أخبار الساعة » مال واعمال » اخبار الشركات

بداية جديدة للصراع نحو المعالجات الأصغر حجما..إنتل تبتكر الرقائق ثلاثية الأبعاد

- عبد الكريم الحزمي

تحدثنا من قبل مرات عديدة عن قانون مور الذي تتبعه إنتل عند تطوير معالجاتها و الذي ينتهي ببساطة شديدة الى أن المعالجات تسلك طريق يتجه بشكل مستمر الى التناقص في حجم الترانزستور المستخدم و زيادة سرعته في عام تلو الآخر بالتبادل. ربما تكون هذة القاعدة نظريا واردة الإستيعاب و لكن الجانب العملي و التطبيقي بها لم يزل يتحدى عقول الكثيرين ممن طالما راودتهم الشكوك حول قابلية هذة القاعدة للتنفيذ في ظل التناقص المستمر في حجم الترانزستور المستخدم في صناعة المعالجات الى حد تصور البعض – و لهم الحق في ذلك – بصعوبة أن يتم تجاوزه لاعتبارات عملية و منطقية.

إنتل اليوم آثرت أن ترد على شكوك هؤلاء لتؤكد أن مستقبل تطوير المعالجات ربما لا يزال في بدايته و أنه لا يزال هناك الكثير مما لم يكشف عنه بعد, أعلنتها الآن إنتل بأنها بداية من الجيل المقبل لمعالجاتها و الذي يحمل الإسم الرمزي Ivy Bridge و ينتظر صدوره بحلول نهاية العام الحالي – و الذي سيأتي بقياس 22 نانو متر ليحل محل الجيل الحالي من معالجات الشركة, Sandy Bridge – ستبدأ في استخدام رقاقات جديدة لمعالجاتها تحمل تصميم مبتكر كليا يعتمد على الترانزستور ثلاثي الأبعاد و هو ما يعني أن الرقاقات الجديدة لم تعد مسطحة و لكنها باتت مجسمة بما يسمح باستغلال أبعادها الثلاثة لإضافة مزيد من القدرة الحسابية للمعالج و بما يسمح بتقليص حجمه أكثر و أكثر. و هو ما يعني في عبارة واحدة بأن الصراع نحو المعالجات الأصغر حجما لم ينتهي كما تصور البعض و لكن يبدو أنه لا يزال في بدايته.

من الخارج لا تظن أنك سترى اختلافا كبيرا عن شكل المعالج الذي اعتدته, فما نتحدث عنه هنا هو بناء ميكروسكوبي دقيق لهذة المعالجات التي باتت في تصوري تمثل عجائب تقنية لم تكن لتخطر ببال أحد منذ سنوات قليلة ماضية. أما على الصعيد التطبيقي و العملي فما ننتظره وفقا لما أعلنته إنتل من معلومات هو زيادة في أداء المعالج تصل الى 37% مقارنة بالجيل الحالي و انخفاض لاستهلاك الطاقة يصل الى 50% مقارنة بالجيل الحالي كذلك و ذلك بزيادة لا تتجاوز 3% في تكاليف إنتاج المعالج نفسه و هو ما يعني أن النطاق السعري للمعالج الجديد ينتظر أن يكون مماثلا لمعالجات الجيل الحالي عند طرحها للمرة الأولى. أما الإنتصار التقني الأهم في اعتقادي فيكمن في قابلية استخدام هذة التقنية التصنيعية في المستقبل القريب في إنتاج معالجات خاصة بالأجهزة المحمولة و اللوحية و هو ما أتصور أن نراه قريبا جدا و إن أردتم رؤيتي المتواضعة للشهور و السنوات القليلة المقبلة فسأقول بأن إنتل ستوجه قدر كبير من اهتمامها و عنايتها الى سوق الهواتف الذكية و الأجهزة اللوحية و الذي لم يعد أحد الأسواق المتخصصة التي يمكنك أن تتجاهلها بل أصبح – شئنا أم أبينا – سوقا مؤثرا ينمو بدرجات تفوق ما يحققه سوق الحاسبات ذاتها من نمو.

Total time: 0.0647