علمت" إيلاف"من مصادر موثوقة أن الحكومة الروسية أبلغت الرئيس اليمني علي عبد الله صالح اعتذارها عن استقباله بغرض استكمال علاجه في موسكو.
وأوضحت المصادر أن الكرملين ابلغ الرئيس صالح عبر القنوات الديبلوماسية أن الإمكانيات الطبية السعودية تضاهي مثيلاتها الروسية وبالتالي فإن الخيار الأمثل هو استكمال علاجه في الرياض تحت إشراف طاقم طبي سعودي.
وغادر الرئيس صالح جناحه الملكي في المستشفى العسكري في الرياض إلى قصر المؤتمرات مساء أول من أمس بعد أن تحسنت حالته الصحية"وسمح له الأطباء بالمغادرة للنقاهة على أن يعود إلى المستشفى بين الحين والآخر للمراجعة والمتابعة وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة" .
وعبر الرئيس اليمني"عن جزيل الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ولحكومة وشعب المملكة العربية السعودية الشقيقة على كرم الضيافة وحسن الرعاية وعلى الاهتمام الكبير الذي حظي به والمسئولين اليمنيين الذين يتلقون العلاج في مستشفيات المملكة"مشيدا "بالمستوى المتقدم للخدمات الطبية العسكرية بالمملكة واعتزازه بالكفاءات والكوادر الطبية العلمية السعودية والعربية العاملين في المجال الطبي في المملكة التي تعتبر فخرا للمملكة وللأمة العربية" .
وكان في وداعه أثناء مغادرته للمستشفى الدكتور كتاب العتيبي مدير الخدمات الطبية بوزارة الدفاع والطيران ومدير المستشفى العسكري بالرياض والعاملون فيه.
يشار إلى أن الحكومة الألمانية ـ وفقا لمعلومات "إيلاف" ـ سبق وان اعتذرت عن استقبال صالح كرئيس لليمن لاستكمال علاجه ولكنها أبدت موافقتها على استقباله بصفته مواطنا يمنيا وهو الأمر الذي رفضه الرئيس اليمني.
وخضع صالح لعلاج لأكثر من شهرين اثر إصابته في انفجار قنبلة في مسجد القصر الرئاسي بصنعاء في الثالث من حزيران/ يونيو وظهر للمرة الأولى عبر شاشة التلفزيون اليمني في السابع من تموز/ يوليو بحروق في الوجه والضمادات تغطي يديه.
ورفضت مصادر يمنية تحديد موعد عودة الرئيس إلى صنعاء واكتفت بالقول "أن الأمر مرهون بتطورات صحته وقرار الأطباء".
كما امتنعت المصادر ذاتها عن التعليق على أنباء مفادها أن"محاولات حثيثة تجري حاليا في الرياض لإجراء صلح بين الأطراف اليمنية لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد على أن يعلن عنه قبل 15 رمضان الجاري في حال نجاح هذه المساعي"إلا أن مصادر ديبلوماسية غربية في الرياض ألمحت إلى مبادرة يمنية جديدة لإنهاء الأزمة في اليمن من ابرز بنودها الدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة دون ترشيح صالح نفسه مجدداً أو أحد أبنائه..وهو البند الذي تضمنته المبادرة الخليجية أيضا ".
وكانت مصادر أميركية قالت إن الرئيس علي عبد الله صالح قرر نهائيا ألا يعود إلى اليمن "استجابة لضغوط دولية مورست عليه وخوفه من محاكمة مثل الذي أجرتها الثورة المصرية للرئيس السابق محمد حسني مبارك" .
وتحولت الانتفاضة الشعبية التي اندلعت ضد صالح في كانون الثاني/ يناير إلى مواجهات دامية في أيار/ مايو بين قواته وأخرى تابعة لزعيم قبلي نافذ هو الشيخ صادق الأحمر فيما يخوض الجيش اليمني في الجنوب حربا مع مسلحي تنظيم القاعدة.
وفي تموز /يوليو الماضي قررت المعارضة اليمنية تشكيل مجلس وطني ائتلافي يضم القوى السياسية والشبابية لتجاوز الانقسامات الكبيرة التي بدأت تفكك ساحات الاحتجاج ومواجهة الرئيس اليمني.
وفي العاشر من تموز/ يوليو استقبل صالح في الرياض جون برينان مستشار الرئيس الأميركي باراك اوباما لمكافحة الإرهاب الذي طلب منع توقيع خطة مجلس التعاون الخليجي وفق ما أعلن البيت الأبيض.
وقال صالح أن "المبادرة الخليجية وبيان الأمم المتحدة يمثلان أرضية للخروج من الأزمة الراهنة"حسب موقع وزارة الدفاع اليمنية.وعرض التلفزيون اليمني صورا لصالح يستقبل برينان في الرياض.
وأعلن البيت الأبيض في بيان انه "خلال اللقاء دعا برينان صالح إلى الوفاء سريعا بوعده لجهة توقيع الاتفاق الذي وضعه مجلس التعاون الخليجي من اجل انتقال سياسي سلمي ودستوري في اليمن".
وقال وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي أمس الأحد أن حل الأزمة السياسية لن يكون عسكريا بل سياسي وأن المبادرة الخليجية ما تزال تمثل أرضية للحوار لإنهاء الأزمة الحالية في اليمن .
ووصف القربي في حديث لفضائية "السعيدة"المستقلة أن المبادرة الخليجية "تمثل أهدافا أساسية محددة للحفاظ على أمن ووحدة واستقرار اليمن وخطوة عملية بدءا بتشكيل حكومة وصولا إلى انتخابات".
وحذر من أن عدم الوصول إلى توافق حول المبادرة الخليجية وجهود الأمين العام للأمم المتحدة لحل الأزمة سيؤدي إلى تفجر الموقف.وقال" لا يمكن أن يستمر هذا الموقف بهذه الطريقة إلى ما لانهاية "وأنه لا بديل إلا الحوار والاتفاق.
وشدد القربي على أن حل الأزمة الراهنة في اليمن يجب أن يكون سياسيا وسلميا ويجب أن يقود إلى التغيير الذي ننشده جميعا،مشيرا إلى أن الحل العسكري لن يخرج أحد منه منتصرا.وقال"إذا اعتقد أحد أن هناك من يستطيع حسم الأزمة السياسية من خلال العمل العسكري فلا يمكن والذين يعتقدون أن الحل لهذه الأزمة غير سياسي فهم مخطئون ".
وكان الأخ غير الشقيق للرئيس اليمني اللواء على محسن الأحمر قد انشق عن الجيش النظامي في آذار/ مارس الماضي وأعلن انضمامه للمحتجين المطالبين بتنحي الرئيس على عبد الله صالح .
واستبعد القربي الحل العسكري وقال"إنه سيقود إلى ما ردده الكثيرون إلى حرب أهلية لأن المجتمع منقسم نصفين والمجتمع قبلي عسكري سياسي في إطار الحزب الواحد ".
وجدد تصريحات سابقه له بان الرئيس صالح لن يتنحى إلا عبر صناديق الاقتراع قائلا "عندما أقول أن الرئيس لن يتنحى إلا عبر صناديق الاقتراع فهو تأكيد للمبدأ الديمقراطي والرئيس قد حسم موضوع ترشيح نفسه بأنه لن يتم أبدا خلال الانتخابات القادمة" .
وكشف القربي أن الرئيس صالح كان قد اتخذ قرار التوقيع على المبادرة الخليجية صبيحة اليوم الذي حدث فيه الاعتداء على جامع دار الرئاسة ما أدى إلى التأجيل نتيجة الظروف التي وقع فيها الرئيس.
ويشهد اليمن حركة احتجاجية شعبيه عارمة منذ مطلع العام الحالي تطالب بتنحي صالح عن حكم اليمن المستمر منذ يوليو/ تموز 1978 .