أخبار الساعة » فنون وثقافة » ابداعات ادبية

ثالثُ الثَّقَلَين الشاعر/يحيى الحمادي

- سامي الصوفي

آمَنتُ بالثَّوراتِ و الثُّوَّارِ
و كَفَرتُ بالأبناءِ و الأصهارِ
آمَنتُ بالشَّعبِ الذي لا يَنحَنِي
رُغمَ النُّحُولِ لِـمُديَةِ الجَزَّارِ
آمنتُ بالفَجرِ الرَّبيعيِّ الذي
ما زالَ يُبدِي وَجْهَهُ و يُوارِي
*****
آمَنتُ بالوَجَعِ الشَّهيدِ إذا بَدَا
مُتَشائِماً مِن نَشرةِ الأخبارِ
و إذا تَلَفَّتَ في الزَّوايا باحِثاً
عن حُلمِهِ المُتَشَبِّثِ المُنهارِ
و إذا تَثَاءَبَ في الرَّصيفِ كَثائِرٍ
كَفَرَت يَداهُ بوَجهِهِ الجِيفاري
آمَنتُ بي و بكُلِّ جُرحٍ أخضَرٍ
مِثلي يُرَدِّدُ للضُّحى أشعاري
مَن ذا أَلُومُ ؟! و كُلُّ ذَنبي أنني
جَهلاً رَبَطتُ مَعَ ( الدَّبُورِ ) حِماري ؟! 
*****
هذي بِلادُكَ يا غريبُ .. و لم تَزَل 
يَمنيَّةَ الآهاتِ و الأسفارِ
كانت تُبادِلُكَ الحنينَ و تشتكي
ليلاً إليكَ سِياسةَ الإفقارِ
و تَقُولُ ثُرْ يا ثالثَ الثَّقَلَينِ يا
لَيثَ الخِيامِ .. و يا فَتَى الأنصارِ
حَتى إذا ما ثُرتَ شَقَّت صَدرَها 
رُطَباً لكُلِّ مُتاجِرٍ سِمسارِ
و تَعَوَّذَت مِن عُنفُوانِكَ يَومَ أَنْ
صَوَّبتَ صَدرَكَ وَردَةً للنَّارِ
*****
يا أيها الوجعُ الغزييييير .. أتَنطَفِي
هذي الخيامُ بحَملَةِ الأمطارِ
لم يَبقَ مِن حُلمِ الربيعِ و طيفِهِ
إلاَّ انقطاعُ الصَّوتِ و التَّيَّارِ
جاءَ المُشِيرُ على المُشيرِ و حَقُّنا
أنْ نُكمِلَ المِشوارَ بالمِشوارِ
و نُبَدِّلَ الأزلامَ بالأزلامِ إنْ
سَمَحَت بذاكَ مشيئةُ التُّجَّارِ
عُذراً لآباءِ الجراحِ فلم يَزَل
حُلْمُ الخُروجِ يَنُوءُ بالأعذارِ
عذراً لجَرحى الحَربِ مازالَ الطَّوى
خَلفَ الخِيامِ بحالةِ استِنفارِ
وَقَفَ الرِّيالُ على يَدَيهِ مُسبِّحاً
مُستغفراً للخُضرِ و الدُّولارِ
و مشى الرَّغيفُ على الرَّصيفِ كسائحٍ
مُتَبَختراً ، و الفَضلُ للأسعارِ
و مَشى النَّحيبُ على النحيبِ و دَندَنَت
أُمُّ العِجَافِ على الفقيرِ العاري
*****

المصدر : ابداعات ادبية

Total time: 0.9797