أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

نذر الحرب تلوح في صنعاء واشتباكات بلا ضحايا بالقرب من مبنى الإذاعة

- صنعاء

لاحت نذر الحرب في العاصمة اليمنية صنعاء أمس بعد اشتباكات متفرقة بين قوات الجيش المنشقة عن نظام الرئيس علي عبدالله صالح وقوات الحرس الجمهوري الموالية له، وسط مظاهر احتقان شلت العاصمة نتيجة استعدادات بدأتها هذه القوات بعد نشر وحدات منها معززة بالسلاح الثقيل في مناطق متفرقة؛ فيما اتهمت قوى المعارضة نظام الرئيس صالح ب”سرقة نجاحات الجيش الوطني المؤيد للثورة في دحر مسلحي “القاعدة” في محافظة أبين ومحاولة استثماره سياسياً للتخفيف من وطأة الضغوط الدولية المطالبة بتنحيه وتنفيذ المبادرة الخليجية” .


واتهمت قيادة الفرقة الأولى المدرعة التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر قوات الحرس الجمهوري بمحاولة تفجير الموقف العسكري قبيل اجتماع مقرر لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في السعودية لبحث الأزمة اليمنية، مشيراً إلى أن مواقع الفرقة في منطقة شارع الخمسين تعرضت لأربع قذائف دبابات أطلقتها قوات الحرس الجمهوري صباح أمس وقال ناشطون إنها أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من قوات الفرقة .


وشهدت العاصمة حال توتر لا سابق له بعد نشر قوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل الرئيس صالح وحدات وآليات عسكرية في محيط العاصمة وبالقرب من الاستاد الرياضي القريب من مطار صنعاء والطريق المؤدية إلى محافظة عمران مسقط رأس الشيخ صادق الأحمر زعيم قبائل حاشد غداة مواجهات مع رجال قبائل مؤيدين للثورة الشبابية وأسفرت عن مقتل مدني وإصابة آخرين من القبائل والجنود .


وتبادلت وحدات من اللواء الرابع الموالي لنظام صالح النار مع وحدات من قوات الفرقة الأولى المدرعة بالقرب من مبنى الإذاعة من دون سقوط ضحايا بعد منع المئات من شباب القبائل الذين توافدوا حديثا إلى العاصمة نصب خيامهم في أحد مداخل ساحة التغيير بالتزامن مع تبادل للنار بين وحدات من الحرس ورجال قبائل بالقرب من وزارة الداخلية تلاها انتشار كثيف لقوات الحرس المرابطة في معسكر طارق في هذه المناطق المحيطة بالموقع .


وتزامن انتشار قوات الحرس الجمهوري مع تعزيز الفرقة الأولى المدرعة قواتها في أكثر المناطق الخاضعة لسيطرتها في العاصمة ومحيطها وبالقرب من ساحة التغيير بجامعة صنعاء حيث يعتصم شبان الثورة المناهضون لنظام الرئيس صالح .


وأفاد سكان وناشطون أن المناطق في غرب العاصمة شهدت كذلك تحركات عسكرية لقوات الحرس المرابطة في موقع الصباحة؛ فيما اتهم معارضون نظام صالح بحشد آلاف المدنيين من رجال القبائل في أحياء العاصمة وتوزيع السلاح عليهم، خاصة بعد إعلان المجلس الوطني لقوى الثورة تدشين مرحلة الحسم الثوري ما أشاع المخاوف لدى المدنيين الذين شرعوا بمغادرة العاصمة إلى مناطق الأرياف .


وتصاعد التوتر العسكري بالتوازي مع تقارير تحدثت عن رفض الرئيس صالح مبادرة أممية نقلها إليه في مقر إقامته في الرياض مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر وتقضي بإعلانه نقل سلطاته إلى نائبه وتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة بحلول نهاية العام الجاري، وهي الخطة التي رفضها الرئيس صالح وشدد على تمسكه بتنفيذ الخطة التي أقرها حزب المؤتمر الذي أقر مؤخرا خطة تتيح تفويض الرئيس إلى نائبه إدارة حوار مع المعارضة لوضع آلية لتنفيذ المبادرة الخليجية مع احتفاظ الرئيس صالح بكل السلطات والتي قالت المعارضة إنها كانت متعارضة مع المبادرة ووضعت المزيد من العراقيل أمام تنفيذها .


وكانت هذه القضية محور مباحثات جمعت أمس نائب الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي وسفراء لندن وباريس وبرلين ومدريد وتناولت الخطة التي أقرها الحزب الحاكم للخروج من الأزمة الراهنة، حيث أكد الفريق هادي أن “الوضع في اليمن حاليا معقد وصعب للغاية ويحتاج إلى جهود كل الخيرين المؤمنين بضرورة إنقاذ اليمن من هذه المحنة العصيبة” .


وقالت دوائر سياسية إن السفراء أبلغوا هادي أهمية الشروع بتنفيذ فوري وعاجل للمبادرة الخليجية وأن الخيار الآخر سيكون في تبني قرار أممي عبر مجلس الأمن لتنفيذ خطة الأمين العام للأمم المتحدة طريقاً آمناً للخروج من الأزمة الراهنة .

المصدر : الخليج

Total time: 0.046