أخبار الساعة » دراسات ومتابعات » تحليل ومتابعات

تنظيم القاعدة وتوقيت تنفيذ عملياتة في اليمن

- د محمدالنعماني

تساءل الكاتب الصحفي عبدالرزاق الجمل  في مقال تحليلة عن تنظيم القاعدة في اليمن عن التوقيت الذي يختاره تنظيم القاعدة لتنفيذ عملياته في اليـمن،  حيت كشف  الي  ذلك ماتزال مثار كثيرٍ من التساؤلات، تماما كتوقيت توقف أو قلة نشاطه، فللحالتين، من وجهة نظر البعض، أسباب خاصة لا علاقة لها بمسألة توفر الفرصة المناسبة من عدمه..

 ويوكد  الكاتب على أن تهمة إدارة النظام لنشاط تنظيم القاعدة في اليمن لا تستند على التوقيت الذي يمارس فيه الثاني نشاطه فقط، والذي غالبا ما يبدو ملبيا لرغبة النظام أو لظروفه، فهي تهمة سياسية وتاريخية قبل ذلك، وكان الشيخ حميد الأحمر قد اتهم النظام بتبني ورعاية هذا التنظيم، وقال في آخر لقاء له على قناة سهيل الفضائية، إن فواز الربيعي، وهو من قيادات التنظيم المشهورين، خرج من القصر الجمهوري..

ويتفق الكثير من قادة المعارضة، ومن المثقفين والمهتمين والمتابعين، مع الشيخ حميد في هذا الرأي، كما تأتي الأحداث مؤيده له أيضا، بحسب تفسير وتحليل البعض لها..

ولم يقتصر اتهام النظام باللعب بهذا الملف الخطر، على قيادات المعارضة وبعض المناهضين لسياسته، فهناك من منتسبي هذا النظام من يوجه له ذات التهمة، بحسب بعض المصادر الإعلامية الأمريكية، حيث شكك مسئول يمني في وقت سابق، بالحملات التي تشنها السلطات اليمنية ضد تنظيم القاعدة في بعض المحافظات الجنوبية، ووصفها باللعبة.. وأضاف المسئول الذي رفض الكشف عن اسمه، لموقع شبكة سي إن إن الإخباري: "ليس من قبيل المصادفة تزامن المواجهات مع زيارة مستشار الرئيس الأميركي لمكافحة الإرهاب، جون برينان صنعاء واجتماع أصدقاء اليمن في نيويورك" موضحا أن الحكومة اليمنية تعرف ماذا تفعل.. وكالعادة نفت مصادر رسمية يمنية صحة مثل هذه التصريحات..

غير أن استفادة النظام من وجود التنظيم في اليمن أو لعبه بهذا الملف لأغراض يعرفها الجميع، قد لا يعني أن التنظيم شريك مباشر له في ذلك، بحسب الصورة التي يحاول البعض أن يرسمها للعلاقة بين التنظيم والنظام..

كما أن استناد البعض إلى التوقيت الذي يظهر أو يختفي فيه التنظيم، لا يبدو مقنعا أو كافيا لتأكيد هذا الرأي، لأسباب سنذكرها لاحقا، إضافة إلى أن هناك فرقا بين استغلال النظام لهذا الملف أو إثارته له في الوقت المناسب، وبين إدارته وتبنيه..

وعلى الرغم من أن هذا الرأي يعني أن تنظيم القاعدة الحقيقي العقائدي غير موجود في اليمن أو ضعيف جدا، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبره أخطر من التنظيم الرئيسي في كل من أفغانستان وباكستان، بحسب تصنيف جديد لوكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية "سي آي إيه" وتصريحات لبعض المسئولين الأمريكيين..

وكان جون برينان مستشار الإدارة الأمريكية لشئون مكافحة الإرهاب قد قال إن تنظيم القاعدة في اليمن يمثل خطراً على الولايات المتحدة يفوق الخطر القادم من التنظيم الرئيسي بقيادة أسامة بن لادن، والمتمركز في المناطق الحدودية بين باكستان وأفغانستان. .

ويبدو، من خلال المتابعة للمواقف الأمريكية، أن أمريكا تشك بجدية وكفاءة النظام اليمني في حربه ضد القاعدة، لا بوجود ما أشرنا إليه قبل قليل، وتصريحات المسئولين الأمريكيين تؤكد هذا الأمر، ومن تلك التصريحات ما أبلغ به قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال جيمس ماتيس، لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي بأن هناك "دلائل على تراجع قدرة الرئيس اليمني على ضبط الوضع"، بعدما "كان قد أدار هذه التهديدات عن طريق المفاوضات وبتسلسل مع خصومه"..

وقال ليون بانيتا رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "إن الحكومة اليمنية قد لا تكون صلبة بما يكفي كي تكون كما تريدها الولايات المتحدة الأمريكية حليفًا قويًا في حربها على تنظيم القاعدة"..

ولعل الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من يعرف طبيعة علاقة النظام اليمني بتنظيم القاعدة نظرا لقوة حضورها الاستخباراتي في اليمن، ولأن كلاما كثيرا كان قد قيل حول علاقتها، أي أمريكا، بهذا التنظيم، على اعتبار أنها كانت من كبار الداعمين للعمل الجهادي في أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتي في فترة الثمانينات..

وبالعودة إلى ما بدأنا به التقرير، كان الظهور الصريح لتنظيم القاعدة في بعض المحافظات الجنوبية عقب بطولة خليجي عشرين في كل من عدن وأبين قد فتح أبواب التساؤلات على مصارعها، لأن نشاطه خف كثيرا أثناء البطولة، أي في الوقت الذي لا يريد فيه النظام أية مشاكل أمنية، ولأن المرحلة التي سبقت البطولة، خصوصا شهر أكتوبر وسبتمبر، كانت قد شهدت معارك عنيفة بين القوات الحكومية وعناصر تنظيم القاعدة في مدينة لودر بمحافظة أبين وفي مدينة الحوطة بمحافظة شبوة، إضافة إلى سلسلة من العمليات التي نفذها التنظيم ضد جنود وقادة أمنيين ومرافق أمنية، وكان أهمها:

 

قبل البطولة

4سبتمبر 2010م، مقتل جنديين في هجوم لمسلحين مجهولين بمحافظة لحج

10سبتمبر 2010م، إصابة ثلاثة جنود في هجوم لمسلحين مجهولين في أبين

25 سبتمبر 2010م، مقتل عدد من موظفي الأمن السياسي بصنعاء في هجوم للقاعدة

29 سبتمبر 2010م، مقتل جنديين وإصابة آخرين في الهجوم الذي استهدف موكب محافظ شبوة في المحافظة..

6 أكتوبر 2010م، استهداف سيارة تقل موظفين في السفارة البريطانية ومقتل أحد المارة في العاصمة صنعاء..

9 أكتوبر 2010م، إصابة عدد من الجنود في استهداف دورية أمنية في مديرية لودر بمحافظة أبين

9 أكتوبر 2010م، مقتل ضابط مخابرات في حضرموت على يد مسلحين مجهولين..

10 أكتوبر 2010م، إصابة جنود في محافظة لحج بهجوم لمجهولين

10 أكتوبر 2010م، مسلحون يقتلون ضابط مخابرات في محافظة أبين

11أكتوبر 2010م، انفجار بالقرب من ملعب الوحدة بمحافظة أبين يخلف قتيلا وبعض الجرحى..

14 أكتوبر 2010م، مقتل مدير أمن مديرية مودية في محافظة أبين

14 أكتوبر 2010م، مقتل شقيق محافظ محافظة أبين وجنديين في هجوم استهدف موكب المحافظ..

15 أكتوبر 2010م، مقتل خمسة جنود في اشتباكات مع مسلحين مجهولين على الخط العام بين مديريتي لودر ومودية..

16 أكتوبر 2010م، إصابة ضابط مخبرات ومساعده في محافظة أبين أثناء محاولتها إبطال عبوة في سيارة الأول.

22 أكتوبر 2010م، مقتل ضابط في منطقة فوة بمحافظة المكلا على يد مسلحين مجهولين..

23 أكتوبر 2010م، مقتل ضابط في الأمن السياسي بمحافظة المكلا على يد مسلحين مجهولين.

 

أثناء البطولة

 تجدر الإشارة هنا إلى نشاط التنظيم أثناء البطولة اتجه إلى أماكن وأهداف أخرى، حيث استهدفت عمليتان منفصلتان للتنظيم جماعة الحوثي في محافظتي الجوف وصعدة، الأولى استهدفت تجمعا احتفاليا بعيد الغدير في 24 نوفمبر، وخلفتْ ما يقارب الثلاثين قتيلا، والثانية في 26 نوفمبر، واستهدفت موكب جنازة بدر الدين الحوثي، الذي قالت القاعدة إنها اغتالته في عملية الجوف الأولى، وخلفتْ أكثر من عشرين قتيلا..

أما نشاط التنظيم في بعض المحافظات الجنوبية، التي يتواجد فيها عادة، فكان ضعيفا جدا في شهر البطولة مقارنة بالفترة التي سبقته، وربما لم ينفذ سوى عملية وحيدة في محافظة شبوة يوم 11 نوفمبر، ضد جنديين في نقطة تفتيش..

 

بعد البطولة

شهد الشهران التاليان لبطولة خليجي عشرين ديسمبر 2010م ويناير 2011م عودة واضحة لأعمال العنف في المحافظات الجنوبية التي كانت موطنا للعنف قبل البطولة، ومن أبرز ما حدث في هذين الشهرين:

13 ديسمبر - إصابة قائد الأمن السياسي في محافظة أبين بجروح طفيفة في انفجار عبوة ناسفة على الطريق استهدف سيارته..

 15 ديسمبر – مقتل جندي وإصابة ثلاثة آخرين في اشتباك مع أشخاص يشتبه بأنهم من متشددي القاعدة في محافظة أبين.

16 ديسمبر - مقتل أربعة من أفراد الجيش بينهم ضابط بالإضافة إلى مسلح لم تتحدد هويته في محافظة لحج.

17 ديسمبر - مقتل جنديين وإصابة اثنين آخرين في اشتباكات مع مسلحين يشتبه بأنهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة.

7 يناير – هجوم على قافلة عسكرية يخلف 12 قتيلا من الجنود.

8 يناير – مسلحون مجهولون يقتلون أربعة جنود في حاجز تفتيش في أبين

9 يناير – هجوم على مكتب انتخابي يؤدي إلى مقتل ثلاثة من العاملين فيه وإصابة أربعة آخرين.

22 يناير ـ اغتيال ضابط الأدلة الجنائية في إدارة بحث مأرب نبيل عقلان.

 

عفوية التوقيت

ظهور واختفاء القاعدة في مثل تلك التوقيتات جعل الكثيرين يشكون أو يشككون في عفويته، على الرغم من أكثر هؤلاء كانوا يطالبون بتأجيل أو بنقل البطولة بذريعة تأزم الوضع الأمني في الجنوب بسبب الوجود القوي لتنظيم القاعدة هناك، لكنهم عادوا ليتحدثوا عن علاقة حميمة بين النظام والتنظيم أجبرتْ الثاني على الصمت أثناء البطولة..

غير أن هذا الربط لا يبدو دقيقا، لأسباب كثيرة:

* كثير من عمليات تنظيم القاعدة التي سبقت بطولة خليجي عشرين، كانت في شهر رمضان، وهذا الشهر موسم عمل بالنسبة للتنظيم، في اليمن وفي غير اليمن..

* سيكون تأثير عمليات القاعدة  قبل البطولة أكثر من تأثيرها لو أنها تمت خلالها، لأن القضية تحولت إلى تحد بين النظام ومن يراهنون على عدم جاهزية اليمن أمنيا لاستضافة الحدث الرياضي، ولن يقوم النظام بما من شأنه أن يدفع الدول المشاركة إلى تأجيلها أو إلغائها، إن كان هو من يدير نشاط التنظيم فعلا..

* مدة بطولة خليجي عشرين 13 يوما ليس أكثر، ومن الطبيعي أن تمر هذه المدة دون أن تشهد أحداث عنف، كالمدة التي تلتْ البطولة..

* لم تتبن القاعدة حتى اللحظة العمليات التي حدثت في شهر ديسمبر، وبعض هذه العمليات كانت في محافظة لحج التي شهدت مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية ومسلحي الحراك الجنوبي في ذاك الشهر، إضافة إلى أن الانقسامات التي حدثت في الداخل الحراكي خلقت حالة من العنف لدى بعض فصائله، وكان من ثمارها المواجهات العنيفة في الحبيلين وردفان من محافظة لحج، وفي محافظة الضالع، حيث قصفت المدفعية منزل القيادي الحراكي البارز في المحافظة شلال على شايع أثناء اجتماع بعض رموز الحراك فيه..

* كما قلنا في تناولات سابقة إن القاعدة تهتم بالتخطيط لعمليات ضد مصالح أجنبية أكثر من اهتمامها بمواجهة الجنود أو بتصفية القادة الأمنيين، لكن النظام هو من يجبرها على هذا الخيار بذهابه إليها أو ببعض تصرفاته، ولعلَّ إعلان الحكومة اليمنية عن تأسيس فروع لمكافحة الإرهاب يوم 25 ديسمبر، في المحافظات التي تتواجد وتنشط فيها القاعدة "مأرب وشبوة وأبين وحضرموت"، كان وراء عمليات يناير 2011م..

* كذلك.. كان للطوق الأمني، أثناء البطولة، دور كبير في الحيلولة دون قيام القاعدة ببعض العمليات، بل إن هذا الطوق عرقل البرنامج الاحتجاجي الذي كان ينوي الحراك القيام به أثناء البطولة، ليكون فشل تنفيذ البرنامج من أهم الأسباب التي أدت إلى الانقسام في الداخل الحراكي عقب البطولة..

* أعضاء التنظيم في اليمن ليسوا يمنيين فقط، فهناك الكثير من الوافدين، عرب وأجانب، وممن لا زالوا يفدون أيضا، وسيكون من السذاجة بمكان الاعتقاد بأن النظام يدير تنظيما بهذه التركيبة دون أن يتسبب ذلك في تآكل الكيان الداخلي له وانقسامه وانقلاب أعضائه عليه.

و تشكل تنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية فى عام 2009 باندماج فرعين من التنظيم فى كل من المملكة العربية السعودية واليمن. وتعهد التنظيم الذي يتزعمه أحد مساعدي زعيم التنظيم الدولي أسامة بن لادن بمهاجمة منشآت النفط والأجانب وقوات الأمن بهدف الإطاحة بالعائلة الملكية فى السعودية و الحكومة اليمنية لإقامة خلافة إسلامية في المنطقة.

وأعلن التنظيم مسؤوليته عن عدد من الهجمات على البلدين خلال الاثني عشر شهرا الماضية كما اتهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما التنظيم ذاته بمحاولة تفجير طائرة ركاب أمريكية في ديترويت خلال عيد الميلاد.

واعترف شاب نيجيري يدعى عمر فاروق عبد المطلب اتهم بمحاولة نسف الطائرة للمحققين الأمريكيين بأن نشطاء بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب قاموا بتدريبه وجهزوه بالأسلحة والمتفجرات وأخبروه عن مهمته. وحذر عبد المطلب من أن هناك آخرين مثله قد يشنون هجمات في القريب العاجل.

السعودية

ظهر تنظيم القاعدة على الساحة السعودية لأول مرة في مايو عام 2003 بالمملكة بعد أن تبنى مسؤولية سلسلة من الهجمات المتزامنة استهدفت ثلاثة مجمعات سكنية يقطنها أجانب فى الرياض وهي الهجمات التي راح ضحيتها تسعة وعشرون قتيلا.

وعلى الرغم من أن قوات الأمن السعودية قد ضيقت الخناق على الجماعات المسلحة و المتشددين بعد ملاحقتها بشكل مكثف إلا أن التنظيم استطاع تنفيذ هجوم على مجمع (المحيا) السكني فى العاصمة الرياض مما أسفر عن مقتل سبعة عشر شخصا.

وتلقى التنظيم لطمة قوية بعد مقتل زعيم التنظيم اليمني الجنسية خالد الحاج والذي كان يعمل كحارس خاص لأسامة بن لادن على يد قوات الأمن السعودية . ولكن التنظيم استرد عافيته سريعا بعد أن تولي السعودي عبد العزيز المقرن ذو الخبرة العسكرية الزعامة فشن سلسلة من الهجمات داخل البلاد.

ففي الأول من مايو/آيار عام 2004 قتل التنظيم رميا بالرصاص خمسة من العمال الغربيين بمجمع للصناعات البتروكيميائية بمدينة ينبع الواقعة شمال غرب البحر الأحمر، وفي التاسع والعشرين من الشهر ذاته لقي أكثر من عشرين أجنبيا وسعوديا مصرعهم في هجمات على ثلاثة مواقع للنفط بمدينة الخبر مما دفع البلاد إلى حافة أزمة استقرار سياسي فضلا عن ارتفاع أسعار النفط العالمية.

وفي الشهر التالي من العام ذاته قتل موظف طيران أمريكي يدعي بول جونسون ويبلغ من العمر 49 عاما بعد قطع رأسه على يد أعضاء بالتنظيم إلا أن النصر الذي حققه التنظيم لم يدم طويلا بعد أن شنت قوات الأمن السعودية عمليات مداهمة فى الرياض لملاحقة قاتلي جونسون وهو ما أسفر عن مقتل زعيم التنظيم المقرن خلال احدى هذه العمليات.

وعلى الرغم من أن التنظيم استطاع قتل تسعة أشخاص على الأقل في هجوم شنه على القنصلية الأمريكية فى جدة فى ديسمبر عام 2004 إلا أن التنظيم لم يحقق النجاح المبهر تحت قيادة صالح العوفي الذي تولى الزعامة خلفا للمقرن.

استطاعت قوات الأمن السعودية فرض سيطرتها على البلاد وكانت لها اليد العليا بعد نجاحها في احباط أية هجمات كبيرة للتنظيم وذلك في العام التالي الذي شهد مقتل زعيم التنظيم العوفي على يد قوات الأمن في المدينة المنورة .

وبالرغم من أن عددا كبيرا من أعضاء التنظيم السعوديين قد سافروا للحاق بمعسكرات تدريبية و اكتساب خبرة القتال في مناطق مثل العراق إلا أن التنظيم وجد ان الأمر صعب للغاية لتكوين خلايا عمل داخل المملكة السعودية .

وكان آخر هجوم مؤثر للتنظيم فى فبراير 2006 هو استهداف موقع ابقيق النفطي.

هروب في اليمن

في غضون ذلك استطاع المسلحون السنة فى اليمن مسقط رأس أسامة بن لادن زعيم القاعدة استغلال ضعف الحكومة المركزية اليمنية التي لا تمتد سلطتها خارج العاصمة صنعاء و شكلوا معاقل لهم فى المناطق القبلية التي تتمتع بالحكم الذاتي.

وبالرغم من أن خلايا القاعدة كانت مسئولة عن عدد من الهجمات فى اليمن منذ أن استهداف المدمرة الأمريكية كول فى عام 2000 وهو الحادث الذى أسفر عن مقتل سبعة عشر بحارا أمريكيا إلا أن الأمر استغرق نصف عقد لتشكيل مجموعة تابعة ومنتمية للتنظيم .

وحسبما قال جريجوري جونسون بجامعة برنستون فإن ما بين عامي 2002 و 2003 تعاونت الحكومة اليمنية بشكل مكثف مع واشنطن فى مواجهة القاعدة، ومع انتهاء تلك الفترة التي شهدت مقتل أحد قادة التنظيم في غارة أمريكية أثارت جدلا ظهر التنظيم ضعيفا بصورة ملحوظة.

وقال جونسون إن التعاون بين البلدين لمواجهة القاعدة أتى بثماره حتى جاء عام 2006 فتغير الحال بعد أن فر ثلاثة وعشرون سجينا من عناصر القاعدة من أحد السجون بصنعاء من بينهم جمال البداوي العقل المدبر للهجوم على المدمرة الأمريكية كول.

وقد تم اعتقال وقتل معظم السجناء الفارين لكن استعصى على قوات الأمن الامساك باثنين من السجناء الأقل شهرة وهما عبد الكريم الوحيشي الذي كان مساعدا شخصيا لبن لادن فى أفغانستان والآخر هو قاسم الرايمي.

نشأ الوحيشي البالغ من العمر 33عاما في محافظة البيدا الجنوبية، ودرس بالمعاهد الدينية في اليمن قبل أن يسافر إلى افغانستان في التسعينيات ،يعرف عن الوحيشي أنه قاتل فى معركة تورا بورا فى عام 2001 قبل أن يهرب حتى الحدود مع إيران حيث تم اعتقاله وترحيله إلى اليمن عام 2003.

وعقب هروبه من السجن بصحبة الرايمي تردد أن الشخصين قاما بانشاء تنظيم القاعدة في اليمن حيث تم استقطاب وضم مقاتلين عرب جدد مدربين وأصحاب خبرة من القتال في العراق وأفغانستان واستطاع التنظيم إنشاء قواعد لشن هجماته متمتعا بحماية القبائل اليمينية المناوئة للحكومة اليمينية وتدخلها في المنطقة.

كما أعلن التنظيم مسؤوليته عن هجومين انتحاريين أسفرا عن مقتل ستة سائحين غربيين، وتبنى أيضا الهجوم الذي وقع على السفارة الأمريكية في صنعاء عام 2008 حيث استخدم المهاجمون الصواريخ و القنابل اليديوية فقتلوا عشرة حراس يمنيين وأربعة مدنيين قبل أن يلقوا مصرعهم.

بعد مرور أربعة شهور على الحادث خرج الوحيشي في تسجيل مصور ليعلن عن اندماج فرعي القاعدة فى السعودية و اليمن ليشكلا معا (القاعدة ومنظمة الجهاد فى شبة الجزيرة العربية ).

وقال المحللون إن الخطوة تم اتخاذها لجمع عناصر القاعدة السعوديين الذي فروا من وطنهم والمسلحين اليمينيين تحت مظلة واحدة قبل البدء فى شن هجمات على المنطقة.

وخلال التسجيل المصور ظهر بجانب الوحيشي نائب زعيم التنظيم الجديد سعيد علي الشهري وهو سعودي الجنسية تم اطلاق سراحه من معتقل جوانتانامو فى نوفمبر/تشرين الثاني 2007 ومعتقل سابق آخر و يدعي محمد عاتق الحربي القائد الميداني للتنظيم.

كانت العملية الأولى للتنظيم الجديد خارج البلاد فى أغسطس 2009 بالمملكة العربية السعودية هي محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية السعودي لشؤون الأمن ولكنه نجا من الهجوم.

استخدم منفذ الهجوم جهازا يحمل مادة شديدة التفجير وأخفاه فى سرواله وهي الطريقة ذاتها التى استخدمها النيجيري عمر فاروق عبد المطلب المتهم بمحاولة تفجير طائرة الركاب الأمريكية في ديترويت

وتوقعت مراقبين لنشاط تنظيم القاعدة في اليمن ان يقوم تنظيم القاعدة الذي أعلن مسؤوليته عن هجمات ضد مصالح دبلوماسية ومنشآت نفطية وسياح أجانب في اليمن. بضرب المصالح الامريكية والبريطانية في اليمن مشتعلين الاوضاع الامنية الهاشة في اليمن وعلاقاتهم الواسعة بالقصر الرياسي والرئيس علي عبداللة صالح ومشائح النقود القبلي والعسكري ورجال دين معروفين امثال الشيخ عبد المجيد الزنداني التي يعتقد ان هناك علاقة لجامعة الايمان بنشاط تنظيم القاعدة العالمي والخلية النائمة المنتشرة في كل مكان وبالرجل الثاني في تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب سعيد الشهري التي يقيم بالقرب من القصر الرياسي في اليمن والقاعدة حسب ما نشر المصدر الجزيرة نت 
قاعدة الجهاد أو القاعدة حركة جهادية إسلامية يتزعمها أسامة بن لادن وهي تنظيم يتبنى فكرة الجهاد ضد "الحكومات الكافرة" وتحرير بلاد المسلمين من الوجود الأجنبي أيا كان. وتصنفها الولايات المتحدة الأميركية وأغلب الدول الغربية أبرز تنظيم إرهابي عالمي.

النشأة
نشأ تنظيم القاعدة عام 1987 على يد عبد الله يوسف عزام على أنقاض "المجاهدين" الذين حاربوا الوجود السوفياتي في ثمانينيات القرن الماضي في أفغانستان، وتشير بعض المصادر إلى أن عدة جهات كانت تدعم هذا التنظيم أبرزها وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أي) بهدف مواجهة مد الاحتلال السوفياتي.

وقد تدرب الآلاف من الجهاديين في معسكرات التدريب التابعة للتنظيم ليقوموا إثر ذلك بعمليات في عدد من المناطق التي تشهد صراعات إقليمية أو حروب أهلية على غرار الجزائر ومصر والعراق واليمن والصومال والشيشان والفليبين وإندونيسيا والبلقان.

قيادة التنظيم
يتولى قيادة تنظيم القاعدة أسامة بن لادن السعودي (الذي سحبت منه الجنسية), يساعده عدد من القادة البارزين على غرار المصري أيمن الظواهري الرجل الثاني في التنظيم، وأبو مصعب الزرقاوي الذي قتل في العراق عام 2006 بغارة أميركية، واليمني رمزي بن الشيبة والباكستاني خالد شيخ محمد المعتقلين بغوانتانامو.

ورغم هذه القيادات المعروفة يرى أغلب المراقبين أنه من الصعب تحديد تركيبة هذا التنظيم الذي يعتقد أنه مكون من مئات وربما آلاف الخلايا التي تعمل بشكل مستقل.

علاقات القاعدة
يعتقد المتابعون لشؤون التنظيم أن للقاعدة علاقات تعاون مع عدد من الحركات الأخرى التي يصنفها الغرب حركات إرهابية على غرار:
* الجماعة الإسلامية المسلحة.
* الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية.
* حركة الجهاد. 
* الجماعة الإسلامية.
* لشكر طيبة الباكستانية.
* عصبة الأنصار.
* جيش محمد.
* جبهة تحرير مورو (الفليبين).

0حركة  الشباب المومن في الصومال

0حركة النهضة الاسلامية  في بلاد الققفاز   روسيا

·        الحماعات الاسلامية  تركيا

·        تنظيم القاعدة في بلاد الشام

·        تنظيم القاعدة في العراق

·        الحماعات  الاسلامية  الصومال

·        الحماعات الاسلامية بريطانيا واروباء


وفيما يأتي أبرز الهجمات التي شهدها العالم 


تظل هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة الأميركية أبرز عمليات القاعدة على الإطلاق والتي استخدمت فيها طائرات مخطوفة للهجوم على مركز التجارة العالمي والبنتاغون وأدت إلى مقتل نحو ثلاثة آلاف شخص.
كما يشتبه في علاقة التنظيم بعدد من العمليات الأخرى والتي من أبرزها:

*يونيو/حزيران 1996: هجوم بشاحنة مفخخة على قاعدة الخبر بالمملكة العربية السعودية يوقع 19 قتيلا أميركيا وأربعمائة جريح.

*أغسطس/آب 1998: هجوم على سفارتي الولايات المتحدة بكل من كينيا وتنزانيا وسقوط 224 قتيلا.

*أكتوبر/تشرين الأول2000: هجوم بزورق على المدمرة الأميركية uss cole
بعدن في اليمن يوقع 17 قتيلا و38 جريحا في صفوف قوات المارينز الأميركية.

*أبريل/نيسان 2002: هجوم على كنيس يهودي بجزيرة جربة التونسية يوقع 21 قتيلا أغلبهم من الألمانيين.

*أكتوبر/تشرين الأول 2002: هجوم على ملهى ليلي ببالي في إندونيسيا يوقع 202 قتيل وثلاثمائة جريح.

*مايو/أيار 2003: سلسلة هجمات انتحارية بالمتفجرات تستهدف مصالح غربية بمدينة الدار البيضاء المغربية تخلف أكثر من ثلاثين قتيلا.

*نوفمبر/تشرين الثاني 2003: هجوم على كنيسين يهوديين بمدينة إسطنبول التركية يخلف 27 قتيلا ونحو ثلاثمائة جريح.

*مارس/آذار 2004: هجمات على قطارات الضواحي في العاصمة الإسبانية مدريد يوقع 191 قتيلا و1500 جريح.

*يوليو/تموز 2006: هجمات على منتجع شرم الشيخ بمصر تخلف 88 قتيلا

أبرز الهجمات التي شهدها اليمن

12 ديسمبر/ كانون الأول 1992: هجوم استهدف فندقا في عدن جنوبي اليمن يستخدمه جنود أمريكيون كانوا في طريقهم الى الصومال، وقد اسفر الهجوم عن مقتل صومالي وسائح نمساوي.

12 أكتوبر/تشرين الأول 2000: مقتل 17 جنديا أمريكيا واصابة 38 بجروح في هجوم انتحاري استهدف المدمرة الاميركية "يو اس اس كول" في مرفأ عدن.

13 أكتوبر/ تشرين الأول 2000 هجوم على السفارة البريطانية في صنعاء تقتصر اضراره على الماديات.

6 أكتوبر/ تشرين الاول 2002: هجوم على ناقلة النفط الفرنسية ليمبورغ أثناء استعدادها للرسو في ميناء المكلا اسفر عن مقتل بحار بلغاري، وقد تبنى تنظيم القاعدة الهجوم الذي أحدث فجوة في الناقلة التي تبلغ حمولتها نحو نصف مليون طن.

الثاني من يوليو/ تموز 2007: مقتل ثمانية سياح اسبان ويمنيين اثنين في انفجار سيارة مفخخة بالقرب من موقع اثري في مأرب شرق صنعاء.

18 يناير/ كانون الثاني 2008: مقتل سائحتين بلجيكيتين وسائقهما ومرشدهما اليمنيين في اطلاق نار بوادي حضرموت, شرق صنعاء.

18 مارس/آذار 2008: مقتل جندي وطالبة في هجوم بالصواريخ استهدف السفارة الأمريكية في صنعاء واصاب مدرسة مجاورة.

17 سبتمبر/ أيلول 2008 مقتل 16 شخصا في انفجار سيارتين مفخختين استهدفتا السفارة الأمريكية بصنعاء.
يناير/ كانون الثاني 2009 : اندماج الفرعين اليمني والسعودي للقاعدة وتأسيس "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب".

15 مارس/آذار 2009: مقتل اربعة سياح كوريين جنوبيين واصابة اربعة اخرين بجروح في تفجير انتحاري في شبام, شرق اليمن.

25 ديسمبر/ كانون الأول 2009 اتهام شاب نيجيري بمحاولة تفجير طائرة أمريكية قبيل وصولها إلى ديترويت من امستردام, وقالت مصادر أمريكية إن الشاب عمر فاروق عبد المطلب اعترف لاحقا انه تلقى التدريب في اليمن لتنفيذ العملية.

وفي 28 كانون الاول/ديسمبر 2009: قاعدة الجهاد في جزيرة العرب تتبنى محاولة الاعتداء الفاشلة على الطائرة الأمريكية.

24 يناير/كانون الثاني 2010: تسجيل منسوب لزعيم القاعدة أسامة بن لادن يتبنى محاولة تفجير الطائرة الأمريكية ويتوعد بهجمات جديدة على الولايات المتحدة طالما تستمر بدعم اسرائيل.

26 أبريل/ نيسان 2010: هجوم انتحاري يستهدف سفير بريطانيا لدى صنعاء الذي نجا من الهجوم دون أي إصابة بينما قتل الانتحاري

تحصنت تنظيم القاعدة  في اليمن مستفيدة من طبيعة البلد الوعرة وضعف سيطرة حكومته على كامل اراضيها, وهي تسعى انطلاقا من هذا البلد الى شن هجمات على العديد من دول العالم .  ويعتبر تنظيم القاعدة  اليمن  ملادة امنا  لة  حيت يقيم هناك العديد من المعسكرات التدربية  التابعة لتنظيم القاعدة  وينطلق من اليمن  كل نشاطات تنظيم القاعدة بما فيها الهجمات الارهابية  التي يقوم بها في العديد من دول العالم  حيت ييتمتع تنظيم القاعدة  في اليمن  بنفود واسع في اوساط القبائل اليمنية  ومشائح القبائل  ورجال الدين  وقيادات عسكرية في الجيش والامن والاستخبارات  اليمنية  وبالاضافة الي علاقة العديد من قيادات تنظيم  القاعدة بالرئيس اليمني علي عبداللة صالح واعوانة والمقربين  من الرئيس والاسرة والسلطة الحاكمة في اليمن

0 باحت متحصص في شئوون الحركات الاسلامية

تعليقات الزوار
1)
الحقيقة -   بتاريخ: 06-02-2011    
د. محمد ؟ لماذا تريد أثبات أن التنظيم نبع وترعرع واستقر في اليمن , ولاتريد أن تتحدث عن تأسيسه في السعودية وبتعاون تام مع المخابرات الامريكية وتمويل من الامراء ورجال الدين والجمعيات الخيرية السعودية والخليجية واستغلوا الفقراء من اليمن ومصر والسودان وغيرهم الذين كانوا يسفروهم إلى افغانستان على حسابهم وبدعم أمريكي بل وكانت أمريكا تفتح لهم سفاراتها ويمنحوا تأشيرات الدخول لها في أي وقت حتى أنتهى دورهم
2)
نادية محمد -   بتاريخ: 07-02-2011    
السلام عليكم
الاخوة الكرام لماذا لا نقول أن ما يسمى بالقاعدة ليس إلا فزاعةسياسية صنعتها أمريكا لتخدم مصالحها في المنطقة العربية لتضرب الاسلام والاسلاميين و الانظمة الاسلامية وتشوة صورة الاسلام في عيون الغرب كما أنها حجته في استخدام القوة للدفاع على مصالحها بحجة الدفاع عن النفس .
ايها السادة المسلم الحق لا يستحل دم أخيه المسلم وليس من الممكن أن من جاهدوا لأعلاء كلمة الله بالامس يحاربونه اليوم

Total time: 0.2328