أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

الحوثي شريطية من الشروط

- عبدالخالق عطشان

من حق الحوثيين أن يتظاهروا ويعتصموا ويُسيرون المسيرات وينددون ويشجبون بل وأن يخرجوا في وجه الإمام الظالم الذي يأخذ المال ويجلد ويكسر الضهر ، وكل هذا الخروج لابد أن يكون مؤطرا بالسلمية وهي التي تحفظ الدم والمال والعرض دون عبث أو فوضى أو تخريب أو إذكاء لفتنة تقود إلى مفاسد أكبر من المفاسد  التي خرجوا من أجلها وعلى الدولة حمايتهم وتذليل دروبهم طالما تمسكوا بسلميتهم.

حوارٌ ومن خلفه حوار وشروط ٌتتلوها شروط وعراقيلُ تتبعها عراقيل وتعنت يفضي إلى تعنت وكل ذلك يمارسه اخواننا الحوثيون الذين نسوا الجرعة وباتوا يبحثون عن مائة قدم في السلطة والحكومة القادمة ، إنها شراهة سياسية لا يشبع صاحبها ولا يقنع حتى لو أُوتي كل ما سأل فسيضل يسأل حتى يُدركه الفناء .. كالإبل الهيم التي لن ترويها بحور من المياه العذبة والمالحة وكالدودة الشريطية التي تلقفُ ما يأكلُ المرءُ وكجهنم التي شعارها ( هل من مزيد ) .

ذهب ابن عمر - وياليت أباه أسماه عليا أوحسينا – إلى صعدة ليدُل عبد الملك على موضع إمضائه على الاتفاق غير أن جمال لم يرى شيئا جميلا فدخل إلى غار عبد الملك وقال له اقرأ : قال ما أنا بقارئ .. تلاها ثلاثا ثم قال له ( خلاص ) وقّع .. قال : وماالتوقيع.. قال : اتفاقٌ ..  قال : وما الإتفاقٌ.. قال : حقنٌ للدماءِ .. قال : وماالدماءُ .. قال : دماء اليمنيين التي تُسفك اليوم في شملان والتلفزيون والتبة والجمنة والخمسين وسابقا سفِكت في عمران وحجة والجوف وأرحب وإب وذمار .. قال عبد الملك : هناك شروط قبل التوقيع فضل السيد يُملي شروطه حتى أدرك ابن عمر الصباح ولم يسكت السيد عن التعنت والتشرط و .... لقد حسب عبدالملك أنه سيماطل ابن عمر قدر الاستطاعة ريثما تسقط صنعاء وعند سقوطها سيقول له والله أني كنت أريد التوقيع الآن لكن تغير الحال.. وبعد ذلك كله تقول أخبار أن ابن عمر رجع وقد عهد عبد الملك بالتوقيع لرجلين من مليشياته .. لكن لماذا كل هذا التعنت والمماطلة وهل كان ابن عمر على علم بهذا ؟؟!!

كل شيء في البلاد آيل للسقوط وكل الإحتمالات محتملة فالمكر والكيد والتواطؤ في تحالف مستميت لتبني هذا الإسقاط وحتى إن تم السقوط لا قدر الله فالساقطون سيصبحون خبثا تقذفهم الوقائع والواقع الجديد  غير أن الله  خير حافظ وهو أسرع مكرا وعلى الشرفاء والوطنيون والغيورون قادة ورعاة ورعية ومواطنون أن يدركوا أن تبة الجمهورية أغلى من تبة صادق ويمن الإيمان أغلى من جامعة الأيمان وشملان وحدة وصنعاء وعدن والثلاثين والستين والخمسين  كلها يجب عدم التفريط بها ، واليمانيون إخوة ليختلفوا لكن حينما يصل الأمر إلى الدم فالرجل والقوي هو من يؤثر الحفاظ على الأرواح مقابل حفنة من التنازلات والإبتزازات والإشتراطات والتي سينال صاحبها الخزي والهلاك آجلا أم عاجلا..

Total time: 0.0556