أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

الإخوان والسلفيون يرفعون شعارات مصر إسلامية ..لا مدنية ولا علمانية، الملايين يتظاهرون ب"التحرير" والإسلاميون يسيطرون على الميدان

- صبري حسنين من القاهرة
شهدت مصر اليوم تظاهرات مليونية، أعادت للأذهان المشهد أثناء الثورة التي اندلعت في 25 يناير، ولم تهدأ لمدة 18 يوماً إلا بإزاحة الرئيس السابق حسني مبارك عن الحكم في 11 فبراير الماضي، انطلقت التظاهرات في عدة ميادين في الجمهورية ولاسيما ميدان التحرير الذي وصلت عدد المتظاهرين فيه إلى ما يزيد على المليون شخص، ولأول مرة منذ جمعة 8 يوليو الماضية، يشهد الميدان هذا الزخم الثوري، لدرجة أنه لم يعد فيه مكان لموضع قدم، وأحتشد الآلاف من المتظاهرين في الشوارع المؤدية إلى الميدان، رغم شدة أشعة الشمس، وارتفاع درجات الحرارة، كما أحتشد مئات الآلاف في ميدان القائد إبراهيم والشوارع المحيطة به بالإسكندرية، وكذلك الحال في ميدان الساعة بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة شمال غربي القاهرة.

رغم مشاركة جميع التيارات في التظاهرات الحالية تحت شعار "جمعة وحدة الصف والإرادة الشعبية"، ورغم الاتفاق على حزمة من المطالب، والابتعاد عن المطالب والشعارات المعبرة عن تيار بعينه، إلا أن التيارات الإسلامية، ولاسيما السلفيين، رفعوا شعارات تخالف ما تم التوافق عليه، وكان واضحاً أن الشعار الأبرز "الشعب يريد تطبيق الشريعة"، "مصر إسلامية .. إسلامية، وليس مدنية"، وهيمنت الشعارات الإسلامية على ميدان التحرير.

كان واضحاً سيطرة التيارات الإسلامية على الميدان، ورفع شعاراتهم الخاصة، رغم الاتفاق على حزمة من الشعارات مع التيارات الليبرالية واليسارية وائتلافات شباب الثورة، منها تطهير مؤسسات الدولة، والإسراع في محاكمة رموز النظام السابق محاكمة علانية، مع الابتعاد عن شعارات "الدستور أولاً" أو "لا للمبادئ فوق الدستورية"، والاتفاق على أن يظل شعار "الثورة أولاً"، "مصر أولاً" مرفوعاً، وعدم تغليب المصالح السياسية على المصلحة القومية.

وبنظرة إلى المنصات الإعلامية في ميدان التحرير، يتأكد أن الإسلاميون استعدوا جيداً لهذه المليونية، حيث كان المنصة الأكبر والأعلى صوتاً لجماعة الإخوان المسلمين، وقد تكلفت عدة آلاف من الجنيهات، وكان للتيار السلفي بكافة فصائلة أربع منصات، أبرزها تلك التي ألقى الشيخ مظهر شاهين من عليها خطبة الجمعة، ورغم أن المنصة الإعلامية لائتلافات شباب الثورة والتيار الليبرالي تتوسط الميدان، ورغم أنها مزودة بمكبرات صوت وتجهيزات متنوعة، إلا أن منصات وتجهيزات التيارات الإسلامية كانت أكبر وأعلى صوتاً.

ونظراً للزحام الشديد وربما خشية وقوع احتكاكات طائفية، ألغى الثوار المسيحيون القداس الذي كان مقررا أداؤه من على المنصة الرئيسية، وبرر هاني حنا واعظ الثورة القبطي الإلغاء بأنه يرجع إلى الزحام الشديد من تعذر معه وصول رجال الدين اللذين كانوا يقومون بالقداس، ولكن سمعت الترانيم المسيحية واضحة في الميدان.

رفع الإسلاميون شعارات "إسلامية إسلامية.. لا مدنية لا وعلمانية"، "الشعب يريد الشريعة الإسلامية"، "لا شيء فوق الدستور إلا الكتاب والسنة"، "دفاعا عن هوية مصر الإسلامية"، "مصر إسلامية وستظل إسلامية"، "لا أمريكية ولا صهيونية.. شريعتنا مية مية"، "شريعة ربنا جوة قلبنا"، كما رفعوا شعارات مناهضة للرئيس الأمريكي باراك أوباما ومنتقدة قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ومنها "صور صور يا أوباما كلنا هنا أسامة".

وللمرة الأولى منذ جمعة "حق الشهيد" في الأول من شهر يوليو الجاري يهتف المتظاهرين في ميدان التحرير للمشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الذي يدير شؤون البلاد، حيث هتف الإسلاميون "ألف تحية للمشير من ميدان التحرير"، الشعب والجيش إيد واحدة"، على النقيض من الشعارات والهتافات التي شهدت الجمع الماضية من هذا الشهر التي كانت تنادي ب"الشعب يريد إسقاط المشير"، "يا مشير يا مشير .. الثورة لسة في التحرير"، كما رفعوا القرآن إلى جانب الإنجيل في محاولة منهم لطمأنة المسيحيين، وهتفوا رفعوا شعارات "مسلم ومسيحي إيد واحدة"، "أنا وأخويا المسيحي بنحب مصر"، "لا تقل مسلم ولا مسيحي.. بل قل مصري مصري".

كانت مشاركة التيارات الإسلامية ولاسيما السلفيين في ميدان التحرير منظمة جداً، وليست عشوائية، حيث توافد على الميدان منذ مساء أمس ومع صباح اليوم الآلاف منهم في سيارات من مختلف المحافظات، تحمل النساء والرجال والأطفال.

وأنتقد بلال دياب عضو الجبهة الحرة للتغيير السلمي خروج الإخوان والسلفيين عن الاتفاق الوطني الذي عقدوه مع نحو 34 ائتلاف وحركة ثورية في مقر حزب الوسط.
وقال ل"إيلاف" إنه تم الاتفاق معهم على رفع الشعارات التي تتوافق مع مطالب الثورة، والابتعاد عن الشعارات التي هناك خلاف عليها، مثل رفض المبادئ فوق الدستورية، والابتعاد عن قضية الدستور أم الانتخابات أولاً، والاتفاق على القصاص للشهداء و محاكمة سريعة وعلنية وعادلة لرموز النظام السابق بمن فيهم الرئيس السابق، وتطهير البلاد من أعضاء الحزب الوطني، وإسراع المجلس العسكري في تسليم البلاد لسلطة مدنية.

وأضاف دياب أنهم خالفوا ما اتفقنا عليه ورفعوا شعارات إسلامية، مما يخدش معه شق الصف الوطني، وأشار إلى أن أعضاء 15 ائتلاف وحركة وحزب سياسي يحذرون من مغبة رفع هذه الشعارات، من أنها سوف تعمق الهوة بين التيارات السياسية، وقد تخلق مشاحنات بين الجانبين، مشيراً إلى أن الإخوان والسلفيين يتحملون المسؤولية الجنائية عن أي شيء قد يحدث.

Total time: 0.0565