جح رئيس جمعية المخترعين الأردنيين فايز عبود ضمرة في اكتشاف مصدر للطاقة يحل محل النفط في كثير من أوجه حياتنا، باستخدام الطاقة المغناطيسية.
الاكتشاف هو عبارة عن "بويلر" مغناطيسي لتسخين المياه، يعزز تنوع خليط الطاقة في العالم دون استخدام أي مشتق نفطي.
وقد خضع الاختراع الجديد لتجارب ثلاث جهات حكومية أردنية أثبت خلالها نجاحه في تسخين المياه بالطاقة المغناطيسية دون استخدام أي نوع من المشتقات النفطية أو انبعاث أي غازات ملوثة للبيئة.
ويعد هذا الاختراع هو الثاني، فقد توصل ضمرة من قبل لبراءة اختراع محطة بيئية لمنع غبار الإسمنت وغازات الاحتباس الحراري المسببة لمشكلة تغير المناخ، مسجلة رسميا في الأردن.
وقال ضمرة للجزيرة نت إنه عقب تجارب استمرت سنة كاملة، وبجهود ذاتية، توصل لقاعدة علمية تتعلق بالمجال المغناطيسي، وتحديدا توليد طاقة حرارية لتدفئة المنازل والمستشفيات والفنادق والمدارس وبرك السباحة والشركات والمزارع بتكلفة لا تقاس بما يدفع ثمنا للسولار أو الغاز أو الكهرباء.
ضمرة أصرَّ على عدم إعطاء أي تفاصيل علمية حول آلية عمل النظام المبتكر (الجزيرة) |
لجان متخصصة
وذكر أن لجانا متخصصة في وزارتي الطاقة والثروة المعدنية في مجلس النواب شاهدت ثلاث تجارب (اختبارات) لتشغيل نظام تدفئة مركزية، وأعدت تقاريرها حول الاختراع الجديد.
وبينت وزارة البيئة في تقريرها أنه بعد تشغيل الجهاز لمدة نصف ساعة لوحظ زيادة درجة الحرارة لمستوى ملحوظ دون وجود أي ملوثات أو انبعاثات في الموقع، واعتبرت أن الجهاز صديق للبيئة.
لكن مدير الرصد والتقييم البيئي في وزارة البيئة، المهندس جبر درادكة، قال إن المخترع ضمرة عرض نظاما مصغرا لتدفئة مركزية يتكون من "روديترات تدفئة" متصلة بصندوق معلق مشغل بواسطة محرك كهربائي قدرته أربعة كيلوواطات متصل بالشبكة الكهربائية.
وقال درادكة "بعد تشغيل النظام لفترة تجاوزت ثلاثين دقيقة ارتفعت درجة الحرارة ارتفاعا ملحوظا ولم نتمكن من معرفة الأسباب الحقيقية لارتفاع الحرارة، لأن الصندوق مغلق ولأن المخترع ضمرة أصرَّ على عدم إعطاء أي تفاصيل علمية أو تقنية عن آلية عمل النظام حفاظا على سريته".
أما اللجنة النيابية برئاسة المهندس جمال قموة فقد لاحظت ارتفاعا في الحرارة بشكل متواصل ومناسب عقب تشغيل "البويلر"، وأعربت عن اعتقادها أن الاختراع سيكون مفيدا جدا في مجال التوفير الهائل في استهلاك الوقود والطاقة، إضافة إلى إمكانية توليد الكهرباء بكلفة متدنية جدا.
وأكدت اللجنة في تقريرها أن مثل هذه الاختراعات مهمة وضرورية للمساهمة في تخفيف عبء فاتورة الطاقة، موصية بالدعم المالي لتمكين صاحب الاختراع من إنشاء البنية التحتية لاختراعه من أبحاث ومصنع وتصنيع وغيرها.
اهتمام ودعم
بدورها قالت وزارة الطاقة والثروة المعدنية إنها مهتمة وتدعم مثل هذه الاختراعات الهادفة، وأضافت أنها مستعدة لتقديم المساعدة المناسبة ضمن مجال اختصاصها.
وذكر ضمرة للجزيرة نت أنه وقع اتفاقية بالحروف الأولى لتبني المشروع مع رجل الأعمال السعودي رمضان حمدان عبد الله السبوتي قيمتها أربعة ملايين دولار مبدئيا، لتسجيل شركة في الأردن وبدء تطبيق الاختراع.
وأشار ضمرة إلى أنه توقع دعما حكوميا إلا أنه لم يجد، مما دفعه للتواصل مع جامعة كولومبيا الأميركية التي أبدت استعداداها لتبني المشروع ونشره على مستوى العالم.
وقال "إن الاختراع في حالة تطبيقه يضع العالم على أعتاب انقلاب جديد في مفهوم الطاقة واستعمالاتها لأن الطاقة المغناطيسية المكتشفة متعددة الاستخدامات في حين تنحصر الطاقات الأخرى في مجال واحد"، موضحا أن الطاقة المكتشفة مستدامة ورخيصة وآمنة وصديقة للبيئة.
وحول مشاريعه المستقبلية، أوضح ضمرة أنه توسع في استغلال الطاقة المكتشفة لتوليد الكهرباء وتحلية مياه البحر وصمم مفاعلا كهروبخاريا لتوليد البخار بشقيه المحمص لتوليد الكهرباء والمشبع لتحلية مياه البحر دون استعمال أي وقود.
وذكر أن للاختراع جدوى اقتصادية وبيئية وصحية، وسيؤدي لوفرة في الطاقة يمكن استغلالها لخدمة 38 مشروعا في الصناعة والتجارة والزراعة، حيث قام بتصميم مولد بخار مغناطيسي لتعقيم التربة الزراعية.
وتابع القول إنه يدرس تجفيف "ملاحات البوتاس" للاستغناء عن استيراد الغاز الإسرائيلي، مبينا أن كلفة تشغيل أي مشروع بالطاقة المغناطيسية لا تتجاوز 10% من الكلفة الحالية.
ويرى ضمرة أن كلفة تشغيل محطة الحسين الحرارية في مدينة الزرقاء شرق العاصمة الأردنية تقدر بثلاثة ملايين دولار يوميا، وبإمكان الاختراع الجديد تخفيض الكلفة لما لا يتجاوز 25 ألف دولار يوميا فقط.