أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

قرار العقوبات بداية خطيرة لاستهداف اليمن ..

- عباس الضالعي

عقوبات مثل الذي صدرت بحق الرئيس السابق وابو علي الحاكم وعبد الخالق الحوثي هي عقوبات سياسية ولها ابعاد اخرى تتعلق بسيطرة الدول الكبرى على المنطقة وفقا لخارطة جديدة سياسية وامنية وجغرافية

تجميد الارصدة والمنع من السفر .. أضحوكة بكل المعاني ..

كان الامر مجديا لو تم تجميد اموال الرئيس السابق بداية 2011 وبشكل مفاجئ اما اليوم فالعقوبات هي لصالحه تماما

صالح قالها يوما ... اذا وجدتوا اموال في أي بنك فهي لكم وهذا الكلام كافي بعدم وجود اموال وهذا لايعني انه لايمتلك اموال .. الاموال موجودة ولا تستطيع أي لجنة دولية الوصول اليها او اكتشافها

بالنسبة للسفر .. صدرت قرارات حظر وقبض على زعماء وسياسيين ولن يلقى القبض عليهم

بالنسبة للعقوبات على ابو علي الحاكم وعبدالخالق الحوثي هي عقوبات هزلية اكثر من كونها قانونية او اممية لان الرجلان ببساطة لا يسافران ولا يملكان اموال في البنوك

 

اذا هناك ابعاد اخرى واهداف خفية وراء قرار العقوبات وبشكل عام هذه الاهداف لها علاقة بأمن اليمن والمنطقة ومصالح الدول الكبري التي وجدت نفسها امام فرصة ذهبية تتمثل بوجود قائد ضعيف وهش رؤيته لاتتجاوز حدود المصالح الشخصية والانتقام ورد الاعتبار لمظالم نفسية خاصة به خلال سنوات التهميش

أي دولة تسعى لوضع يدها داخل اليمن ففترة وجود هذا الرئيس " الطيني " هي الفترة المناسبة لانه ببساطة قبل على نفسه ان يكون سكرتير صغير عند سفير او سفراء بعض هذه الدول وهذا واضح من خلال الاعتماد عليهم كليا في ابسط القرارات التي لا تحتاج حتى لاستشارة مستشاريه الرسميين

العقوبات هي مدخل لتدويل الامن في اليمن ومبرر لتطبيق البند السابع تحت ذريعة تطبيق العقوبات على اشخاص يعرف العالم انه لا يمكن الوصول اليهم حتى ولو استعانوا بقوات راجلة

ما يجب ان نفهمه ان الهدف ليس علي عبد الله صالح ولا المؤتمر ولا ابو الحاكم ولا جماعة الحوثي وليس للعقوبات أي علاقة او اهمية بأمن اليمن ومستقبلها

العقوبات قرار دولي خطير يتم استدراج اليمن الى وضع معين تحت البند السابع ، هذه هي البداية الشيطانية للسيطرة على اليمن تحت عناوين الامن والمستقبل والعملية السياسية

العملية السياسية انتهكها جمال بن عمر وهادي في الشهر الثاني من التوقيع على المبادرة الخليجية وخلال الفترة الماضية انتهوا من استكمال اغلاق ملف المبادرة نهائيا

المطلوب من الجميع وخاصة الاحزاب هو الارتقاء بالتفكير ودراسة الابعاد والاهداف الخفية وراء العقوبات ومواجهة المخاطر التي ستترتب على هذه العقوبات

العقوبات بداية خطيرة لاستهداف اليمن وهذا ما يجب ان يستوعبه الكل .. بالعقل لماذا تأخرت كل هذه السنين ولم تصدر الا بعد تفكيك مؤسسات الدولة وضياعها ؟

من يعتقدون ان الهدف هو علي صالح والحاكم والحوثي فهو على خطأ كبير ويقدم خدمة مجانية للمشروع الذي يختبئ خلف العقوبات ومن يعتقد ان العقوبات خدمة لهادي فهو على خطأ .. لها جانب يتعلق بمكافحة الارهاب ( فرض صيغة معينة للاسلام ) ولها اهداف اخرى غير ذلك ..

العقوبات مدخل لاخراج اليمن من قائمة دول المعمورة سياسيا واستراتيجيا وجغرافيا وامنيا ..

للخصوم .. لا تتوقفوا عند علي عفاش .. ولا يجب ان يتوقف علي عفاش عند الاخونة واوهامها .. الفريقان اهداف مشروعة للمشروع المؤامرة الدولية علي اليمن والفريقان ليس امامهما سوى التجرد عن الذات الانانية الانتقامية ..

يجب ان يفهم الكل ان وضع اليمن تحت البند السابع لم يكون مجازفة او اجتهاد او تلويح او تنويم او انه محدد لاشخاص دون اليمن  .. يجب ان لا تدفعنا - جميعا - الخلافات الى التوقف عند نقطة معينة ..

مواجهة المؤامرة يبدأ بتحرير القرار اليمني ..

 

Total time: 0.0816