أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

إمارة «القاعدة» في اليمن تقدم الماء والكهرباء مجانا للأهالي

- الشرق الأوسط

استغل تنظيم القاعدة بقوة حالة عدم الاستقرار السياسي في اليمن في الشهور الأخيرة، واستولى على عدد من المدن والبلدات في ثلاث محافظات على الأقل، قتل قيادات عسكرية وأمنية، قتل قيادات في الاستخبارات، وصلت ضرباته إلى عدن المدينة التي يفترض أنها محصنة بحكم أنها ميناء البلاد وثاني مدنها الرئيسية، بدأ يمارس دولته أو إمارته، حسب تسميته، داخل الدولة اليمنية.

قطع أيدي ورؤوسا واتخذ المحاكم والسجون، وأنشأ فرق الهجوم والدفاع والاستخبارات، ونظم المرور في المدن التي سيطر عليها، وألحق خسائر فادحة بالجيش اليمني الذي انسحبت معسكرات بأكملها من مواجهته تاركة العتاد العسكري والأسرى والقتلى وراءها.

في التحقيق الميداني التالي الذي تنشره «الشرق الأوسط» بإتفاق خاص مع صحيفة «الغارديان» البريطانية، يكشف المراسل الذي غامر بالدخول إلى إمارة «القاعدة» في جنوب اليمن، عن الكثير من خبايا الأمور هناك، وسلط الضوء على الكيفية التي تدير بها «القاعدة» الحياة اليومية ضمن حدود إمارتها، والكيفية التي تدير بها معاركها، ونوعية الأسلحة الثقيلة التي تمتلكها.

اتجهنا صوب الشرق من عدن، وما إن تجاوزنا آخر نقطة تفتيش للجيش ببضع مئات الأمتار حتى شاهدنا علم «القاعدة»، يرفرف فوق مبنى خرساني مدمر نتيجة القصف.

انطلاقا من هذا المكان وحتى وسط المدينة تلاشت كل المؤشرات على وجود الحكومة اليمنية، حيث يدير تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية المنطقة التي أعلنها إمارة جهادية.

وجدت منظمة القاعدة في شبه الجزيرة العربية في هذه التضاريس الجبلية الصعبة لسنوات، لكن الجهاديين نزلوا من الجبال في الاثني عشر شهرا الماضية وسيطروا على المدن القريبة. وهم الآن في طريقهم لإقامة المدينة الفاضلة هنا، حيث يوفر الجهاديون الأمن والعدالة بتطبيق الشريعة الإسلامية وحتى إدارة الكهرباء والماء التي تدار من قبل الأمير.

تعتبر مدينة عزان، مدينة تجارية في محافظة شبوه وواحدة من ثلاث مدن أعلنتها «القاعدة» إمارات إسلامية في جنوب اليمن. ولدى اقتراب «الغارديان» كان مدخل المدينة يحرسه أكثر من عشرة من المقاتلين المزودين بعربات مدرعة تم الاستيلاء عليها من القوات الحكومية. قابلنا ثلاثة من الجهاديين الشباب، الذين رافقونا إلى البقعة التي قتل فيها ابن الزعيم الروحي لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، أنور العولقي، في سن السابعة عشرة، ربما في غارة لطائرة أميركية دون طيار، بنفس الطريقة التي قتل بها والده العام الماضي.

وفي متجر صغير على جانب الطريق، جلس شاب إلى جهاز كومبيوتر ينسخ خطبا الشيخ أنور العولقي، وزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري والأسماء الشهيرة الأخرى في الجهاد العالمي. وقد علق ملصق على الحائط يعلن عن فيلم يدعى «الناجون»، والذي يصور روايات قادة «القاعدة» الذين نجوا من هجمات طائرات دون طيار.

تحول مركز شرطة المدينة القديم إلى محكمة شرعية. بداخل غرفة المحكمة التي علقت على حوائطها رموز المحكمة الجهادية - علم أسود، وبندقية كلاشينكوف وعصا طويلة تستخدم في تنفيذ العقاب الجسدي - جلس القاضي. وفتح القاضي كراسة صغيرة يظهر كيف تمكن النظام القضائي لـ«القاعدة» من حل 42 قضية في أسبوعين. وقال القاضي: «الناس تأتي إلينا من أماكن غير خاضعة لسيطرتنا لنحل لهم مشكلاتهم. النظام الإسلامي سريع ولا يشوبه الفساد. غالبية القضايا تحل خلال يوم واحد».

هل قطعتم يد شخص لتطبيق العدالة؟

قال القاضي: «قطع يد السارق ليس عقوبة للسارق بل هو ردع لباقي المجتمع».

عندما خرجنا من عزان باتجاه الغرب لمسافة 100 كيلومتر وصلنا إلى قلب إمارة إسلامية أخرى، جعار، قابلنا المقاتلون الجهاديون بسياراتهم المدرعة التي استولوا عليها مؤخرا، والتي أعادوا طلاءها بشاراتهم ورفعوا عليها العلم الأسود.

شققنا طريقنا عبر السوق المزدحمة متجاوزين محلات الخضراوات الصغيرة والدجاج الحي، حيث كان يقوم المسلحون على دراجات نارية بدوريات في الشوارع المتربة المليئة بالحفر. وكانت العديد من مباني المدن قد تحولت إلى كومة من ركام الخرسانة نتيجة الضربات الجوية.

في هذا المكان البائس، تحاول «القاعدة» في شبه الجزيرة العربية بناء مجتمع جديد. وعلى عكس الصومال والعراق وأفغانستان، يحاولون في اليمن تطبيق الشريعة من خلال الفوز بقلوب وعقول الأفراد.

في مدينة جعار ألغت الحكومة الجهادية الضرائب ووفرت الماء والكهرباء مجانا وقامت بتركيب مواسير الصرف الصحي. وتقوم شاحناتهم بتوزيع الماء على القرى والتجمعات البدوية.

الأفراد الذين يعيشون في الصحراء على أطراف المدينة قالوا لنا إن الجهاديين أوصلوا قراهم بشبكات الكهرباء للمرة الأولى في حياتهم، حتى إن الإدارة الإسلامية سمحت للأفراد بالاستمرار في مضغ القات. والشيء الوحيد الذي أصروا عليه كان نقل السوق إلى مشارف المدينة.

اصطحبنا جهادي شاب خجول يدعى فؤاد إلى مبنى مهجور حيث وضع الطعام على الأرض، وقال لنا، وهو يقطع لحم الضأن بأصابعه القصيرة السمينة ويلقي بها أمامنا «تفضلوا الطعام. هذه أوقات جيدة». وأضاف فؤاد: «لقد تغيرت الأوضاع، وصارت الأمور أحسن حالا. ضاعت أيام المعاناة والتخفي في الجبال».

جلس معنا مقاتل آخر يرتدي الزي الأفغاني، لكن بطنه الكبير وحقيبة المجلات الممتلئة عن آخرها والتي كان يحملها منعاه من الركوع وغرف الأرز، لذا التقط عظمة واتكأ، وأخذ يفرغ نخاعها كطفل صغير سعيد باللهو بصافرة. قال المقاتل: الحمد لله.

كان فؤاد يدرس في السابق اللغة الإنجليزية في كلية الآداب في جامعة صنعاء، لكنه تخلى عن ذلك واعتنق الفكر الجهادي.

كان رأسه ملفوفا بعمامة بيضاء كبيرة تميل على جبهته، وتلقي ظلالا داكنة على قسماته العريضة، كانت يتكلم اللغة العربية بسرعة، لكن رسالته كانت معاصرة ولا ترتبط كثيرا بكهوف أفغانستان.

وقال فؤاد: «يحاول الإعلام تصوير المجاهدين بالأشخاص الجهلة الذين فشلوا في حياتهم ونبذوا من مجتمعاتهم، وأنهم لجأوا إلى هذا المسار نتيجة لذلك. لكن الحقيقة هي أن الكثير من المجاهدين متعلمون وحاصلون على شهادات جامعية، لكنهم تركوا دراستهم للاهتمام بأمر الأمة. وقد رأوا أمتهم تهان وتعيش تحت القهر ويعتقدون أن واجبهم هو أن يسلكوا المسار».

وقال فؤاد إن الديمقراطية - كلمة بالنسبة له تخدم قادة الدول الاستبدادية العرب الذين يزورون الانتخابات في بلادهم - لم تظهر أي جدوى.

وقال: «فشلت الديمقراطية في العالم العربي، فشلت في تونس ومصر وليبيا، وفشلت في اليمن. الناس تتفق على ذلك؛ على أن الديمقراطية لم تجلب سوى الظلم والجهل والتخلف والرغبة في السير وراء الغرب. أول من ثاروا ضد هذه الأنظمة الخائنة كانوا بطبيعة الحال هم المجاهدين. لكن الناس لم تستجب لهم في البداية بسبب قوة الدولة البوليسية. كانت الشعوب ترهبهم، (الحكام) بيد أنهم في النهاية بدأوا في الثورة. كانوا يرون أنه إما الظلم والعبودية أو الحرية. لذلك ثاروا. ونحن ندعم كل الثورات، كما دعمها الشيخ أسامة بن لادن. لقد استفدنا أيضا من هذه الثورات، فقد حررتنا ومكنتنا من الخروج إلى النور».

لقد أضعفت الثورات الدول البوليسية ونجح الجهاديون في استغلال ذلك على حد قول فؤاد. وأوضح قائلا: «لقد كنا قادرين على السيطرة على البلدات والمناطق وتوصيل رسالتنا إلى الناس وكان كل هذا خلال الثورة الأخيرة. لقد كان هدفنا منذ البداية هو السيطرة، فالحكم طبقا للشريعة هو هدفنا الرئيسي، لا أكثر ولا أقل. نحن نريد فقط خدمة الناس ومنحهم ما يفتقدونه منذ زمن طويل». حاول الجهاديون السيطرة على جعار عدة مرات في الماضي، لكن كانوا يتمكنوا من ذلك فقط لبضعة أسابيع قبل أن يتم طردهم. مع ذلك، أسقطت الثورة العام الماضي الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، وأدت إلى انقسام الجيش وتصارعت وحداته مع بعضها مما أضعف وضع قوات الأمن. واستغل الجهاديون ذلك، لكنهم نجحوا هذه المرة. رفع مؤذن الأذان وبدأت البلدة بأكملها التوجه إلى المسجد. سار فؤاد معنا عبر السوق مشيرا إلى الاستقامة والتقوى في البلدة التي يترك فيها التجار متاجرهم دون أن يكون أحد بها ويذهبون لأداء الصلاة. وقال: «انظروا المتاجر خالية ولم تتعرض لأي سرقة». ماذا إذا لم يرغب أحدهم في الصلاة؟ أجاب فؤاد قائلا: «ننصحه ونوضح له أهمية الصلاة». ماذا إذا لو لم يصغ إلى النصيحة؟ فأجاب قائلا: «نحبسهم في مكان هادئ ونعطي لهم كتبا إلى أن يدركوا خطأهم».

سأل فؤاد وابتسامة وديعة تشي باعتذار تعلو وجهه ما إذا كان يستطيع أن يأخذ أجهزة هواتفنا، ثم تم ربط عصابة حول أعيننا وتم اقتيادنا إلى سيارة لمقابلة السجناء. عندما أزاح فؤاد العصابة البيضاء عن أعيننا وجدنا أنفسنا خارج مجمع سكني صغير يحيط به رجال مسلحون، يرتدي بعضهم الفوطة التي يلبسها السكان المحليون، والبعض الآخر الثوب الطويل. وكان اثنان منهم ملثمين بلثام منقوش عليه مربعات.

لقد كانوا خارج أبواب معدنية بأقفال. وتم اقتيادنا إلى الغرفة الأولى التي كان محتجزا بها عددا كبيرا من الجنود يجلسون على الأرض وأقدامهم العارية مكبلة بأغلال من معدن لامع بمغلقة بقفل صغير من النحاس. وكان التعب والإنهاك باديا عليهم وطالت لحى بعضهم.

كان هناك رجل يقف في وسط الغرفة لجذب انتباههم وقال: «لقد كنا جنودا حاربنا دفاعا عن وطننا.. لقد حاربنا ببسالة إلى أن نفدت الذخيرة منا.. طلبنا من الأخ الرئيس أن ينظر في وضعنا ويوافق على طلبات الإخوة في أنصار الشريعة ويبادلوهم بمعتقليهم». واُصطحبنا بعد ذلك إلى زنزانة أخرى ووقف جندي آخر وقال حديثا مشابها، بينما يصوره شخص آخر. وسألنا أحد الرجال الجالسين القرفصاء على الأرض في الغرفة الرابعة عن كيفية معاملتهم. وقال وهو يحملق في: «أعامل كأسير، كأسير». وبعد أن رأينا السجناء، قال رجل مدجج بالسلاح: «إنهم جنود بؤساء، حيث يحصل كل منهم على خزينة أي 30 رصاصة، ويحمل كل منا 10 خزائن، فكم عدد ما معنا من رصاصات؟ احسب ذلك، فنحن لدينا ذخيرة في خضم المعركة ونستخدم خرائط غوغل ونرسل مستطلعين قبل أيام من الهجوم. إنهم بؤساء».

ونحن في طريق عودتنا بالسيارة قال رجل يمكن أن تعرف من صوته أنه قائد: «نطلب من الحكومة الاستجابة لنا ومبادلة هؤلاء الرجال برجالنا». ماذا سيحدث إذا لم يوافقوا؟ أجاب: «تخول لنا الشريعة ثلاثة خيارات للتعامل معهم، إما إطلاق سراحهم، وهو ما لن نفعله، أو مبادلتهم أو قتلهم».

تجولنا بعد ذلك وحدنا حول جعار، وكان هناك مزارع على وجهه شعيرات بيضاء شعثاء في طريق عودته من الحقول التي تقع على أطراف البلدة. ما الذي يعرفه عن قانون الجهاديين؟ قال: «لقد قطعوا أيدي ثلاثة أشخاص»؟ سألته إن كانوا قد سرقوا، فأجاب: «نعم، لكن هل تعرف ماذا سرقوا؟ جهاز تكييف هواء وبعض الأشياء البسيطة، لكن لا أحد يجرؤ الآن أن يرفع صوته في جعار ناهيك عن السرقة. لقد باتت البلدة هادئة، ولا أحد يرفع صوته حتى في السوق. لقد فرضت القاعدة الأمن، لكن إذا اشتبهوا في كون أحدهم جاسوسا، فسيختفي». بدت الأراضي الخصبة حول جعار مهجورة. لقد جفت قنوات الري التي ظلت مهملة لنحو سنة وبارت الأرض الصفراء، وحلّت الأشجار الذابلة والغبار محل شجر ألمانجو والعنبا. وغادر الكثيرون من جرّاء قصف القوات الموالية للنظام والهجمات الجوية. وتكدس عشرات الآلاف من اللاجئين في مدارس في عدن حيث يعيشون وسط القمامة والصرف الصحي والفقر. وقال المزارع العجوز: «لقد رحل الناس، حيث تترك كل أسرة أحد أبنائها في المنزل ويهرب الباقي إلى عدن». فيصل من هؤلاء الذين فروا، حيث استيقظ في صباح أحد الأيام العام الماضي ورأى الجهاديين يسيطرون على البلدة. وأوضح قائلا: «لم يتم إطلاق رصاصة واحدة». وحاول الناس تنظيم مسارات في شوارع جعار احتجاجا على الاستيلاء على البلدة على حد قول فيصل، لكن تم إطلاق النار عليهم وتفريقهم، لذا انضم إلى مجموعة من اللاجئين المتجهين إلى عدن حيث يعيش الآن في مخيم. وبعد بضعة أشهر من السيطرة على جعار، اندفع الجهاديون إلى بلدة زنجبار القريبة، حيث حاصروا الشرطة وقوات الأمن. تخلت وحدات الأمن المركزي عن معسكرها وفي اليوم التالي قام الجيش بالمثل. وسيطر الجهاديون على المصارف واستولوا على مخازن الأسلحة والذخيرة. وأسفر القصف العنيف والقتال في زنجبار خلال الأشهر التالية عن فرار عشرات الآلاف إلى عدن التي باتت أشبه بمدينة تحت الحصار.

في مارس (آذار) أحرز الجهاديون المتحمسون نصرا مرحليا آخر يتمثل في مهاجمة معسكر للجيش يقع على أطراف عدن نفسها. بدلا من مهاجمة الخنادق ذات الحراسة المشددة ومواقع الدبابات، سار الجهاديون بمحاذاة الجبال وهاجموا مؤخرة الجيش. وفي غضون ساعات تم قتل 182 جنديا وأسر 72 قبل أن يستولوا على الأسلحة ويرحلوا. ولم يصدق الكثيرون في صنعاء وعدن السهولة التي هُزم بها الجيش اليمني على أيدي حفنة من القبليين. أين كانت كل وحدات مكافحة الإرهاب المدعومة من أميركا؟ أجرت صحيفة «غارديان» في عدن مقابلة مع ملازم شاب قصير الشعر ذي شارب رفيع لا يزال يحصل على راتبه من الجيش، لكنه لم يرتد زي الجيش لأكثر من شهر. لقد كان في وحدة الاستطلاع التابعة للواء 25 مدرعات الذي كان منخرطا في المعارك التي اندلعت في محافظة أبين العام الماضي. وقال: «كان هناك الكثير من سيناريوهات المؤامرة التي توضح سبب فقدان السيطرة على زنجبار. واعتقد الكثيرون بوجود صفقة بين صالح والجهاديين، لكن الحقيقة أبسط من ذلك، وهي أن قيادة الجيش فاسدة. لماذا يحارب جندي إذا كان الجيش منقسما على نفسه في صنعاء؟ هل تعرف عدد الذين هاجموا المعسكر؟ ما بين 55 و65».

ويتقاطع تقدير الملازم لقوة الجهاديين مع جزء مما قاله فؤاد.

ظلت محافظة أبين ومناطق أخرى في الجنوب مرتبطة لعقدين من الزمن بحركة الجهاد العالمية. ذهب الآلاف للقتال في أفغانستان. فيما بعد، توجهت موجات أخرى من الجهاديين اليمنيين إلى أفغانستان والعراق والصومال، وأصبحت أبين واحدة من الوجهات المفضلة للشباب السعودي لتلقي التدريب قبل التوجه إلى العراق. وقال فؤاد: «لدينا قادة عسكريون يستخدمون طرقا جديدة في الحروب. الجيش اليمني أضعف مما يعتقد الناس. لا يوجد لديهم سبب يدفعهم للقتال، فالجنود يقاتلون فقط من أجل المال الذي يستخدم لتنفيذ أجندة خارجية سواء كانوا يعلمون ذلك أم لا يعلمون. إنهم يمتثلون لأوامر قادتهم. لقد عرفنا ذلك».

* باتفاق خاص مع صحيفة «الغارديان» البريطانية

Total time: 2.5585