مازالت رائحة البارود هي الرائحة الأكثر انتشارا وما زالت أصوات البنادق هي الأصوات التي تخترق حاجز الحكمة والعقل ومازال حمقى السياسة في تيههم وغيهم يترددون وأصبحت السياسة كسوق ( الربوع أو الثلوث ) يجتمع تجار السياسة فيها ثم ينفضون يبحثون عن الربح لايبالون بالخسارة التي يجنيها المواطن ..
اليوم الرضمة وبالأمس يريم وغدا نحن على موعد مع بيع جديد وخيانة جديدة ، حينما تحاول القبيلة أن تأثر لكرامة الدولة المسلوبة تأخذ الدولة العزة بالإثم فتكون هي خصم القبيلة لا خصم القاعدة والتي هي عبارة عن مجموعة من الأشباح تظهر حين الحاجة وتختفي بعد قضائها ولم تكن القاعدة إلا عذرا واضحا لمغامرات الدولة المغتصبة لإزهاق ماتبقى من روح في القبيلة وفي نفس الوقت لم تكن الدولة إلا راية في يسار حركة مسلحة بينما يُمناها وراء ظهرها تخفي رايتها وغايتها الحقيقية ..
الواقع يخبرك عن رئيس سَوّقَ نفسه بالأمس أنه ( اليسوع المخلص) وأنه القبطان الماهر والذي يقود السفينة في بحرِ متلاطم الأمواج مليء بالجنادل و العواصف يكمنُ في عرضه وجزره القراصنة فامتدحه المادحون ووصفه الواصفون وصنعوا منه أسطورة وأعترفُ أني كنت من أولئك لكني كما ذكرت سابقا وعلى لسان الشيخ البيحاني ( ظننت ظنا فخاب ظني :: حسبت شيخا طلع مغني ) واليوم هاهو يُسوِّق نفسه أنه مغدور مغلوب مخدوع وقع في مؤامرة يرمي عن نفسه تهمة التقصير والتفريط بالأمانة وتخليه المُتعمد عن مسؤلياته وحنثه لقسمه بأن يكون (مُخلِص ) فما وجد الشعب فيه إلا شطر الكلمة الأخير .
لقد بدأت الغشاوة تنقشع عن البعض وخصوصا بعد الإسقاط الرسمي الرئاسي المتعمد لعاصمة الجمهورية وأدركوا أن غريم الشعب ولي أمره غير أن العارفون والملهمون علموا ذلك علم اليقين في أول إسقاط رسمي وتعاون رئاسي على الإثم والإجتياح حين تُركت عمران تلفظ أنفاسها وهي على مرمى حجر من التعزيزات الرئاسية الوهمية والتي كانت تتلقى الأوامر دوما بالبقاء والحياد حتى يُرِح الحوثي ذبيحته في عمران وفي كل منطقة يتقدم لاستلامها من الرئاسة عبر الوسيط وزير الدفاع ( ناصر ) .
إن على بقية القبائل أن تدرك حجم الخطر والمؤامرة التي تحاك رسميا رئاسيا ضدها وأن تتحلى بقدر عال من الصبر و المرونة وان لا تلقي بنفسها للتهلكة خصوصا وأن النسيج القبلي بدأ يتعرض للتمزق بمقص الخيانة و خنجر التآمر وعلى بقية القبائل أن تأخذ العبرة ممن سبقها من القبائل والتي اُشتُري رموزها بأثمان بخسة فباعوا ماتبقى من شهامتهم ومروءتهم وما لبثوا أن أصبحوا عبيدا يعضون اكفهم من الندم .