أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » من هنا وهناك

المنيع يرد بالتحريم على انتشار ظاهرة "تاتو الحواجب".. واستشاري تجميل: أدواته تنقل أمراض الكبد والإيدز

- سبق
قال عضو هيئة كبار العلماء عبدالله المنيع لـ"سبق": "الوشم لا يجوز، وملعونة الواشمة والمستوشمة، وعلينا أن نتقي الله، ونعمل بما أمرنا به الله ورسوله".
 
جاء ذلك ردًا على استفسار لـ"سبق" بعد أن انتشرت أخيرًا عند الأوساط النسائية ظاهرة "تاتو الحواجب، برسم شعر عليها"، وهو نوع من أنواع الوشم، يوضع على الحواجب، بحيث يحاكي شعر الحاجب الطبيعي، وتقوم به غالبًا مجموعة من الوافدات اللاتي أصبحت لهن هذه المهنة "الدجاجة التي تبيض ذهبًا"، لما  تدره عليهن من دخل مادي كبير، وسط غياب الرقابة عليهن، حيث لا يقل سعر الجلسة عن ثلاثة آلاف ريال خلال ساعة، توخز فيها حاجب السيدة بإبرة مثبت فيها نوع من أنواع الصبغات لا يعرف مصدره، حتى ينزف الدم، وترسم شعرًا على الحاجب ليبدو طبيعيًا، ويتلاعبن على النساء بعدم تحريمه، لأنه لا يدوم.
 
وتسببت هذه الظاهرة في إصابة عديد من النساء بأمراض جلدية، لأن الإبر تستعمل لأكثر من زبونة.
 
أمَّا عن الأضرار التي تنتج من هذه الظاهرة فيقول خبير التجميل وطبيب الأمراض الجلدية الدكتور عصام كيال عن هذا النوع من الإبر وأثرها على الجلد: "للوشم الطبي تطبيقات طبية كثيرة، فقد يستعمل لتغطية بعض الندبات والحروق والآثار الجراحية، ويُجرى بطريقة طبية مأمونة خالية من المشاكل المرضية، لكن الوشم من الممكن أن يُجرى بهدف الزينة من قِبل أشخاص غير مصرح لهم بممارسة الإجراءات الطبية، وغالبًا ما يكون ذلك في صالونات التجميل المتخصصة بعمل الوشم، ووضع الدبابيس والتحليق "البيرسينغ"، وقد انتشرت هذه الصالونات بشكل كبير جدًا في عموم أوروبا وأمريكا وآسيا، وكانت غريبة قلما تُجرى في المجتمع العربي، والمسلم نظرًا لتحريم الوشم في الشرع الإسلامي".
 
وأضاف كيال: "تقليد الغرب جعل هذه الصالونات تنتشر تدريجيًا في مجتمعنا في الآونة الأخيرة، وصار وشم الحواجب والشفاه شائعًا واعتياديًا، لذلك من الواجب علينا التحذير من أخطار هذه الإجراءات من الناحية الطبية، وأن نترك المجال للمختصين الشرعيين للحديث عن الأمور الشرعية".
 
وقال: "من الناحية الطبية، كثير من النساء يقوم بنتف وتحريب الحواجب للتخلص من الشعر الموجود، وكثيرًا ما تكون هذه الأذية دائمة، وتنتهي بالتخريب الكامل للجريبات الشعرية للحواجب بهدف عمل وشم طبي، بحيث تتحكم الزبونة بشكل وارتفاع وطول الحواجب، ومن الصعب في كثير من الأحوال استعادة شعر الحواجب، وما إن يُجرى الوشم في صالونات غير طبية بيد أشخاص لا يحملون أي تراخيص طبية لذلك، فإنَّ إجراءات السلامة كتعقيم الأدوات والإبر المستعملة بالوشم لا يتم الالتزام بها، وليست تحت أي رقابة صحية".
 
أما عن الأمراض التي يمكن أن تنتقل عبر هذه الإجراءات، فيضيف كيال: "يمكن أن تنتقل أمراض التهاب الكبد C,B  والإيدز وكثير من الأمراض الأخرى التي يمكن أن تنتقل عن طريق الدم، إضافة إلى حصول حالات من الأكزيما والتحسس للصبغات المستعملة بالوشم، وكذلك حصول إنتانات بكتيرية بسبب الأيدي الملوثة، وعدم استعمال كفوف معقمة، كما أن التخلص من "التاتو" أو الوشم في حال تغير الموضة أمر ليس سهلاً أبدًا، وأن الليزر المستعمل لذلك لا يضمن الإزالة الكاملة، وقد يتغير لون الوشم فيتحول من الأسود إلى الأزرق مثلاً من دون القدرة على التخلص من ذلك، إن التقليد الأعمى للغرب لا يأتي بخير، ويا حبذا إننا أخذنا ما ينفع مجتمعنا وتركنا ما يضرنا.

Total time: 0.063