اخبار الساعة - صنعاء - أبوبكر عبدالله
استعاد الجيش اليمني أمس الجمعة السيطرة على مدينة شقرة الساحلية ثالث المعاقل الكبيرة لأنصار الشريعة، الذراع اليمنى لتنظيم القاعدة في محافظة أبين، جنوبي البلاد، بعد معارك ضارية مع المسلحين الذين تحصنوا في هذه البلدة بعد انسحابهم من مدينتي زنجبار وجعار، ما مكن قوات الجيش واللجان الشعبية من فتح الطريق الساحلي الرابط بين مدينتي عدن المكلا الذي كان قد قطع خلال الأشهر الماضية نتيجة لسيطرة المسلحين على هذه المدينة .
وأفادت وزارة الدفاع أن وحدات من اللواء 26 “حرس جمهوري” واللواء 111 “مشاة” واللواء الثاني مشاة “جبلي” واللواء العاشر “صاعقة” والأمن المركزي والأمن العام ومقاتلين من اللجان الشعبية سيطروا على مدينة شقرة التي تعد آخر معاقل الإرهابيين، بعد معارك أدت إلى مقتل 20 مسلحاً وإصابة آخرين، قبل أن يفر من تبقى منهم يجرون أذيال الهزيمة تاركين وراءهم قتلاهم وجرحاهم وعدتهم وعتادهم” .
وأفاد عسكريون ل”الخليج” أن قوات الجيش ومقاتلي اللجان الشعبية دخلوا مدينة شقرة من الجهة الجنوبية الغربية، واشتبكوا مع مسلحي التنظيم الأصولي في مواجهات وصفت بأنها الأعنف منذ بدء الاشتباكات في هذه المنطقة، ما أدى إلى مقتل 20 مسلحاً وعدد غير محدود من الجنود وجرح آخرين؛ فيما تحدثت مصادر مستقلة عن انسحاب جماعي لمسلحي القاعدة من المدينة إلى محافظة شبوة الشرقية .
وقال مسؤول محلي في شبوة إن مسلحي التنظيم الفارين اتجهوا نحو منطقة جبلية، في حين يعتقد أن أمير جماعة أنصار الشريعة في أبين جلال بلعيدي، المعروف باسم “أبو حمزة الزنجباري” فر إلى منطقة المراقشة الجبلية، ونفذت مقاتلات سلاح الجو اليمني سلسلة غارات ضد أهداف متحركة وثابتة للتنظيم الأصولي في مناطق عزان والحوطة في مديرية ميفعة بمحافظة شبوة وقال وجهاء إن إحدى الغارات استهدفت تجمعاً لمسلحي القاعدة في جبل سقاة، ما أدى إلى سقوط عدد غير محدود من القتلى والجرحى من المسلحين، كما استهدفت غارة أخرى سيارات وشاحنات للمسلحين بالقرب من بلدة عزان .
وشهدت مدينة شقرة احتفالات حضرها نائب رئيس هيئة الأركان لشؤون التسليح ونائب المنطقة العسكرية الجنوبية ومدير العمليات الحربية وقادة الألوية العسكرية ومقاتلو اللجان الشعبية والمواطنون، وسط مظاهر الابتهاج لدى سكان المدينة بعد انسحاب فلول التنظيم الأصولي ودخول قوات الجيش التي تمركزت في مناطق متفرقة من المدينة .
وسيطرت قوات الجيش على المرافق الحكومية، فيما بدأت فرق عسكرية بعمليات تمشيط واسعة في المدينة بحثاً عن جيوب لمسلحي التنظيم .
وكانت وزارة الدفاع أكدت مقتل 40 من مسلحي القاعدة في المواجهات التي اندلعت الخميس الماضي بين الجيش والمسلحين في ضواحي مدينة شقرة، مشيرة إلى أن الجيش سيطر على عتاد حربي وآليات كان المسلحون استولوا عليها من معسكرات الجيش في وقت سابق كما أكدت فرض حصار من الجيش على 300 من مسلحي التنظيم في هذه المدينة .
وشهدت مناطق متفرقة بمحافظة شبوة الشرقية منذ ليل الخميس الماضي مواجهات بين الجيش ومسلحي التنظيم وقال سكان إنها تجددت أمس الأول في منطقة النشيمة وأوقعت قتلى وجرحى بعدما حاول مسلحو القاعدة السيطرة على المنطقة قبل أن يشتبكوا مع قوات الجيش المرابطة هناك .
واعترف التنظيم في بيان بمقتل خمسة من مسلحيه في مواجهات مع قوات الجيش واللجان الشعبية بالقرب من حاجز تفتيش عسكري في مدينة رضوم بشبوة، وقال إن مسلحي التنظيم شنوا هجوماً انتقامياً على هؤلاء بالأسلحة المتوسطة والخفيفة فأصابوا خمسة منهم بجروح بعد مواجهات استمرت ساعة ونصف الساعة، مشيراً إلى أن القوة العسكرية التي كانت مرابطة في تلك المنطقة انسحبت من الموقع بعتادها العسكري من دون سقوط ضحايا من المسلحين .
وأقر التنظيم بالغارات التي استهدفت معاقله في مدينة عزان بمحافظة شبوة، لكنه أكد عدم وقوع خسائر، وأشار إلى أن طائرة حربية يمنية قصفت ظهر الجمعة منطقة جبلية غير مأهولة بالسكان على تخوم المدينة . وتحدث التنظيم عن صد مسلحيه للمقاتلات اليمنية بالمضادات الأرضية ما أضطرها إلى الفرار .
المصدر : الخليج