أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

ألمقدوني ترايان بيتروفسكي يسأل القدس: متى يعلو زيتونك؟

- عباس عواد موسى

 

مذكرات ليست شخصية ( 4 )
ألمقدوني ترايان بيتروفسكي يسأل القدس: متى يعلو زيتونك؟
 
عباس عواد موسى
 
لم تشهد قصائده الخمس التي كتبها إلى فلسطين النور في ديوانه ( أبو الهول ) الذي ترجمه إلى العربية الدكتور جمال الدين سيد محمد , كان عندما أبلغني بذلك في آخر أعوام الثمانينيات من القرن المنصرم رئيساً لرابطة كتاب جمهورية مقدونيا بعد عودته من عمله الديبلوماسي كملحق ثقافي للسفارة اليوغوسلافية في القاهرة . 
إنه ( ترايان بيتروفسكي ) ألشاعر والكاتب والروائي والسياسي والديبلوماسي المقدوني الشهير الذي كان سكرتيراً للجنة المركزية لعُصبة الشيوعيين اليوغوسلاف وكان سفيراً لمقدونيا المستقلة في أنقرة.
وبالإضافة إلى ديوانه ( أبو الهول ) أصدر مذكراتٍ له في كتابٍ بعنوان ( سحر القاهرة ) وروايةٍ بعنوان ( ألأزهريون ) أثارا ضجة كبيرة في عقد الثمانينيات من القرن الماضي. فطلب منّي توضيح رُؤيته في أنه لا يُعادي الإسلام كدين وإنّما يعادي حركة أمل التي أبادت فلسطينيّي المخيمات في لبنان , ولم يستطعْ تَحَمُّلَ الفتوى القاضية بالسماح لهم بأكل لحم الكلاب والقطط حتى الميِّتة منها خِشْيَةَ الموت. وإذن فموقفه واضح ويتمثلُ في رفضه لطائفية أمل الشيعية. وعدم تَقَبُّلِهِ للوضع الشعبِيِّ والرَّسْميِّ العربي والإسلامي . وحَذَّرَ من الغَفَلَةْ تجاه سياسات الشيعة. مُعْتَبِراً إن هذه المجازر ما هي إلّا البداية لسياساتهم. وانتقد في روايته ومذكِّراتِه فتاوى شُيوخِ المَناسِفْ وَمُحِبّي لحوم الجِمالْ.
هاجم الصهاينة الذين يَدَّعون أنَّهمْ من أهل الكتاب , وسياساتهم تَدُلُّ على عَنْجَهِيَّتَهَمْ ووحْشَيَّتَهَمْ وبَرْبَرِيَّتِهِمْ , فقد تميَّزَتْ بمجازرَ يندى لها الجبين . يقول : 
 
خَسارَةْ
 
 
 
    لمْ يأتِ زمنٌ دون أن تفعل فيه الأفعى خسارة في القدس وأكنافها . وكل الإثباتات تؤكد أن  لا ضلوع للملحدين في إحداث هذه الخسارة. بل تثبت جميع الأدلة على أن أولئك الذين يدَّعون إيمانهم بالرسل هم الذين صنعوا الخسارة ليصعب علينا السَّمَرَ في القدس وأن نحلم أحلاماً سعيدة .
 
 
ألدفاع عن الهدف
 
 
   طالبني أصدقائي أن أتعلم أسلوب الدفاع عن الهدف المُراد تحقيقه... فالعالم المعاصر يبحث عن أساليب جديدة لتحقيق الأهداف . ولأن العالم في أزمة كبيرة ، فعلى كل شعب أن يتعلم كيف يحمي نفسه ويحافظ على ذاته . لا بُدَّ من الصبر كي تتفاهم الشعوب فيما بينها لتحقيق التسويات والسلام من خلال التشاور والإيمان ... وأصدقائي يقنعونني أن الأيديولوجيا قد تراجعت لتتحَلّلَ وتتبخرّْ... 
ورغم أنني مضطر للإعتراف بأن حربهم اليومية أخذت تحيرني... إلا أنني أصبح يقظاً أكثر... شجاعا أكثر... أحسم رأيي... بأنني لا أقبل أية تسويات ، حتى لو سقطْتُّ أشلاءاً وأقول كفى بهذه التسويات . فالنبي موسى عليه السلام بريء من بيغن وقومه.
 
إنَّهُ الزيتونُ يعلو في المشرق , هذه الجملة التي تكررت عند ( ترايان ) ألديبلوماسِيِّ الذي أَقَرَّ بَصَلابَةِ رَأْسِهِ وهو يواجهُ اليمين المسيحيّ الذي لا يرى في وجوه المجرمين الصهاينة إلّا حمائم سلام وادعة. يَتَّهِمون المُسْلمينَ المُسْتَضْعَفينَ بالإرْهابِ الذي تمارِسُهُ دُوَلُهُمْ , التي تنصاع لأوامرها الأنظمة العربية.
 
المصدر : عباس عواد موسى

Total time: 0.0651