في عالم ازدادت فيه نسبة التلوث بصورة كبيرة، حتى في الأماكن المغلقة التي يفوق معدل التلوث فيها الأماكن المفتوحة، تنامت الحاجة العالمية لإيجاد مزيد من الوسائل لتنقية الهواء. وعثر الباحثون على حل طبيعي عبقري نشرته دورية البستنة الأميركية «HortScience» في عدد نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي على موقعها الإلكتروني.
وحسب البروفسور ستانلي كايز بوحدة البستنة بجامعة جورجيا، فإن معدل التلوث داخل الأماكن المغلقة، والتي يقضي بها الناس أكثر من 90 في المائة من وقتهم، يصل إلي 12 ضعفا عن الأماكن المفتوحة. بسبب انبعاث الملوثات من المواد المستخدمة في الدهانات والمنظفات والمبيدات الحشرية والأثاث ومواد البناء وحتى الملابس والمياه. ويندرج تحت قائمة الملوثات العديد من المواد العضوية الطيارة VOC›s مثل مشتقات البنزين المختلفة، التي تتسبب بدورها في العديد من الأمراض مثل الأزمات الربوية والأورام والعقم، وتتحمل مسؤولية وفاة ما يقدر بـ1.6 مليون شخص سنويا بحسب آخر تقرير لمنظمة الصحة العالمية صدر عام 2002. وهذه الملوثات لا تقل حتى في حالة التهوية الجيدة للمكان.
وكان الهدف من الدراسة هو إيجاد سبيل للتخلص من هذه الملوثات بأقل تكلفة ممكنة. وقام الباحثون بقياس قدرة نباتات الزينة المنزلية على التخلص من الملوثات، التي تمتلك بالإضافة إلى قدرتها تلك، القدرة على تحسين الحالة النفسية لمقتنيها أيضا، حيث قاموا بتعريض 28 نوعا من النباتات المنزلية المعروفة لخمسة من أكثر الملوثات ضررا في أوعية زجاجية محكمة وغير منفذة، بعد إنباتها بالطرق المعتادة، ثم قاموا بقياس عينات من الهواء الموجود بتلك الآنية. وتفوقت نباتات اللبلاب الأرجواني، واللبلاب الإنجليزي، ونبات الشمع المبرقش، ونبات الأسباراغوس الشوكي على أقرانها، حيث كانت لديها قدرة فائقة على التخلص من كل الملوثات بصورة كبيرة.
إلى ذلك، أثبتت التجربة الحية أن اقتناء نباتات الزينة الذي يضفي لمسة أناقة واضحة على المنازل، إنما يوفر أجهزة تنقية هواء عالية الجودة بسعر اقتصادي، كما أن دورها في توفير جو نفسي يسهم في تفريغ الشحنات العصبية يعد أمرا لا شك فيه.