من لم يكن مع هذا او مع ذاك اي ستيني او سبعيني او تغييري او تحريري يتحسرون اليوم على جزمة صالح مثلما تحسر ابناء الجنوب على جزمة الاشتراكي بعد عام 94 ، وقبلها تحسروا على جزمة الامامه وبيادة الاستعمار وهكذا كل مرحلة تطلع لنا بدعة بشكل مختلف كما هي اليوم بدعة البكاء وذرف الدموع والتي قص شريطها الله يسامحه باسندوه واكملها غيره ، وبدعة الجنوب وعدن للعدنيين مع ان الجنوب يمني وعدن يمنية وثغره الباسم وصنعاء القلب وحضرموت الفكر ومارب وشبام والجوف الحضارة والمنارة وغيرها فكل مدينة اضافت لليمن ولليمنيين تميزا نفتخر به ولانتتازع ونتنابز فيه ، لتستقر اليمن كان الواجب رحيل الجميع ان كان عددهم عشرة او مائة لتهدأ الاوضاع كالمعالجة التي تمت بعد احداث اغسطس 68 الطائفية المؤسفة بين رفقاء السلاح وابطال حرب السبعين يوما والتاريخ ملئ ايضا بشواهد لقادة انحنوا للعاصفة ووافقوا على الرحيل لتجنب اراقة الدماء فعندما يبقى الزيت والنار حتما سيشتعل والبارود مع النار سينفجر.. لانريد قيادة تُعدم او تُودع السجون او تُطرد نريد قيادة تاتي بارادتنا وترحل بارادتنا .. قيادة تزرع فينا الثقة لا الخوف قيادة لاتقدم لنا الرغيف المسمم والماء الملوث قيادة تحيي الارض ومن عليها لاتميتها، فالبلد اليوم للاسف استبدل جزمة صالح التي يترحمون عليها مع انه بمزاجيته الغريبه واطواره واهوائه العجيبة وكذبه ولفه ودورانه الدائمين سبب كل المصائب والخراب الذي وصلنا اليه اليوم وسبب كُره الناس للوحدة ، استبدلت بجزمات قادة الحرب الجدد .. فجزمة تعلو سطح منزلك تمنعك من الدخول اليه ، واخرى في نقاط تفتيش تنخلك نخلا ، وجزمة تحظر عليك التجوال ليلا او تغلق الشوارع في وجهك بجدار اسمنتي ،وجزمة تصنع مستقبلك بما يضعفك ويهينك ويجعل الشعب اليمني الابي تحت رحمتها وسيطرتها الى ماشاء الله ، كان المفروض على كل هذه الجزم ان تغادر وتعود فقط عندما تصبح على قياسنا لا ان نصبح نحن على قياسها