محمد حسين النظاري
مهنية الثورة
تابعت خلال الفترة الماضية ما يدور في وزارة الشباب والرياضية من مطالب حقوقية لموظفيها، وتابعنا ايضاً ردود قيادة الوزارة بدءً بمعالي الاخ الوزير معمر الارياني وبقية مسئولي الوزارة، كل ذلك قرأناه في "رياضة الثورة" تلك النافذة الرياضية التي فتحت مساحتها لكل الاراء بمهنية من اجل ايصال ما يدور الى الوسط الرياضي من اطرافه المعنية.
لهذا اتعجب من الهجوم الذي شُن ومازال وأظنه لن يتوقف خلال الفترة القادمة، ضد ادارة الشباب والرياضة بالصحيفة وخاصة ضد الزميل معاذ الخميسي وبقية زملائنا العاملون الى جواره، وكان العجب سيزول لو كانت التغطية لجهة بعينها، أما ونحن نقرأ يومياً اخبار الوزير والوزارة خاصة فيما يتعلق بموضوع الساعة، فهذا ما لم يكن في الحسبان، والأبشع ان نتجاوز الانتقاد الهادف الى الشتائم والسباب الذي يحط من قيمة قائله، لا من قدر من قيلت فيه.
قرأت ما سطره الزميل فؤاد قاسم يوم الاحد في هذه المساحة، وفرحت لأن الوزارة ستنصف الموظفين وستصلح اوضاع الكوادر المؤهلة، وستعيد الصندوق الى مستحقيه من النشء والشباب والرياضيين، وكلها ستحسب للأخ الوزير ان تم تنفيذها... ولكنها ستسجل لرياضة الثورة التي اعطت الموضوع حقه، وأفردت للطرفين مساحة لتوضيح رأيهم، وأظنها نجحت في ان تضع النقاط على الحروف.
معالي الوزير سمعت انك مقدم على اصدار مجلة علمية رياضية محكمّة، وهي فعلاً ما تنقص الاكاديميين في اليمن، ولكني انبهك ان مكانها ليس وزارة الشباب والرياضة، بل موقعها الكليات والجامعات، ولك ان تسأل المتخصصين لماذا لم تصدر جامعة صنعاء هذه المجلة؟ وهي جهة اكاديمية ومتخصصة وبها كلية للتربية البدنية الرياضية، جميل ان تدعم الوزارة جامعة صنعاء على إصدارها ولكنها ليست الجهة العلمية التي تصدرها.
معالي الوزير لقد فرطت الوزارة بالمعهد الرياضي الذي اسسه طيب الذكر الدكتور عبد الوهاب راوح، بحجة ان الوزارة ليست جهة علمية لرعاية معهد يخرج طلبة علم –مع ان وزارة الرياضة بدول المغرب العربي تحتضن المعاهد الرياضية المعترف بها عالمياً – فكيف تفرط الوزارة في المعهد العلمي؟، وتتجه الى اصدار مجلة علمية؟ سيكتب فيها غداً الوزير والوكيل والمدير ورئيس القسم – من غير الأكاديميين- فأي علمية في مجلة كهذه.
معالي الوزير جميل ان تتفاعل مع الاقتراحات المقدمة إليك، ولكن الاجمل ان تخضعها للمنطق، وان تستشير اهل الذكر.. معالي الوزير قلتم انكم ستوجهون مكاتب الشباب لعدم قبول أي موظف ما لم يكن خريج تربية رياضية.. فهل تعلم اني كنت موظفاً بالماجستير في مكتب الحديدة لسنوات ونائب المدير بالإعدادية، وهل تعلم ان موظفو المكاتب بائسون يرثى لحالهم يسمعون عن شيء اسمه "الصندوق" ولا يتذوقون شيئاً من حلاوته.
معالي الوزير سيقول لك البعض بعد هذا اني ضدك، مع اني اول من كتب يوم تعيينك، وما زلت متأكداً ان الفرصة لم تعطى لك كما ينبغي، ولست مع فوضى المؤسسات، فالفترة القصيرة لا يمكن من خلالها ان نحكم على انجازك للمهام فيها.. ولكن الذي يمكن ان يُحكم عليك من خلاله هو مدى تقبلك للنقد قبل الإطراء، طبعاً النقد البَنّاء البعيد عن التجريح، والإطراء المستند الى الانجاز لا الى العطاء.
معالي الوزير إذا كان من هيكلة الصندوق ان يتم فصل موظفيه عن الوزارة، فلما لا يتم الفصل بين عمل مديرة الصندوق الاخت نظمية عبد السلام وأعمالها الأخرى، ومنها رئاسة الاتحاد العام للمرأة، فتفرغها مهم لان تؤدي دورها بحيادية واستقلالية .