أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

أبين.. صعدة.. أرحب.. حجة.. تعز وصنعاء.. اليمن.. بلد المليون نازح!!

- صحيفة اليقين
النزوح الداخلي يعد وضعا كارثيا بكل ما في الكلمة من معنى، ربما الهاجس السياسي الذي يسكن الشعب اليمني يحفزه على متابعة كل جديد في حين يغفل عن متابعة التداعيات التي تخلفها الأزمات السياسية والاحتراب الداخلي وما يخلفه من وضع إنساني صادم. والسطور التالية تجسد بالأرقام حجم الفاجعة بسبب النزوح في أربع محافظات، هي : صعدة وأبين وحجة وصنعاء – أرحب.

المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة قالت إن اليمن يواجه موجة جديدة من النزوح الداخلي؛ حيث هرب عشرات الآلاف من المدنيين نتيجة للاشتباكات القبلية في الشمال، وتجدد القتال بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة في الجنوب.و الوضع صعب على وجه الخصوص في منطقة حرض، الواقعة في محافظة حجة، شمال العاصمة صنعاء . وأدت الاشتباكات القبلية إلى نزوح نحو 52 ألف شخص خلال الأشهر الثلاثة الماضية؛ فيما لم يتمكن نحو 314 ألف نازح في الشمال من العودة إلى منازلهم في محافظة صعدة.و الوضع في الجنوب لا يقل سوءاً؛ حيث نزح ما لا يقل عن 1800 شخص خلال الأسبوعين الماضيين نتيجة للتصعيد الأخير في القتال الدائر بين القوات الحكومية والمسلحين في محافظة أبين.. وينضم هذا العدد من النازحين من مدينة جعار إلى أكثر من 150 ألف نازح في الجنوب، يشمل ذلك كامل سكان مدن زنجبار وخنفر والكود، منذ بداية شهر مايو الماضي .

ووفقاً لتقرير حكومي لمركز المعلومات في إدارة مخيمات النازحين فإن إجمالي النازحين من محافظتي أبين وصعدة بلغ 460014 يمثلون 72225 أسرة، حتى نوفمبر من العام الماضي.
ففي محافظة صعدة بلغ نازحو الحرب السادسة فقط 321806 نازح، وهو ما يمثل 65% من إجمالي السكان.
وفي محافظة أبين وصلت أعداد النازحين إلى ما يقارب 50% من إجمالي السكان، معظمهم نزحوا إلى عدن والبيضاء ولحج وشبوة وحضرموت.
أبين..

تذكر المصادر أن عدد نازحي محافظة أبين حوالي 129.211 مواطن، فيما رئيس الوحدة التنفيذية للإغاثة أحمد الكحلاني يؤكد أن عمليات النزوح من محافظة ’’أبين ’’ إلى محافظتي ’’ عدن ’’ و ’’ لحج ’’ مستمرة نتيجة استمرار المواجهات المسلحة، ويتوقع أن يرتفع العدد لأكثر من ذلك. وتشير مصادر محلية إلى أن عدداً من مدن محافظة أبين خالية من ساكنيها، كما هو حال زنجبار والكود ودوفس وغيرها من المدن التي اضطر قاطنوها للهرب من الموت إلى المحافظات المجاورة في ظل صعوبة بالغة في التنقل وشحة وسائل النقل، وارتفاع أسعار أجرة الباصات والسيارات إلى ثلاثة أضعاف.. بل إن الرحلة التي كانت تستغرق 30 دقيقة إلى مدنية عدن. أصبحت تستغرق اليوم أكثر من خمس ساعات في ظروف صعبة وعبر طرق بديلة بباصات ذات حمولة زائدة.

وتصل قوافل النازحين عدن بشكل يومي، نظراً لقربها من أبين، وأيضاً ارتباط معظم أبناء أبين بعلاقات عائلية وقبلية وثيقة، ما ساعد في احتضان بعض هؤلاء النازحين، بينما البقية يلجؤون إلى المدارس الحكومية؛ حيث أن أكثر من (74) مدرسة في عدن تكتض بما يزيد عن 20،000 من نازحي أبين.

وكشفت منظمات حقوقية عن عشرات من حالات الوفاة جراء إصابتها ببعض الأمراض، وتحديداً مرض الكوليرا المتفشي بين الأطفال النازحين من أبين نتيجة الإهمال وانعدام الخدمات الطبية. وتحدثت تلك المنظمات عن مخاوف حقيقية تهدد السكان بعد أن بات مستشفى الرازي خارج الخدمة نتيجة تعرضه للقصف ونفاد الأدوية، وتفشي الأمراض الوبائية في أبين، إضافة إلى انعدام مياه الشرب. ويعاني النازحون من شحة المعونات وعدم تلبية أدنى احتياجاتهم الإنسانية؛ حيث تأتي المعونات الحكومية المتواضعة على رأس كل ثلاثة أشهر، في حين يتلقى المسلحون مخصصاتهم اليومية التي تفوق بكثير احتياجاتهم، بل أن قيادات تلك المجاميع المسلحة ينفقون بسخاء على المنضمين إليهم.
صعدة..

للنزوح الداخلي في محافظة صعدة حكايات تراجيدية بالغة في المأساة؛ ففي الوقت الذي لا يزال فيه معظم نازحي الحرب السادسة قيد العيش في مخيمات النازحين رغم مرور سنوات على توقف الحرب، غير أن عجلة النازحين محلياً لم تتوقف بعد، سواء نتيجة تلك الحروب أو جراء الاشتباكات القبلية شبه الدائمة، والتي تسببت مؤخراً بنزوح نحو 52،000 شخص خلال الأشهر الثلاثة الماضية. بالإضافة إلى نحو 314،000 نازح جراء الحروب لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم في محافظة صعدة؛ نتيجة لانعدام الاستقرار الأمني، وعدم إعادة إعمار بيوتهم وممتلكاتهم التي دمّرتها الحروب.
ويرى عدد من النازحين أن من أسباب عدم تمكنهم من العودة إلى مناطقهم هي سيطرة الحوثيين، وغياب سيطرة الدولة مما يُعيق عودتهم إلى بيوتهم ومزارعهم المدمّرة.
ويقول بعض النازحين إنهم كانوا يملكون بعض الأشياء من حُليّ ومواشي، لكنهم صرفوها لتأمين احتياجاتهم المعيشية الأساسية.. وبعد الإفلاس بات البعض يعيش أحوالاً سيئة، خصوصاً أن نزوحهم مرّ عليه أكثر من عامين، ناهيك عن عدم تمكنّهم من الحصول على فرص عمل لتحسين دخولهم المادّية.

وكان أكثر من مائة ألف مواطن قد نزحوا هرباً من جحيم الحرب التي دارت بين قوات الجيش ومسلحي جماعة الحوثيين في صعدة قبل عامين.. ورغم عودة الكثيرين. غير أن أعداداً كبيرة ما تزال في صفوف النازحين، الذين لا زالوا يعانون من انقطاع أو انعدام وضعف بعض الخدمات كالمياه، والدواء، والنظافة، ناهيك عن عدم كفاية الحصص الغذائية.
أرحب..
أكد المتحدث باسم قبائل أرحب الشيخ محمد العرشاني أن عدد النازحين من أرحب بلغ منذ بداية المواجهات نحو عشرة آلاف نازح لا يزال الكثير منهم يتخذون الكهوف ومغارات الجبال وأطلال البيوت والمدارس المهدمة وبطون الأودية ملاذا من القصف المستمر بالطيران والمدافع، الذي تنفذه على قراهم قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح.
وحسب إفادة ناشطين في أرحب (الواقعة 40 كلم إلى الشمال من صنعاء) بلغ عدد ضحايا المواجهات من المواطنين حتى نهاية أكتوبر 120 قتيلا بينهم ثمانية أطفال وامرأتان، وعدد الجرحى 295 بينهم 16 طفلا وسبع نساء، إضافة إلى 37 مختطفا.
حجة..

كشف حقوقيون وإعلاميون زاروا مديريتي كشر ومستبأ بمحافظة حجة ، العديد من الجرائم التي قالوا إن جماعة الحوثي ارتكبتها في المنطقتين ، تتمثل في عمليات قتل، وطرد سكان من قرى بأسرها، وقمع حريات وتكميم أفواه .

وحسب الوفد الزائر ’’ لمخيمات النازحين في كشر ومستبأ فإنه قد اطلع على حجم الكارثة الإنسانية التي تقطن هذه المنطقة والتي يقدر مهجروها بنحو 5000 أسرة نازحة يفتقرون لأبسط الاحتياجات الإنسانية.

وقال – تقرير صادر عن الوفد الزائر- إن المركز الإعلامي لتكتل قبائل حجور أبلغهم بآخر إحصائية بالأضرار والخسائر المادية والبشرية التي لحقتهم جراء الحرب، وهي على النحو التالي:
94 قتيلاً و 154 جريحاً ، وإغلاق 9 مدارس وتعطيل 20مسجداً وإغلاق 7 مستوصفات وحرق 3000 مصحف وإغلاق 9 محطات بترول، ونزوح قرابة 15000 مواطن أي ما يعادل 5000 أسرة.

وتشير الإحصائيات إلى أن 2750 عاملاً فقدوا أعمالهم ومصالحهم جراء قصف سوق عاهم بقذائف الهاون والمدفعية من قبل مسلحي الحوثي المتمركزين في الجبال المقابلة والمعتلية منطقة أبو مدور.

الأطفال
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إن نحو 60 بالمئة من النازحين اليمنيين نتيجة الاحتجاجات والأزمة السياسية هم من الأطفال، وأن أكثر من نصف اليمنيين تحت عمر 18سنة . وقال ممثل اليونيسيف في اليمن جيرت كابيليري في تصريحات صحفية: الأطفال يتحملون العبء الأكبر من الأزمة الإنسانية في اليمن، موضحاً انخفاض معدلات التطعيم بنسبة 20 إلى 40 بالمائة خلال العام 2011 نتيجة تدهور الخدمات الصحية والاجتماعية، ما يعني أن مزيداً من الأطفال لا يحصلون على اللقاحات اللازمة التي تحميهم من أمراض وصفها بالخطيرة.
نزوح الأفارقة
السلطات الأمنية اليمنية كشفت عن تعرض قرابة 200 شخص من النازحين واللاجئين الأفارقة لاعتداءات إجرامية وانتهاكات وحشية غير مسبوقة من قبل عصابة إجرامية خطيرة مارست نشاطها خلال الأشهر الماضية في محيط منفذ حرض الحدودي في أقصى الشمال الغربي لليمن .
وذكرت تقارير حقوقية ومصادر ميدانية أن العصابة التي مارست منذ مدة غير معلومة القتل والتعذيب والاغتصاب والمتاجرة بالضحايا، من الرجال والنساء الأوروميين والصوماليين القادمين من المنطقة الصومالية، كانت مؤخرا تحتجز 70 رجلا وامرأة بأحد المنازل شرق مدينة حرض.. وعندما تم العثور عليهم كانوا يرتدون ملابسهم الداخلية فقط. وقد تم العثور عليهم بعد أن تمكن اثنان منهم من الهرب عن طريق القفز فوق جدار المنزل وتنبيه السلطات. وحسب تصريحهما، كان الخاطفون يتعمدون إيلامهم عبر ضربهم بالأنابيب وحرقهم بالسجائر.
وقد ذكر تقرير صادر عن وزارة الداخلية مؤخراً أن 170 أفريقياً تعرضوا للاحتجاز والتعذيب وسوء المعاملة من قبل مجرمين في حرض خلال الفترة من يناير 2011 إلى فبراير 2012. وأضاف التقرير أن ’’من بين الضحايا 91 شاباً و10 نساء، و50 طفلاً و 19 رجلاً مسناً’’، مضيفاً أن معظمهم تعرضوا للضرب أو الحرق أو اللكم في الوجه، مما أدى إلى إصابة بعضهم بمشاكل في السمع والبصر. كما أعلنت وزارة الداخلية في شهر فبراير الماضي أن شرطة حرض اعتقلت اثنين من المشتبه بهم، وكان أحدهما يحتجز 49 مهاجراً إثيوبياً غير شرعي، بينما كان الثاني يحتجز 79 آخرين.

وحسب حمود حيدر، رئيس المجلس المحلي في حرض، لا تزال السلطات تبحث عن 20 امرأة إثيوبية مهاجرة يُعتقد أنهن يواجهن خطر التعذيب والاغتصاب.
يشكل الاغتصاب أحد الأساليب الشائعة للتعذيب. ’’وفقاً لأقوال الشهود، يبدو أن غالبية النساء، اللاتي يقترب عددهن من 3،000 امرأة، قد تعرضن للاغتصاب على أيدي المهربين في حرض طوال العام الماضي، وتم اغتصاب العديدات منهن مراراً وتكراراً’’ كما أفاد تاكلوناغا، رئيس مكتب المفوضية.

وقد تمخضت حالات الاغتصاب عن حمل بعض الضحايا، وهو ما تحدثت عنه إحداهن، بعد أن طلبت عدم الكشف عن هويتها، قائلة ’’أفرج عني المهربون بعد ثمانية أشهر، بعد أن تمكن والدي من إرسال 5،000 دولار. لا بد أن أجري عملية إجهاض. يجب ألا يعرف زوجي بما حدث لي في حرض، ويجب ألا يولد هذا الطفل’’.





المصدر : صحيفة اليقين

Total time: 0.0642