مع تواصل المذابح التي يتعرض لها المسلمون في بورما, أفادت مصادر رسمية اليوم الأربعاء بأن تعديلاً وزاريًّا سيجري قريبًا في بورما وسيسرع رحيل وزراء محافظين في وقت أعلن فيه البرلمان استقالة أحد نائبي رئيسه.
وقال مصدر رسمي: "لقد أبلغنا بتعديل يشمل على الأرجح ثلاثة وزراء وهذا التعديل سيجري قريبًا"، مضيفًا أن الشخصيات التي ستغادر الحكومة معروفة بأنها محافظة, وفقًا للعربية نت.
وكتب من جانب آخر على جدول أعمال البرلمان الذي افتتح دورة جديدة الأربعاء أن مركز نائب الرئيس شاغر، وسيقوم الممثلون في البرلمان بتعيين نائب جديد للرئيس.
وكان ناشط بورمي قد أكد أن عدد القتلى المسلمين جراء عمليات الإبادة التي يتعرضون لها في بورما لا يمكن إحصاؤه، محذرًا من أن منظمات الإغاثة لن تصل إلى بورما قبل إبادة المسلمين جميعًا.
وأوضح الناشط محمد مصر أن الجماعات الراديكالية البوذية المناصرة لـ"الماغ" تنتشر في أماكن وجود المسلمين في بورما، وذلك بعدما أعلن بعض الكهنة البوذيين الحرب المقدسة ضد المسلمين.
وأشار نصر في تصريحات لـ"العربية. نت" أن مسلمي إقليم أراكان في بورما يتنقلون في ساعات الصباح الأولى فقط، ثم يلجأون بعد ذلك إلى مخابئ لا يتوافر فيها أي من مستلزمات الحماية، خوفًا من الهجمات، التي أكد أنها الأشد في تاريخ استهداف المسلمين في بورما.
وأوضح أن منظمات الإغاثة تأخرت في الوصول إلى بورما، وقال: "إن الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة لن تصلنا قبل أن نموت جميعًا، فالوقت ينفد".
ومع تعرض سكان إقليم "أراكان" في دولة بورما إلى أكبر عملية إبادة جماعية على يد جماعة "الماغ" البوذية المتطرفة، فإن العالم يقابل ذلك بصمت مريب وتجاهل على كل المستويات العربية والدولية.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض مسلمو بورما فيها لأبشع أنواع الظلم والتنكيل، ففي عام 1942 تعرض المسلمون لمذبحة كبرى على يد البوذيين، راح ضحيتها أكثر من مائة ألف مسلم، وشُرِّد مئات الآلاف، كما تعرض المسلمون للطرد الجماعي المتكرر خارج الوطن خلال أعوام 1962 و1991 حيث طرد قرابة المليون ونصف المليون مسلم إلى بنجلادش.
وكان الدين الإسلامي قد وصل إلى إقليم أراكان في بورما في القرن التاسع الميلادي، ويذكر أن عدد سكان دولة بورما التي تحمل رسميًّا اسم "جمهورية اتحاد ميانمار" أكثر من 50 مليون نسمة، منهم 15% من المسلمين، يتركز نصفهم في إقليم أراكان ذي الأغلبية المسلمة.