أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

تلون حقوقيين

- محمد مسعود

يجيد المتزلقون والمتسلقون التلون كحشرة الحرباء، فهم يلونون أنفسهم وفقا للون السائد في البيئة المحيطة، وكذلك فإن المتسلقون أنفسهم يغيرون انتماءاتهم وقناعاتهم لتكون في صالح الطرف الأقوى بحثا عن المصالح الذاتية.

هل تذكرون حورية مشهور مثلا كيف كانت في صف صالح، ومع قيام الثورة ضده انتقلت لساحة التغيير كثائرة، ثم وزيرة في حكومة الوفاق من نصيب حميد الأحمر، ثم ما لبثت أن أصبحت الأم الحنون للإصلاحيين للحد الذي رفعت فيه شعار رابعة، لكن هذا الوضع لم يدم طويلا فمع انهيار حكومة الوفاق توجهت مشهور للجنوب لتطالب بالانفصال مع بعض قوى الحراك أملا أن تنال نصيبها في حال تم الانفصال.

ومع عودة المؤتمر الشعبي العام بقوة عبر تحالفه مع الحوثي تم تكليف اسماعيل الجبري كقائم بأعمال وزير حقوق الإنسان وهو المنصب الذي أصبح شاغرا بعد رحيل حورية، ليعمل الجبري على البحث له عن موقع في التحالف الجديد الحوثي المؤتمري، وكوسيط أيضا لسيدته حورية للعودة من جديد لأحضان المؤتمر الذي تركته ذات يوم بحثا عن مصالحها.

الجبري اليوم يثبت أنه يسير على خطى حورية في التلون والبحث عن المصالح الشخصية راميا عرض الحائط كل المبادئ والقيم والأخلاقيات التي ترفعها وزارته التي تقول إن اسمها حقوق الإنسان ، في وطن ليس للإنسان من حقوق ينالها ما دام فيها رجال مثل الجبري ونساء مثل حورية.

Total time: 0.0459