعد اندماجهم في المجتمع من خلال الزواج الذي تتولى الوزارة ترتيبه من خلال لجنة مكونة من متخصصين اجتماعيين ونفسيين لاختيار الزوج والزوجة الصالحين والمناسبين لبعضهما، والعمل على تأهيلهما ومساندتهما مادياً قبل الزواج وبعده. وفي حالة طلاق الفتاة ترجع إلى أسرتها الأولى وهي الشؤون الاجتماعية.
- وماذا عن الأسر البديلة؟
يسعدنا أن الخير في مجتمعنا كفى الرضع مشكلة التشتت واليتم فلا يكاد يصل لدينا رضيع من هؤلاء حتى يجد من يكفله فورا من الأسر البديلة التي تسعى إلى الأجر بضم هؤلاء إلى حضانتها. ونحن ندرس أوضاع الأسر التي تبدي رغبة في الحضانة ونختار الأفضل وفق معايير دقيقة نتوخى فيها تكافؤ الجوهر والمظهر مع هؤلاء الرضع. وبفضل الله لم يعد لدينا طفل رضيع واحد دون السنتين بل أن بعضهم يأخذون الرضع من المعوقين أيضا طمعا في زيادة الأجر ولله الحمد.
- وهل تحصل الأسر البديلة على راتب شهري؟
تحصل الأسر البديلة على راتب شهري عن حضانة كل طفل يتيم، وهذا المبلغ يحقق الفائدة من كل النواحي بحيث انه يساعد الأسر الحاضنة خاصة إذا كانت من الأسرة الفقيرة التي أثبت البحث الاجتماعي صلاحيتها لتربية طفل يتيم.
- ماذا عن العنف الذي تتعرض له المرأة عندنا؟
هو واقع نعيشه ويتفاقم نتيجة جهل المرأة بحقوقها وواجباتها، فحالات الإيذاء الأسري في المملكة لا تشكل ظاهرة، ولكن هذا لا يقلل من اهتمام الوزارة بمعالجتها انطلاقاً من تعاليم الشريعة الإسلامية. فقد سعت إلى توفير خدمات وبرامج لحماية المرأة وتحصيل حقوقها، فالمرأة التي تتعرض لعنف أو طرد يمكنها الإبلاغ عن مشكلتها من خلال الرقم الموحد (1919) ليتم استقبال بلاغها والعمل على حمايتها ودرس وضعها وتأهيلها وحتى إيجاد مأوى لها.
- وكيف يتم التعامل مع العنف والقضاء عليه؟
بإذن الله بعد صدور نظام الحماية من الإيذاء سيتم القضاء على الظاهرة، إذا فُعّل بشكل صحيح وسليم. ولا ننسى ضرورة نشر الوعي بين أفراد المجتمع لحماية أفراد الأسرة من العنف والإيذاء، والعمل على تحقيق مناخ آمن لمجتمع سليم، والعمل على تعزيز مبادئ الدين الحنيف التي تحضّ على الوسطية والمعاملة الطيبة والتراحم بين أفراد المجتمع.
- ما دور وزارة الشؤون الاجتماعية في مجال التنمية الاجتماعية ومساهماتها في ما يخص مجال المرأة والطفل؟
دور الوزارة في التنمية يقوم على مبدأ المشاركة الجماعية الإيجابية بدءاً بالتخطيط واتخاذ القرار ومروراً بالتنفيذ وتحمل المسؤولية، وانتهاء بالانتفاع بثمار مشاريع التنمية وبرامجها، والعمل على إحداث التغيير الإيجابي الموجه المتوازن وفق قيم المجتمع الإسلامي وتماشياً مع الخطط التنموية للدولة، والاهتمام بالأسرة والأمومة والطفولة والعمل على رفع مستوى هذه الفئات اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً وصحياً.
أبرز المحطات في عمل أبو نيان بوزارة الشؤون الاجتماعية
- كانت إحدى منسوبات الوزارة منذ التحاقها بمسيرة العمل بعد تخرجها مباشرة، فكانت نقطة انطلاق للمساهمة في خدمة مجتمعها وخاصة الفئات التي ترعاها الوزارة.
- عملت في مراكز التأهيل الشامل مع فئة ذوي الاحتياجات الخاصة.
- كُلفت بالعمل مديرة لدار التربية الاجتماعية للبنات في الرياض فكانت من المحطات المهمة في حياتها المهنية. فقد أصبحت فئة الأيتام جزءاً من حياتها.
- تدرجت في المناصب خلال مسيرتها المهنية وتزايدت المسؤوليات، فمن مشرفة على الدور والمؤسسات الاجتماعية في الإشراف الاجتماعي النسائي إلى المديرة العامة للإشراف الاجتماعي في منطقة الرياض، ثم الإشراف العام على مكاتب الإشراف الاجتماعي النسائي في مناطق المملكة.
