أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

نعم حاولت اغتيال الرئيس

- فتحي القطاع


 نعم حاولت اغتيال الرئيس


بعد تعلقي  واعجابي الشديدين بالرئيس الشهيد ابراهيم الحمدي منذ يوم الخميس 13 يونيو 1974 ومابعده وملاحقته من مكان الى اخر ومناسبة الى اخرى واعتصامي لايام في الجولة القريبة من منزله  بشارع حده ، وكم كنت اسعد عندما يلوح لي بيده  تحية ، مرورا بمصافحته وانتهاء بالاقتراب منه في اخر احتفال بعيد الثورة في مطار حذران القديم بتعز وقبل اسبوع من اغتياله ، تابعته كيف يشعل السيجارة  لان المسافة التي كنت فيها تسمح بمشاهدة اشعالها وليس ماركتها اكانت مارب او كمران ..  ركزت على ابتسامته وعنفوانه ..حفظت خطاباته وكلماته  المباشرة و مقابلاته عبر الراديو تابعت الكثير من الاشياء الدقيقة عنه وعن افراد اسرته حتى سائقه الازرق العينيين المرحوم  الحمامي ،  والمسدس المهدى اليه من المهندس في الورشة العسكرية بتعز احمد رائف .. كنت اقترب منه اكثر واكثر .. لم تشبع ذاكرتي منه في حياته ولم تنته بعد رحيله بل استمريت وكنت اسال كل من عرفه  وتعامل معه عن قرب  فترة ماقبل  الرئاسة وبعدها وجعلته في كتاباتي ومؤلفي عنه كاول كتاب اليكتروني، لم اكن اعرف ان كل هذا  الكم من المشاعر والمخزون سينفجريوما ما في سنوات لاحقه في وجه الرئيس علي عبدالله صالح ، ففي يوم الجمعه الموافق  8 اكتوبر 1982  عشت حالة من الاضطراب والقلق وعدم الاستقرار فاعتذرت عن جلسة قات  اقامها اخي عبدالرحمن الذي طلب مني ان ارتب له الديوان المكان المخصص لتناول اوراق القات  فقبلت لكي يسمح لي باخذ الموتورسيكل ، فذهبت  في البداية لمشاهدة مباراة في كرة القدم لم استطع  اكمالها حتى التقيت بصديقين مقيمين في صنعاء فؤاد السنيني واحمد جوله وصديقين قدما من تعز جمال مهدي ويحي مبارك ولكني لااتذكر كيف تم اللقاء  بصديقي صنعاء وكيف تم التواصل مع صديقي تعز ، فقررنا الذهاب الى سينما حده واقترح مبارك ان استقل معهم السيارة واركن الدراجه النارية في مكان ما  لان الجو بدا بالبروده فاعتذرت وطلبت من  فؤاد ان يرافقني فاعتذر بسبب قيادتي المجنونه  حسب قوله وايضا حادث بسيط سابق حصل لنا عندما اصطدمت بباب سيارة مرسيدس ، بعد الانتهاء من  السينما وتناول وجبة هامبورجر  قررنا  الذهاب الى شارع علي عبدالمغني ولم اعد اتذكر ان كان الى قهوة تقع امام فندق تاج سبأ او مكان اخر ولم اسأل اصدقائي بعد ذلك  للتاكد من بعض التفاصيل التي لم تحفظها ذاكرتي  بسبب قوة وبشاعة  الحادث ، عند الوصول الى تقاطع جولة خزيمه وكعادة سائقي الدراجات النارية عندما يتجاوزون السيارات  ليصبحوا في المقدمة ، وصلت واذا بالاشارة وقد تحولت الى اللون الاخضر وعندما لم تنظلق السيارات سالت  سائق السيارة الذي على يميني لماذا لاتنطلق ؟ اجابني الخط واقف بسبب موكب الرئيس  واشار الى شرطي المرور الذي بيده السماح لنا  بالمرور ، وقبل ان ينهي كلامه لمحت  طقم من الموكب يسير بسرعة فائقة  للغاية  لاتزال في اذني حتى اليوم تاتي من ناحية  شارع كلية الشرطه متجهة الى شارع عبدالمغني في طريقة الى منزل الرئيس القديم بباب شعوب ففي اقل من ثانية الثانية وبغمضة عين تزاحمت في راسي وامام عيني الكثير من الاشياء التي تحتاج الى ايام واسابيع  لتخزيتها وتخيلها اهمها يوم 8 اكتوبر الذي يصادف قبل ثلاثة ايام من ذكرى اغتيال الحمدي في 11 اكتوبر 1977 ، والاختزالات السابقة التي سبق وذكرتها  عن الحمدي شحنتني بقوة دفع رهيبة  كقوة دفع صاروخية عند انطلاقي للالتحام بالموكب  والانتقام فحزمت امري بانها فرصة ومصادفة  لن تتكرر وكنت اظنها السيارة الاولى وتخيلت اطلاق الرصاص عليّ بكثافة  من اكثر من مكان ونخلي نخلا  فهيأت نفسي لذلك، ثم اصطدام باقي سيارات الموكب بعضها البعض ومقتل الرئيس بسبب الارتباك والرصاص العشوائي ، فاذا  بطقم الحراسة الذي يقوده علي الحمزه  يتعمد صدمي وقذف بي الى عدة امتار وكان يستطيع  تجاوزي لكنه لم يفعل وعندما سمع اصدقائي صوت حادث تصادم بين سيارة ودراجه قالوا اكيد فتحي  وللاسف فقد كانت السيارة الاخيرة في الموكب ، ثم توقف  السائق بالقرب من بوابة البنك المركزي ليعود بالسرعة نفسها  الى الوراء ويحطم  ماتبقى من الدراجة  ويقف  بجانب جسدي الملقى على الارض  والعظام المكسره  والدماء التي تنزف من الجهة اليمنى الاكثر تضررا في جسدي لاخافتي  وكنت اظنه سيكمل سيره ليقضي على ماتبقى لي من نفس خاصة وانني فاقد الحركة لااقدر على المشي بسبب الكسور العديدة  في ساقي اليمني ويدي فاشرت له بيدي اليسرى  السليمه وبكلام غير واضح خلاص اذهب  وكان الوقت السابعة والنصف  عرفت الوقت من خلال موسيقى النشرة الانجليزية في التليفزيون لعلها جاءت الى اذني من مبنى نادي الضباط القريب من موقع الحادثة وكان الليل  حالك السواد والاضاءة شديدة الضياء كانها شهب سماوية ،وبقيت مرميا على الارض والسيارات لفترة من الوقت تعبر من جانبي وشرطي المرور يتفرج  لعله اراد ان استمر في النزيف حتى الموت ، ليتوقف احد المارة له كل الشكر مني ان كان لايزال يتذكر الحادثة واوقف سيارة بالقوة اسعفتني الى مستشفى الكويت ،وبعد  وقت قصير زارني محمد الحاوري قائد الحرس  الخاص للاطمئنان على حالتي ، واخبرني اصدقائي الذين لحقوا بي الى المستشفى ان منظر الكسور والدماء والملابس الممزقة وشكل ساقي اليمني ونخاع العظام الخارج من العظام المكسرة والسواد الذي غطى وجهي كان صعب التحمل ومرعبا، ابتداء من اليوم الثاني ولعدة ايام تقاطر عليّ المحققون من الحرس الخاص  ليطرحوا نفس السؤال : لماذا اعترضت موكب الرئيس ، وكنت اجيبهم بنفس الاجابة التي لم تتغير : لم اكن اعرف انه موكب الرئيس،

بعد ايام في مستشفى الكويت نقلوني الى المستشفى العسكري لتبدا المعاناة  الحقيقية  من فريق المعالجة الايطالي جون وكازولا، بدات بغرس المسمار الطويل في مؤخرة قدمي لتثبيت الثقالة  بالة الدريل بدون تخدير فكاد يغمى عليّ ، ثم بعد التجبيس الاول اعاد جون وكازولا كسر الالتحام الاول بدون اي تخدير فأغمى عليّ  مع خوفي من بتر ساقي في اي لحظة خاصة وان الكثيرين الذين يشاركوني الغرفة  ضحايا الحرب في المناطق الوسطي بين الحكومة ومعارضيها المدعومين من جنوب اليمن بعضهم بدون سيقان والبعض  بدون ايدي ، وانتهى بالتقائي مصادفة بالدكتور جون الذي قذف بعيدا بعكازيي الخشبيين  اللذين يساعداني على المشي لمسافة قصيرة ودفعني لان امشي بدونهما مع استمرار وجود حذوة الثقالة في اسفل قدمي فوقعت على الارض وكنت اقول لنفسي هذا  العذاب الذي يجري غير طبيعي بالمرة حتى التقينا باحد حراسة الرئيس الخاصة الذي اخبر اخي ان الرئيس انتظر تلك الليلة ووبخ السائق لعدم اسعافي الى المستشفى،

اغلق ملفي بقبول التعويض المالي بدلا عن  العلاج على نفقة الرئاسة في اوربا ، واستمرت معاناتي مع المحنة لاكثر من ستة اشهر وبدءا منذ عام 1983 بدات  البدانة تزحف اليّ وملامح وجهي تتغيرلتأخذ من ملامح الرئيس الحمدي كثيرون لاحظوا  ذلك ولفتوا انتباهي اليه وكانوا يلاحظون اهتمامي به ، وصادف ان التقيت  في مهمة صحفيه بمأرب بمحمد الحاوري وقد اصبح قائدا لقوات المظلات وذكرته بالحادثة ، فتذكرها وقال انت صاحب المتر اي الموتورسيكل وتغيرت معاملته لي

وفي فبراير 1993  تعرضت لانقلاب سيارة بعد نشري رسالة قوية العبارات للرئيس في عمودي الاسبوعي بصحيفة الوحدوي الناصرية ولاازال اعاني من كسورها واصاباتها حتى اليوم 

عندما سال مذيع الجزيرة احمد منصور الرئيس عن عدد الانقلابات ومحاولات الاغتيال  التي تعرض لها ؟ اجابه بانها محاولة انقلاب واحدة

، ولاكرر مجددا في منتصف الثمانينات حادثة اخرى كانت تستهدف اختطاف طائرة يمنية في رحلة بين صنعاء وتعز  انتقاما للحمدي ومطالبي هي استقالة الرئيس ، وبالتاكيد لايزال  افرادا من امن مطار صنعاء جاؤوا اليّ الى داخل الطائرة ليسالوني عن كيفية وصولي الى الطائرة دون المرور على الموظف المختص، كل ماسبق  ذكره نشرته  بالتفاصيل في موقعي الشخصي يزن نت  باستثناء سر الحادثة الاولى  والذي كان يشكل كتمه كل هذه السنوات 29 سنة الضغط  النفسي لان كشفه قد يكلفني الكثير، ذكرت ايضا التحقيق معي من قبل حسن اللوزي وزير الاعلام  بسبب  خاطرة هجومية ضد الرئيس، ومراقبة عبدالرحمن الاكوع  وكيل الوزارة لي  وغيرها وغيرها ، وكنت

أُسأل من اكثر من شخص عن سبب كرهي للرئيس والذي يتعاظم يوما بعد يوم

 

فتحي القطاع

تعليقات الزوار
1)
محمد -   بتاريخ: 22-03-2011    
الحمد لله وبعد : لو انك اغتلته وبذلت جهد اكثر كنت ستخلص اكثر من عشرين مليون من ظلمه وفساده واستفحاله الرئيس الحمدي كان رئيس لليمن لكن هذا الفاسد رائيس اولاده فقط اللهم عليك به 
2)
نور الشمس -   بتاريخ: 22-03-2011    
الحمد الله على سلامتك .. وان شاء الله لن تتعرض مرة اخرى لاي حادث .. لان حياة الناس رخيصة عند الرئيس على عبد الله صالح واعوانه والدليل مجزرة يوم الجمعه الماضي بصنعاء .. تحياتي لك

Total time: 0.0448