أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

الطريق الى أرمجدون ..

- د. زهير علي عبد العليم
البداية و النهاية  هذه السنة الثابتة لله و كل ما عداها متغير دورة الحياة لم تستثني مخلوق حي ولا حتى الجماد ، أرمجدون بداية النهاية ، إرهاصاتها متتالية متسارعة ، أكاد أُجزمُ أنها ليست من صنع بشر ، دلالات لا يخطئها حصيف ولا تغيب عن ذي بصيرة .
 
أرمجدون أو هرمجدون بالعبرية بهذا الأسم  ذكرت بالتوراة و الإنجيل ، حديثٌ عن المعركة الفاصلة بين الخير والشر عن معركة آخر الزمان ! 
 
أُم المعارك الكبرى بجيش قوامة مئتا مليون مقاتل ، يتقاطر اليها المؤمنون و المتشددون و العقائديون من القارات الست أوروبيون و أمريكيون عرب و عجم ، الجميع سيكونون هناك ، كل أعراق الأرض ستختلف أشكالهم و ألوانهم و ستتحد قلوبهم ، يتوافدون جميعهم من كل حدب وصوب ، يُساقون الى هضبة "مجيدو" في فلسطين شمال القدس ، في هذه الهضبة التي  عُجن طينها بالدم منذ الأزل ، هذه الهضبة التي كانت دائماً مسرحا لحروب عظيمة على مر التاريخ .
 
أرمجدون التي ذكرها الله  في التوراة و الإنجيل ليست محل إختلاف ، هي تتموضع في صلب إهتمام الأحبار و  الرهبان و القسيسين و الشيوخ ، في أساسيات العقيدة المسيحية و اليهودية و الإسلام على حد سواء .
 
 هؤلاء ينتظرون جميعهم  يوماً تصطدم  فيه  قوى الخير والشر ، يومٌ يلتقي الجمعان فيه بجيش قوامه مائتي مليون مقاتل  يأتون لخوض حرب نهائية ، حربُُ حدد مكانها و زمانها الله ..
 
 
ذكرت المعركة بالتوراة والإنجيل باللفظ و بالإسم و تحدث عنها القرآن الكريم بالتفصيل ضمنياً ( دون الإشارة اليها لفظاً)  في سورة الإسراء ، عن معركة  كبرى تشتعل في آخر الزمان تقع بين المسلمين  واليهود و أنصارهم ، ينتهي الأمر بانتصار المسلمين في المعركة .
 
إرهاصات و بدايات قد تستمر لعقود ..
 
سيناريو بلاد الشام 
 
قبل عقود تجمعوا  في أفغانستان هناك كانت البداية و فجأة يظهرون في بلاد الشام ، يتقاطرن اليها من كل الكون فقراء و أغنياء نساء ورجال  يساق الجميع و يظهر قومٌ  كالموج لم يكن أحد يعرفهم من قبل ..
 
تتلاشى الحدود بين العراق و سوريا ، بين فلسطين وسوريا ، بين سوريا و لبنان و قريباً بين بلاد الشام والأردن . 
تنتهي الجيوش النظامية و الحكومات النمطية و تقوم دول تحكم بشرع الغاب و بإسم الإله ..   
 
سناريو مصر و المغرب العربي ..
 
بلاد المغرب العربي هي الأخرى على صفيح ساخن ، ما يحدث الان في ليبيا ما هو إلا مقدمة لسيناريو كبير ، فليبيا بلادٌ كنوزها كثيرة و ناسها قليلة ، أما جارتها مصر فالنفوس فيها كثيرة  و الكنوز فيها القلية وصراع أطماع بدأت طلائعها بغارات جوية ، وغزو بري محتمل قد يحتدم و تتلاشى بعده الحدود المصرية الليبية ، الجزائر و تونس  لن تكون ابدا بعيدة عن ما سيجري بين ليبيا ومصر و في المحصلة ست تلاشى الحدود بين الدول الأربع  
و سيموج الجميع  و ستعم الفوضى مصر بحكم التناقضات التي أصابت النسيج الإجتماعي ، أما الجماعات المسلحة على الحدود المصرية مع فلسطين فستسيطر على الحدود مع غزة و عندها سيكون الطريق الى القدس سالكاً.  
 
سيناريوا اليمن و السعودية ..
 
في الشمال في صعدة تظهر جماعة عقائدية،  بضعة أفراد يحاربهم الجميع ، وفي بضع سنين يتحولون الى  سيل من البشر يتجه جنوباً ،و هناك  في الجنوب هناك تنتظرهم و منذ سنين جماعة عقائدية أخرى أيضاً كانوا بضعة نفر تحولوا سريعاً الى قوة تحسب لها  الدول العظمى حساب ، قطبين مختلفين في كل شيئ ، متوحدين في عداءهما  للمملكة السعودية ، سيتجه هؤلاء للحجاز ليس للحج بل للحرب ولو بعد حين لتنتهي الحدود ..
 
 كما إنتهت الحدود بين العراق و سوريا وبين بلاد الشام ، ستنتهي الحدود أيضاً بين اليمن و السعودية و سيكون الطريق من اليمن الى الأردن و منه الى القدس سالكاً للجميع ،
 
 
تشتد القسوة و يتخذ الله من المستضعفين في الأرض شهداء ، و يهيئ الإله أرض المعركة و يبتهجون الى مدينة السلام  اليك يا قدسُ  الى أرض الميعاد إلى مشيئة الرب الى أرمجدون  ..
 
 

Total time: 0.0882