أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

المدنيه نمط وسلوك راقي لا شعارات وخطابات رنانه أو دساتير وقوانين مكتوبه.

- حافظ الحصيني
في بداية هذا المقال ترددت كثيراً كيف ابدأ بالكتابه عن هذا الموضوع كي أوفيه حقه أو علي الأقل الحد الأدني من القبول لدى جمهور المتلقي إن صح التعبير لما أقصده أي  من سيقرؤن مقالي .
حتى أستقر قراري وحداني قلمي بأن أكتب عن المدنيه ومعناها من خلال مانلامسه وتشاهده أعيُنا وتسمعه أذاننا من المعاناة التي تواجهنا جميعاً في الروتين اليومي سواء في الوزارات والمؤسسات الحكوميه أو المرافق الخدميه ....الخ .
فقبل البدء بالولوج في عمق هذا الموضوع  مالفت انتباهي للكتابه عنه هو مدى إحباطي الشديد لماعانيته هذا اليوم وأنا في طريقي من جولة تعز بصنعاء الى مدينة الأصبحي محل أقامتي فقضيت بمسافة لاتتعدي عشر دقائق سيراً علي الأقدام بالتحديد من الشارع الموازي لشارع تعز إبتداء من شارع الدائري قريب شارع خولان الي جوار النقل البري مايقارب ثلاث ساعات نظراً للتخلف وعدم الوعي والإلتزام بقواعد السير مع غياب تام لرجل المرور في هذه المنطقه فكلا الطرفين (السائقين) سواء الأتيين من إتجاه باب اليمن أو من إتجاه شميله كلاهُما استحوذا على الخطين الطالع والنازل حتى أنشلت الحركه تماماً ولا ادري كيف انفتح الخط حتي تحرك السير.
وكذا لما وصلنا إليه جميعاً  من الوضع الإقتصادي السئ والإنفلات الأمني.
فلو سألنا انفسنا هل نحن متمدنين أم لا ؟ ماذا ستكون الإجابه حقاً ستختلف الإجابات من هنا وهناك فكل شخص يري نفسه مدني والآخر قروي .
لذا دعونا نتكلم عن المدنيه باللغة البسيطه آلتي أشرنا إليها سلفاً.
 فالمدنيه تعني  الأتي:-
ليس من المدنيه من يملك سياره فأخره ويعكس الخط او يطلع فوق الرصيف أو يوقف في وسط الشارع.المدنيه من يلتزم بجميع قواعد المرور ويوقف سيارته في الموقف المحدد .
-ان أري المسؤلين واصحاب النفوذ والمشايخ بلا مرافقين وجميع المواطنين بلا سلاح.
-أن ارى الإعلاميين والكتاب والصحفين صوتاً وقلماً وعوناً للحقيقه لا للخداع وتزييف الحقيقه  .
-ان أرى  جميع الناس ملتزمين بوضع جميع النفايات في الأماكن المخصصه لها.
-أن آري جميع اليمنيين في النوادي الثقافية والمكتبات ومقاهي النت بلا قات.
- أن آري جميع الموظفين الحكوميين في مكاتبهم  وتنجز جميع المعاملات بروتين سلس وسهل بحسب الأولويه .
- أن آرى جميع الناس في المدينه والقريه شركاء في ثلاث الماء والكلاء والمرعى.
- أن ارى جميع الأسر بعين واحده لهم الحق في النسب والمصاهره والتمليك.
-المدنيه عندما أرى جميع الناس ملتزمين بالقانون من رأس السلطه الي المواطن البسيط.
المدنيه عندما المواطن البسيط يستطيع أن يقاضي رئيس الدوله وفقاً للقانون.
- عندما ارى التعايش السلمي بين جميع المكونات والطوائف واحترام ايدلوجيات كلاً مِنا الأخر.
-أن يحترم الشخص وفقا لتعامله وعلمه وثقافته لا لمركزه  ونفوذه وماله.
ان يعامل الانسان كادميته في المستشفيات الحكوميه.
- ان ارى جميع الساسه تعمل بوطنيتها للوطن وفقاًلمايمليه عليها ضميرها لا لمايمليه عليها أربابها. 
كثير هيا تندرج  تحت مفهوم المدنيه التي نحلم بها ونسمع  الساسه والمثقفين والنافذين بالتشدق بها ولكنهم لا يطبقوا شيئاً منها فالمدنيه تبدأ من سلوك الفرد بالبيت والشارع والتعامل مع الآخرين ....الخ.
لذاعلينا أن نرتقي جميعاً بتعاملنا وسلوكياتنا مع الآخرين ولنعمل جميعاً تحت مظلة القانون لنبني الدوله المدنيه المنشودة  ونتحول إلي مدنيين فعلاً لا قولاً وشعاراً.
  ولاتنسوا أن تعطروا فُمكم بالصلاه علي النبي.

Total time: 0.0629